أقباط مصر يطالبون واشنطن حمايتهم: مقتل وإصابة 155 شخصا في مواجهات طائفية

تاريخ النشر: 08 مايو 2011 - 06:40 GMT
قتل تسعة اشخاص واصيب اكثر من 140 اخرين مساء السبت في مواجهات بين مسلمين ومسيحيين في القاهرة
قتل تسعة اشخاص واصيب اكثر من 140 اخرين مساء السبت في مواجهات بين مسلمين ومسيحيين في القاهرة

بدأ نحو 200 من شباب الأقباط، معظمهم أعضاء في حركة "اتحاد شباب ماسبيرو القبطية" اعتصاما مفتوحا أمام مبنى السفارة الأميركية منذ مساء السبت للمطالبة بتدخل المجتمع الدولي وبخاصة الولايات المتحدة الأميركية لحماية الأقباط في مصر مما وصفوه بـ"اضطهاد واعتداءات مستمرة من جانب التيارات الدينية الإسلامية".

وقال بيشوي عبده الناشط بالحركة وهو مصري يحمل الجنسية الأميركية، لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) أنهم مستمرون في الاعتصام إلى أن يقابلوا السفيرة الأميركية بمصر، وأضاف: "إذا كانت الحكومة والجيش المصريين عاجزين عن حمايتنا (...) فإننا نطالب المجتمع الدولي وأميركا على وجه الخصوص بحمايتنا أو يتركونا نغادر مصر ونذهب إلى أي مكان آخر بالعالم لأننا نشعر بأننا غير مصريين".

وتوقع بيشوي توافد أعداد كبيرة من الأقباط للمشاركة في الاعتصام خلال الساعات المقبلة.

وأضاف إنه من المرجح ألا تحضر السفيرة إلى مقر السفارة قبل غد الاثنين "ما يعني أننا لن نفض الاعتصام قبل أن نلتقي بها".

مقتل وإصابة 150 شخصا

وقتل تسعة اشخاص واصيب اكثر من 140 اخرين مساء السبت في مواجهات بين مسلمين ومسيحيين في القاهرة كما احرقت كنيسة في الحي نفسه فيما تعهد الجيش بتطبيق صارم للقانون على مثيري الشغب وبتوقيع عقوبات شديدة عليهم.

وقال مسؤول أمني إن القتلى ستة مسلمين وثلاثة مسيحيين.

وقال عضو في المجلس الاعلى للقوات المسلحة المصرية ليل السبت الاحد ان القانون سيطبق بصرامة على مثيري الاضطرابات التي وقعت في منطقة امبابة الشعبية في القاهرة.

واكد لواء في المجلس العسكري طلب عدم كشف هويته، في تصريحات لقناة "اون تي في" المصرية الخاصة ان "كل من هو موجود في الشارع سيعامل على انه بلطجي" مضيفا "سيتم تفعيل القانون اعتبارا من هذه اللحظة".

وتابع "لن يسمح لاي تيارات ان تطغى على مصر" في اشارة على ما يبدو الى الحركة السلفية التي نشطت في البلاد بعد اسقاط نظام الرئيس السابق حسني مبارك في 11 شباط (فبراير) الماضي.

وبدأت الصدامات حين هاجم مسلمون كنيسة قبطية مؤكدين انهم يريدون تحرير امرأة مسيحية قالوا انها محتجزة هناك بعدما ارادت اعتناق الاسلام.

وقال المسؤول في الكنيسة الاب هرمينا لوكالة (فرانس برس) ان خمسة اقباط على الاقل قضوا حين قام "بلطجية وسلفيون باطلاق النار علينا".

وسجيت في الكنيسة جثة لفت ببطانية عليها الكتاب المقدس فيما بدت اثار دماء على ارض الكنيسة.

وقام جنود موجودون في المكان باطلاق النار في الهواء في محاولة لتفريق الجانبين. وافاد مراسل فرانس برس ان مسلمين رشقوا مسيحيين بقنابل حارقة ما ادى الى احتراق الدور الاول من بناية مجاورة لكنيسة مار مينا.

وقال ممدوح وهو متظاهر مسلم "هم من بدأوا باطلاق النار علينا، كنا مسالمين".

ونقل الجرحى المصابون بكسور او بجروح ناتجة من الرصاص في سيارات اسعاف الى اربعة مستشفيات في المدينة، بحسب مصادر طبية.

وظل الوضع متوترا الى الثالثة فجرا تقريبا عندما كثفت قوات الجيش انتشارها حول كنيسة مار مينا وبدأت بتحذير المتجمهرين عبر مكبرات الصوت من ان كل من سيبقى في الشارع سيطبق عليه قانون "البلطجة" وسيحاكم امام القضاء العسكري.

وافادت الاجهزة الامنية انه بعد بضع ساعات من هذه الاحداث، قام مجهولون باشعال النيران في كنيسة اخرى بمنطقة امبابة هي كنيسة العذراء قبل ان يلوذوا بالفرار. وتمكن رجال الاطفاء والقوات المسلحة من السيطرة على الحريق ولكنه دمر كل محتويات الكنيسة، وفق وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية.

ودعا مفتي الديار المصرية علي جمعة الى عدم التلاعب بامن البلاد، مؤكدا ان اعمال العنف لا يمكن ان يرتكبها اناس ملتزمون دينيا، سواء كانوا مسلمين او مسيحيين.

ويمثل الاقباط ما بين 6 الى 10 في المئة من التعداد السكاني البالغ 82 مليون مصري.

ومنذ اشهر عدة، تصاعد التوتر بين المسلمين والاقباط في مصر على خلفية جدل حول اعتناق مسيحيات للاسلام والاشتباه باحتجازهن داخل كنائس او اديرة.

وسبق ان تظاهر سلفيون في شكل متكرر على خلفية هذه القضية خلال الاشهر الاخيرة.

ويطالب هؤلاء بالافراج عن كاميليا شحاته ووفا قسطنطين اللتين اثار اعتناقهما الاسلام بلبلة في مصر، علما ان الكنيسة القبطية نفت هذا الامر.

وكان الفرع العراقي لتنظيم القاعدة توعد الاقباط بهجمات في حال عدم الافراج عن المرأتين، وخصوصا بعد المجزرة التي ارتكبها في كاتدرائية السريان الكاثوليك في بغداد في 31 تشرين الاول (اكتوبر) الماضي وادت الى 53 قتيلا.

وبعد شهرين، ادى اعتداء على كنيسة القديسين للاقباط في الاسكندرية الى 21 قتيلا.

وازداد شعور الاقباط بانعدام الامن منذ الاطاحة في 11 شباط (فبراير) بالرئيس المصري السابق حسني مبارك، وخصوصا مع تصاعد حضور الحركات السلفية.