ميشيل أيوب، شاب مسيحي من عرب 48، يتولى مهمة إيقاظ النائمين للسحور كل مساء خلال شهر رمضان. يتجول ميشيل في أزقة البلدة القديمة في عكا قبيل الفجر ويدق على دف مناديًا السكان ليستيقظوا ويتسحروا في رمضان.
وقال ميشل أيوب خلال إحدى جولاته: «فمن عدة سنين.. من ست سنين أو سبع سنين.. بلشنا نسحر في كثير بلدان.. في المكر.. في عكا القديمة.. بين أهلنا وناسنا وحبايب قلبنا.. أنه نوقظ الناس على وجبة السحور في ساعات الفجر.
وطبعًا هذا شيء كثير منيح وهذا شرف لنا». ويعمل ميشيل في حرفة البناء خلال النهار ويؤدي دور المسحراتي التقليدي خلال شهر رمضان في عكا وقرية المكر المجاورة لها. وذكر ميشيل، البالغ من العمر 32 عامًا، أن كثيرًا من الناس يدهشهم أن يعمل مسيحي بمهنة المسحراتي في الشهر الذي يصوم فيه المسلمون.
وقال: «ورغم هيك أنه فيه شيء بقول لك أنت مثلاً مسيحي.. شو خصك بهذا الشغل أو شو لك أنت، هي الشغلة مش لك. بقول لهم طبعا لأ.. لا فرق بين مسيحي ومسلم، اليوم الشيء بشرفنا وبسعدنا كثير أنه أنا أكون متعاون مع أخوي المسلم بهي المواقف.. بهي المحن.. بهي الصعوبة.. لأنه شهر رمضان شهر كريم وأشياء كثير».
وبقيت مهنة المسحراتي في رمضان حية رغم وسائل التكنولوجيا الحديثة التي يمكن الاستعانة بها للاستيقاظ قبل الفجر، ويضفي صوت المسحراتي جوًا خاصًا على وقت السحر خلال شهر الصيام. وذكر ميشيل أنه لا يتقاضى أجرًا مقابل إيقاظ الناس حرصًا منه على الحفاظ على الجانب الروحاني لشهر رمضان.
وقال: «احنا بالماديات ما نتعاملش.. لأنه إذا نتعامل ماديات طبعًا يصير الشيء ببطل شهر رمضان.. بصير الشيء كعمل عادي أو كمهنة، طبعًا المسحراتي كانت مهنة منذ القدم بس ما كانت تتعامل بالماديات.. كانت تتعامل بالمعنويات وطبعًا بآخر شهر رمضان الكريم كان هدايا.. مش هدايا.. هي مثل ما يقولوا الرسول عليه الصلاة والسلام قبل الهدية، فهذا شيء منيح ولنا الشرف.. أما الماديات ما نتعاملش.
كل حارة بتعزم ماديا بابطل أفوت عليها بالمرة». وتضاء أنوار المنازل في أحياء البلدة القديمة في عكا مع استيقاظ السكان ليتناولوا طعام السحور ويدعو بعضهم المسحراتي ميشيل إلى مشاركتهم في تمرة أو شريحة بطيخ.
