قائد شرطة دبي ضاحي خلفان تميم، واحد من أنشط الشخصيّات العامّة في فضاء التغريد العربي. ويعرف خلفان بتغريداته المثيرة للجدل، فتح على نفسه أبواب جهنّم أمس الأوّل، بعد تغريدة كتبها على حسابه الرسمي، وتطرّق فيها لاحتمال الضربة العسكريّة الأميركيّة لسوريا قائلاً: «من التجارب الماضية، بشار سلّم الكيماوي أو لم يسلّم، مخلوع مخلوع! القصد كله انه بعد بشار ما يطيح الكيماوي بيد جماعات إرهابية!» (أي وقوع الأسلحة الكيميائية بيد إرهابيين في حال سقوط الأسد). وأردف ذلك بتغريدة ثانية: «أما لماذا تحاول أميركا إنهاء بشار، فهذا مخطّط سلفاً لغايات سايكوبيكية جديدة ينفذها الخال أوباما. وجهة نظر شخصية»! (معنى كلمة «سايكوبيكيّة» في قلب خلفان).
وحين سأله أحد المتابعين عن رأيه بالرّئيس السوري، ردّ خلفان بالقول: «بشار قمّة في الأخلاق»، وأتبع ذلك بتغريدة أخرى: «لكنّ الحرب ملعونة تحول الإنسان العادي إلى وحش، نحن رأينا من الجانبين جرائم وحشية للأسف». وحين استهجن المتابع ردّ خلفان، أردف الأخير موضحاً: «أنا أعرف بشار، الرجل متواضع وقومي وعربي».
يتبع خلفان على تويتر أكثر من 500 ألف حساب، وقد تسبّب تحليله السياسي للشأن السوري بانقسامهم بين مؤيّد له وغاضب عليه. وردّ عليه أحدهم: «غريب أمرك يا ضاحي، دول الخليج العربي مؤيدة لضرب المجرم بشار، وأنت لا؟» وأضاف آخر: «الحل يا طيّب كما قال سمو الأمير سعود الفيصل، خلع الأسد طوعاً أو كرهاً. ولا بدّ من دعم «الجيش الحر» المعتدل لوقف كلّ هذا الدمار والقتل». وأضاف أحد المغرّدين: «مؤسف جداً أن يكون هذا رأي المسؤول الأول عن الأمن في دبي. كيف تتأتى الأخلاق مع قتل الأطفال واغتصاب الحرائر؟» وحين علّق أحد المغرّدين على رأي خلفان قائلاً: «زمن الرويبضة»، ردّ عليه قائد شرطة دبي قائلاً: «إذا كنت أنا رويبضة أنت من تكون؟ بيضة، بيضة دجاجة».
على خلفيّة ذلك الأخذ والردّ، تداول المغرّدون العرب والخليجيون بالأمس وسماً بعنوان: «ضاحي خلفان يمدح بشار». وكتب أحدهم «شبيح الإمارات ضاحي خلفان يمدح بشار ويصفه بالعربي القومي المتواضع». وعلّق آخر: «بئس المادح والممدوح». لكنّ محبّي خلفان اعترضوا على اعتراض معارضيه، وكتبت إحداهنّ: «فليقل ما يريد، ما الذي يحرقكم؟»
وتوسّع نطاق الوسم عالمياً، ليعلّق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من حسابه الوهمي طبعاً، قائلاً: «ألا تفهمون بحريّة الرأي؟ ما المشكلة إن مدح بشار! صدّام الذي قتل أكثر من بشار أسميتموه شهيداً! عرب متخلّفون». كما اعتبرت صفحة «بشار الأسد» الوهميّة السّاخرة على «فايسبوك» أن «مدح خلفان هو بسبب تهديدات بشرى شقيقة الأسد»!