نورا العزوني
محمد عبداللطيف مغامر أردني يعشق التحدي وتجربة كل ما هو جديد ومثير، عمل عبداللطيف خلال فترة دراسته الجامعية بالإعلانات وكـ موديل، إلا انه وبعد سنوات من الدراسة والعمل اكشتف انه يرغب بتجربة نوع جديد من المغامرات، وهو تسلق أعلى القمم الجبلية وقد استطاع أن يصل لأعلى قمة في أوروبا "جبل البروز" في القوقاز ورفع علم بلاده، ويحكي محمد عن فكرة التجربة وكيف بدأت قائلاً : "أنا أحب الطبيعة جداً ودائماً أخرج لاستكشاف المناطق الطبيعية بالأردن، وأشعر دائماً إني ألامس الطبيعة وانا من عشاق التحدي، فقط بالتحدي تستطيع معرفة مدى قدرتك لتحقيق هدفك".
"درست التجربة بشكل عام وكنت على دراية بكل الاخطار المحيطة بها، التجربة كانت متعبة جداً جداً وخطرة لكني كنت مستمتع جداً بها وبمجرد الوصول للقمة تشعر أن كل ما واجهته يستحق المغامرة والمجازفة، ومرحلة ما قبل الوصول هي الأصعب فدائماً ما تكون رغبتك في الوصول بصراع مع عقلك حول هل تكمل المسير ام تتوقف".
وعن تأثير التجربة على طبيعة شخصيته يقول: "التجربة كفيلة لتحويلك لشخص تاني فالإنعزال عن التكنولوجيا ورهف الحياة ليس بالتجربة البسيطة والسهلة، هناك صعوبة للتأقلم مع صعوبة الحياة الطبيعية وعندما تجد نفسك قادر عن التخلي عن كل مغريات الحياة ستصبح انسان اكثر بساطة واستقامة".
وعن تقبل الناس من حوله للفكرة يقول: " الجميع يسألوني عن ماذا سأستفيد من التجربة سوى التعب، فبنظرهم أن دفع مبلغ مالي مقابل التعب والجوع وعدم النوم هو أمر غريب، وأجيبهم أن على الجميع تجربة المغامرة في البداية ليعرفوا كم ممتع ان تتعب وتصل للموت حتى تحقق هدفك، كيف يمكن ان تصبح إنسان آخر وتصبح محباً اكثر للناس من حولك والحياة بعد تجربتك العيش ببساطة".
ويضيف قائلاً: "الغريب أن بعد التجربة كل من استهجنوا الفكرة سابقاً يحترومنك أكثر فقد اكون في نظرهم سابقاً شاب عادي مثل البقية إلا أن التجربة تجعلني مميزاً وقمت بشيء مختلف ولم يفعله الكثيرون قبلي".
والجدير بالذكر أن تجربة جبل البروز في القوقاز ليست الأولى التي يقوم بها محمد فقد سبق له تسلق جبال الهمالايا وقمم جبلية في روسيا، ويسعى حالياً للتخطيط للوصول لأعلى قمة جبلية في افريقيا.
اما عن الصعوبات الجسمانية فيقول: "يحتاج المغامر لـ لياقة تفوق الجميع وقوة تحمل عالية، فيجب على الجميع تنظيم طريقة أكلهم والابتعاد وبشكل نهائي عن الوجبات السريعة والدخان والصودا".
وعن رأيه حول كيفية تشجيع الشباب لخوض التجربة :"طبيعة حياتنا تجعلنا أشخاص كسولين، فنحن نقضي أغلب وقتنا بمشاهدة التلفزيون وتدخين الأرجيلة وبالمطاعم، وفكرة انشاء مركز خاص للتأهيل لم تخطر في بالي سابقاً واعتقد اني ما زلت بحاجة للمزيد من الخبرة حتى لا اخاطر بحياة الآخرين، لكني على ثقة بوجود العديد من الشباب القادر على التجربة والذي يحتاج لمن يساعده ويدعمه ويحفزه، يجب أن يخرج الشباب من الروتين اليومي ويجب عليهم تجربة كل جديد لاكتشاف انفسهم فأنت بكل مغامرة تكتشف نفسك أكثر ويصدمك ما تعرفه عن نفسك وقوة ارادتك، وليست باللياقة وحدها تستطيع تاهيل نفسك فدور العقل الباطن في هذه التجربة أكبر ولو قسمناه لنسب فنحن بحاجة للعقل الباطن بنسبة 60% مقابل 40% لياقة".