أوباما: المحادثات بين اسرائيل والفلسطينيين تحقق تقدما

تاريخ النشر: 01 سبتمبر 2010 - 10:12 GMT
اوباما ونتانياهو خلال مؤتمر صحفي عقب محادثاتهما في البيت الابيض
اوباما ونتانياهو خلال مؤتمر صحفي عقب محادثاتهما في البيت الابيض

قال الرئيس الاميركي باراك اوباما الاربعاء ان تقدما تحقق في محادثات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين التي يستضيفها في البيت الابيض، وتعهد بان لا تتراجع واشنطن عن مسعاها من اجل السلام في الشرق الاوسط.
وقال للصحفيين بعد الاجتماع مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس كل على حدة "نحن نحقق تقدما."
وتعهد الرئيس الامريكي بألا يمنع الهجوم الذي نفذته حركة حماس في الضفة الغربية الولايات المتحدة من السعي لتحقيق السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين مفتتحا قمة في واشنطن لاستئناف المفاوضات المباشرة بين الجانبين.
وندد أوباما في مستهل جولة جديدة من الجهود الدبلوماسية في الشرق الاوسط وسط شكوك عميقة بشأن فرص نجاحه بالهجوم الذي قتل فيه أربعة مستوطنين اسرائيليين يوم الثلاثاء ووصفه بأنه عملية "قتل وحشي".
وقال للصحفيين "الرسالة التي يتعين توجيهها لحماس وكل شخص اخر ممن يعولون على مثل هذه الجرائم الشنيعة هي أن هذا لن يوقفنا ليس فقط عن ضمان أمن اسرائيل بل ايضا ضمان سلام أطول أمدا حيث يمكن للشعوب في المنطقة أن تسلك طريقا مختلفا."
وعقد اوباما سلسلة لقاءات ثنائية مع زعماء الشرق الاوسط الذين يحضرون قمة للسلام ترعاها الولايات المتحدة ستتوج يوم الخميس ببدء أول محادثات فلسطينية اسرائيلية مباشرة منذ 20 شهرا.
والقمة هي أدق مساعي أوباما الدبلوماسية بخصوص الشرق الاوسط لعدة أسباب ليس أقلها رغبته في أن يتوصل الجانبان في غضون 12 شهرا الى اتفاق يقيم دولة فلسطينية ويوفر الامن لاسرائيل.
ومع قرب انتهاء مهلة لتجميد الاستيطان الاسرائيلي في 26 سبتمبر ايلول يمكن أن تقوض المحادثات تحدث وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك بلهجة تصالحية عن امكان اقتسام القدس وهي قضية تأتي في قلب الصراع المستمر منذ عقود.
لكن عقبات كبرى ما زالت قائمة في طريق مسعى أوباما لتحقيق حل الدولتين الذي فشل في تحقيقه كثير ممن سبقوه. وثمة احتمال أيضا أن يؤدي فشل أوباما على هذه الجبهة الى احباط محاولاته المتعثرة لكسب ود العالم الاسلامي في وقت يسعى فيه لحشد التضامن في مواجهة ايران.
وأعلن نشطاء من حماس الحرب على المحادثات حتى قبل أن تبدأ وتعهدوا بالمزيد من الهجمات الامر الذي يسلط الضوء على الخطر الذي يمثله المتشددون على عملية السلام الهشة.
وقال نتنياهو بينما كان يقف بجوار أوباما ان اسرائيل ستسعى الى اتفاق سلام "محوره الحاجة لوضع ترتيبات أمنية قادرة على منع مثل هذا النوع من الارهاب وغيره من التهديدات لامن اسرائيل."
ويحتمل أن يجعل الهجوم نتنياهو أقل استجابة لمطلب الفلسطينيين تمديد تجميد البناء في المستوطنات اليهودية في الاراضي المحتلة بالضفة الغربية.
ويمكن أن يمثل انتهاء التجميد الجزئي لبناء مساكن جديدة في المستوطنات اليهودية في 26 سبتمبر أيلول بعد أن استمر عشرة أشهر عقبة مبكرة في طريق محادثات السلام.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي عقد اجتماعا ثنائيا مع أوباما قبل عشاء جماعي في البيت الابيض قد هدد بالانسحاب من المحادثات اذا استؤنف البناء في الاراضي التي استولت عليها اسرائيل خلال حرب عام 1967. وبذل معاونو أوباما جهودا مكثفا من أجل التوصل الى حل وسط.
ولم يقدم نتنياهو الذي يراس حكومة تهيمن عليها أحزاب مؤيدة للمستوطنين منها حزبه أي رد نهائي بخصوص الموضوع. لكن مكتبه ذكر أنه أبلغ وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون مساء الثلاثاء بأن موقف حكومته لم يتغير بخصوص انتهاء أمد وقف البناء.
وكتب الرئيس المصري حسني مبارك الذي يحضر القمة في صحيفة نيويورك تايمز أن المستوطنات الاسرائيلية تسد الطريق الى اتفاق سلام مع الفلسطينيين وأن من الضروري أن تمدد اسرائيل أجل وقف النشاط الاستيطاني
وسيستضيف أوباما كل الزعماء على العشاء قبل المفاوضات الرسمية بمقر وزارة الخارجية الامريكية يوم الخميس.
وقبل المحادثات المباشرة التي يتوقع أن تتناول في اخر المطاف قضايا رئيسية استعصت طويلا على الحل قال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك ان اسرائيل قد تكون مستعدة لتسليم أجزاء من القدس ضمن اتفاق سلام نهائي.
لكن ثمة أسبابا للشك في أن التصريحات بشأن تقسيم القدس التي أدلى بها باراك - وهو عضو من حزب يمثل أقلية في الائتلاف الحكومي - تمثل تخفيفا من رئيس الوزراء اليميني لموقفه المعلن منذ زمن طويل برفض تقسيم المدينة.
وقال باراك لصحيفة هاارتس "القدس الغربية و12 حيا يهوديا يعيش فيها 200 ألف ساكن (اسرائيلي) ستكون لنا."
وأضاف "أما الاحياء العربية التي يعيش فيها زهاء ربع مليون فلسطيني فستكون لهم" في اشارة الى القدس الشرقية التي استولت عليها اسرائيل من الاردن خلال حرب عام 1967 ثم ضمتها كعاصمة لها في اجراء غير معترف به دوليا.
وقال مسؤول اسرائيلي كبير يسافر مع نتنياهو تعليقا على تصريحات باراك "القدس على طاولة المحادثات لكن موقف رئيس الوزراء هو أن القدس يجب أن تظل غير مقسمة."
ومضى الزعماء بعقد اجتماعاتهم في أعقاب هجوم الضفة الغربية. وأعلن نشطاء من حماس التي تعارض السلام مع اسرائيل المسؤولية عن الهجوم. وكان بين القتلى امرأة حامل.
وانضم زعماء فلسطينيون يلتزمون بعملية السلام الى اسرائيل والولايات المتحدة في ادانة الهجوم. واعتقلت قوات الامن التابعة لعباس 150 من أعضاء حماس في الضفة الغربية في أعقاب الهجوم.