العراق: كركوك تستعد لرمضان

تاريخ النشر: 08 يوليو 2013 - 08:58 GMT
مدينة كركوك في العراق.
مدينة كركوك في العراق.

بلهفة بالغة، يترقب أصحاب المقاهي والمحال التجارية في مدينة كركوك العراقية (250 كيلومتراً شمال بغداد) حلول شهر رمضان. فهو بالنسبة لهم «موسم الرزق»، وقد بدأ التجار بالفعل في ملء محالهم بالسلع الرمضانية، كما عمدت المقاهي إلى عكس «الروح الرمضانية».
عبد الغني زين العابدين، وهو مالك لمحال توابل عدة في سوق كركوك، يشرح «قمنا بمضاعفة ساعات عملنا برغم ارتفاع درجة حرارة الجو بسبب توجّه المئات من المواطنين إلى التسوّق»، مضيفا: «نفتح المحال هذه الأيام من السابعة صباحاً حتى الثامنة مساءً، أما خلال شهر رمضان فنستمر بالعمل حتى ساعات السحور، بسبب الإقبال على شراء التوابل الضرورية لصناعة الكثير من الأطعمة الرمضانية والحلويات».
وتابع زين العابدين: «ورثت عن أجدادي هذه المهنة حيث نشتري التوابل الخام من التجار في إيران والصين والهند ونصنعها، ويأتي تجار آخرون من جميع مناطق العراق إلينا في سوق القيصرية (وسط كركوك) للشراء منا»، مشيراً إلى أن «أسعار التوابل ومستلزمات صنع الحلويات ازدادت بفعل الإقبال المتزايد وزيادة تكلفة النقل بنسبة تتراوح بين عشرة و20 في المئة مقارنة بالعام لماضي».
من جهته، لفت عمر محمد، الذي يملك متجراً لصناعة الحلويات، إلى أن «محال صناعة الحلويات في المدينة استعدت لإعداد أنواع مختلفة من الحلويات لمرتاديها، ومن بينها الزلابية، والمشكل، والبقلاوة، وزنود الست وغيرها، والتي يدخل في صناعتها السمن والدقيق». وأضاف أن «متجري مفتوح طيلة ساعات النهار والليل، ويتناوب العمال على العمل فيه لإعداد الحلويات وذلك للتمكّن من تلبية احتياجات نحو 250 نادياً ومقهى تفتح أبوابها في كركوك خلال أمسيات شهر رمضان».
أما متين أحمد عبد الله، وهو بائع أوان، فأكد أن «شهر رمضان هو خير شهر للرزق والمساعدة والمحبة والسلام»، مضيفاً «ولكن هاجسنا الدائم هو الخوف من العنف والهجمات والاستهداف حيث تشهد كركوك توترات، والإرهاب لا يميّز بين شهر رمضان وشهر آخر، هدفهم زرع الخوف ووقف العبادة، لكن أملنا أن يكون الشهر الجليل هذا العام أفضل مما مرّ علينا».
مالك مقهى «الديوان» وسط كركوك علي عادل أشار إلى أن مقهاه يكتظ بالزوار خلال أمسيات شهر رمضان، حيث يأتون إليه من جميع الطبقات الاجتماعية، خصوصاً أن المقهى يقدّم خلال رمضان، منذ الإفطار وحتى السحور، فقرات غنائية باللغات العربية والكردية والتركية.
وبالتوازي مع استعدادات المحال والمقاهي في كركوك لاستقبال رمضان، تستعد الشرطة أيضاً في المدينة لإحكام قبضتها الأمنية لمنع أي تفجيرات قد تستهدف تلك الأسواق والمقاهي.
وفي هذا الصدد، قال مساعد مدير شرطة كركوك اللواء تورهان عبد الرحمن إن «قيادة الشرطة أعدت خطة أمنية خاصة لتطبيقها خلال شهر رمضان المقبل في المدينة»، مضيفاً أن «الخطة تشمل نشر دوريات ثابتة ومتنقلة، ووضع القوات في حالة التأهب، فضلاً عن نشر قوات متخصصة بالقرب من الجوامع والمساجد والحسينيات خلال أوقات الصلاة، والإفطار والسحور، إلى جانب تأمين المقاهي التي ستستقطب الآلاف من أبناء كركوك».