ارضى بالنصيب وبيان التنظيم الدولي لأسماك القرش

تاريخ النشر: 08 ديسمبر 2010 - 10:58 GMT
صورة للقرش الذي كان يعتقد أنه وراء الهجمات على السياح في منتجع شرم الشيخ المصري بعد اصطياده.
صورة للقرش الذي كان يعتقد أنه وراء الهجمات على السياح في منتجع شرم الشيخ المصري بعد اصطياده.

عن أسماك القرش التي ظهرت في شرم الشيخ وتسببت في مقتل سياح أجانب، يقدم لنا المدون أشرف نصر بيانا من وحي خياله صادرا عن "التنظيم الدولي لأسماك القرش". يقول نصر في تدوينة بعنوان: "بيان كده وكده":

"تم اليوم القبض على التنظيم الدولي لأسماك القرش ... وقد أدلي أعضاء التنظيم باعترافات تفصيلية ... حول المؤامرة لضرب السياحة فى شرم ... كما تم تحريز الأموال والأسنان الحادة ... التي استخدموها في مخططهم الهدام". يتابع أشرف سخريته في البيان ويقول بأن أعضاء التنظيم وقياسا على ما يحدث في الحياة الواقعية ينفون تعرضهم لأي شكل من أشكال العنف:

"هذا وينفي المصدر الغير مسئول صحة الأخبار حول تعرض أفراد التنظيم للتعذيب...وكل ما حدث هبوط حاد فى الدورة الدموية...نتيجة لابتلاع أسماك القرش الأرهابية لأقراص للانتحار... خاصة وقد تلقوا تدريبهم في جهات خارجية... تتبع محافظات أخرى تحقد على شرم...وأهل شرم...وبحر شرم...وسمك شرم". وبما أن المخطط الشيطاني قد فشل، فإن المدون يختتم بدعاء مفاده: "عاشت شرم آمنة مستقرة".

 

هناء أحجول من الأردن، تطلب من قراء المدونة مساعدتها في البحث عن جواب شاف لسؤال يحيرها وهو: "هل النصيب استسلام أم اختيار؟؟".  تشكو هناء من وضعها فهي تعاني منذ فترة حيرة واضطرابا في البحث عن الجواب، وتتساءل عن كنه القدر ومسؤولية الإنسان عن قراره. تقول هناء:

"أشعر أنني ضائعة في وسط هذا الزخم من المشاعر المتضاربة.. لا  أدري إلى أين تأخذني أيامي.. أحيانا أشعر أنني أصارع القدر.. أعانده للحصول على ما يرفض أن يعطيني أياه..وساعة أخرى فقط أريد الاستسلام له  رغما عني ..

لا أدري أن كنا نستطيع معاندة القدر؟! هل من الممكن ؟ أو أننا ونحن نعتقد أننا نعانده نكون نسير باتجاهه؟!"

تحكي هناء عن محاولات والدتها لإقناعها بالكف عن محاولة إيجاد تفسير:

"كثيرة هي تلك القصص التي تتحدث عن النصيب.. أمي لا تكف أخباري واحدة تلو الأخرى حتى تقنعني بالكف عن التفكير ومحاولة إيجاد الحلول .. لكنني رغما عني أبقى أفكر بحل جديد ودائما ما أشعر أنه هناك واحد بالتأكيد!!

فأنا إلى اليوم لم أجد تعريفا لما يطلقون عليه أسم نصيب.. أهو الاستسلام لما ستأتي به الدنيا لك دون تعب؟ أم هو سعي وراء ما تريدين ليصبح "نصيبك"؟". وتستطرد لتعطينا أمثلة عن قصص قد يلعب النصيب دورا ما فيها:

"أتعتبر قصص الحب التي لا تنتهي بتواجد الحبيبين معا رغم كل المحاولات نصيبا ؟ أم تلك القصص التي لم يحاول فيها الحبيبين إلا مرة واحده ليصبحان معا بعد شهر أو أقل؟ أيهما النصيب؟".

يوسف هو صاحب إحدى التعليقات التي أثارت نقاشا على المدونة يجيب قائلا:

"والله اعلم كلمة نصيب من نَصَبَ اي إحتال والنصيب هيّ عمليّة الاحتيال وعادة ما يكون لها طرفان ..مُحتال مُحترف ومُحتال عليّه مسكين ...النصيب ليس هو القضاء والقدر واكبر دليل على ذلك ان اي منا يقدر ان يتمرد على نصيبه ولكن لا يقدر ان يهرب من قضاء الله وقدره والذي عادة لا نعرفه قبل وقوعه ولا نُسأل ولا يؤخذ رأيُنا به ... عكس ما يُسمى بالنصيب... ارضى بالنصيب....وحط راسك بين الروس وقول يا قطاع الروس.....واللي برضى بعيش ....كلها جُمل ليس لها معنى في حيّاة ايّ انسان يُفكر ويمتلك ارادة ...واعطيني مثلا واحدا لانسان رضيّ بنصيبه في اي مجال ونجح...والنصيب ليس القناعة فالقناعة لا تحد من التفكير والطموح بينما النصيب هو التوقف عن التفكير والجمود".

 

يحدثنا المدون الكويتي فرناس عن قضية الاختلاف في الرأي تعليقا على الأحداث التي وقعت في الكويت مؤخرا، ويطرح رأيه في أن القضايا لا بد أن تكون موضع خلاف ولكن طريقة تناولها هي محط تساؤل.  يقول فرناس:

"إن الحوار والنقاش بطبيعته لا يكون إلا في محل خلاف. والأصل في الحوار والنقاش هو مقارعة الحجة والدليل والبرهان بمثلها ضمن إطر عامة تشمل قبول الآخر المخالف واحترام آدميته وحقوقه ومواطنته على هذه الأرض. وقد يشتط البعض، كما هو الحال عندنا من أطراف ومجاميع متعددة، في طرح وجهة نظره إلى حدود الإسفاف والتنابز والشتائم والصراخ والتشنج خصوصاً في هذا الصراع السياسي العقيم الدائر في الكويت والذي يتدخل فيها كل صاحب ثأر ومصلحة وطموح انتخابي".

يرى فرناس أن الرد على الطائفيين والمنتفعين وأصحاب "الأنا" لا بد أن يكون في حدود القانون، فاحترام القانون هو الذي بني الأمم المتحضرة دون اللجوء إلى العنف والاعتداء على الآخرين، وهو يضمن في حالة الاختلاف حق كل فرد والاختلاف أمر واقع لا شك فيه كما يقول فرناس:

"ومن المهم جداً أن يقتنع الجميع تمام الاقتناع بأننا لن نتفق أبداً على كل شيء، هذا مستحيل. لم نتفق في الماضي [من يقول غير ذلك هو يكذب عليكم] ولن نتفق اليوم ولن يحدث هذا في المستقبل. الطبيعة البشرية تأبى ذلك، ليس عندنا فقط ولكن عند كل بني البشر في أي البلاد كانوا".

يعود فرناس ليؤكد على أهمية الدولة المدنية التي تتخذ القانون والتشريعات منهجا لها لحفظ  حقوق مواطنيها؛ ويحذر من أن مخالفة القانون تجر على البلد ما لا تحمد عقباه:

"فانتهاك إنسانية الإنسان المخالف هو أخطر تهديد على الإطلاق من الممكن أن يواجهه أي مجتمع، لأن النتيجة سوف تكون إنهيار داخلي كامل وشامل سريع ومفاجئ وسوف يجرفنا طوفانه جميعاً لا محالة، وخير دليل: لبنان والعراق".

 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن