استراتيجيات سياحية متواصلة في الأردن

تاريخ النشر: 08 سبتمبر 2011 - 08:53 GMT
يجب أن نعترف أننا لم نصل بعد إلى المستوى الذي ندعي أننا سوقنا سياحتنا بالشكل المطلوب كما جب أن نعترف أيضا أن دول شقيقة وقريبة يمثل الدخل السياحي فيها 50% من الدخل القومي، وهو دخل يفوق ما يدخل من مردود نفطي على دول نفطية تعتمد على تصدير البترول
يجب أن نعترف أننا لم نصل بعد إلى المستوى الذي ندعي أننا سوقنا سياحتنا بالشكل المطلوب كما جب أن نعترف أيضا أن دول شقيقة وقريبة يمثل الدخل السياحي فيها 50% من الدخل القومي، وهو دخل يفوق ما يدخل من مردود نفطي على دول نفطية تعتمد على تصدير البترول

منذ انشاء وزارة السياحة وحتى كتابة هذه السطور، وكلما جاء وزير إلى هذه الوزارة يبدأ أول تصريح صحفي له بالعمل على وضع إستراتيجية سياحية لجذب السياح العرب وترويج السياحة الداخلية بأقل الأسعار، (كلام جميل). الواقع الذي يلمسه المواطن غير ذلك تماما، فالوزارة لم تجذب سياحا عربا بالرغم من ان الظرف مواتٍ إلى أبعد الحدود ليبقى السائح الخليجي داخل الأردن، ولا يتعدى الحدود إلى سوريا بسبب الظروف التي تمر بها الدولة الشقيقة.

في شهر نيسان الماضي أطلقت الوزارة حملة اطلقت عليها (الأردن أحلى) وبرعاية عدد من المؤسسات الوطنية، وصرحت في حينها وزيرة السياحة هيفاء أبوغزالة أن هدف الحملة هو( جذب) – لاحظوا- جذب السائح المحلي والعربي للمواقع السياحية المحلية، ولكن الوزيرة لم تتكرم علينا حتى اللآن لتقول لنا كم سائحا تم جذبه لهذه الحملة.

ومع ان الأرقام المعلنة تقول: إن السياحة تمثل 13% من الناتج المحلي في عام 2010، إلى أن ذات الأرقام ظلت غائبة عن توصيف الحالة السياحية للوطن في الأشهر الثمانية الماضية، فيما يؤكد واقع الحال أن نظام الفزعة الذي تنتهجه المؤسسات الرسمية هو ذات النظام، (حماس شديد لعدة أيام، مؤتمرات صحفية، أردن أحلى، صور وكاميرات تلفزيون) وغرف فنادق العقبة وشققها تعز على المواطن الأردني عندما يكتشف أن الغرفة الواحدة تصل في الفنادق المتواضعة إلى خمسين دينارا في الليله، فأين الخلل اذا، هل تحول الشعار من الأردن أحلى إلى الأردن أغلى. هل عجزت وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة والجمعيات المعنية بهذا الجانب عن دراسة الخلل، وأين نحن من سياحة أبناء الخليج الذين يمرون عبر الأردن إلى سوريا ولبنان، هل أوجدنا لهم متسعا بيننا ليقضوا اجازاتهم في ربوع وطن عز نظيره في المواقع السياحية التي لا تزال الوزارة تضع استراتيجيات لها.

يجب أن نعترف أننا لم نصل بعد إلى المستوى الذي ندعي أننا سوقنا سياحتنا بالشكل المطلوب، يجب أن نعترف أن دول شقيقة وقريبة يمثل الدخل السياحي فيها 50% من الدخل القومي، وهو دخل يفوق ما يدخل من مردود نفطي على دول نفطية تعتمد على تصدير البترول. (من شان الله) لا نريد استرايجيات، نريد مكتبا صغيرا في وزارة السياحة يروج للأردن عبر سفاراتها المترامية الأطراف، والتي ينشغل سفراؤها بتدخين الآراجيل، دون أن يدور في خلدهم كيف يقنعون أبناء البلدان التي يعيشون فيها بزيارة الأردن.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن