في قلب أوروبا توجد دولة البوسنة المسلمة إحدى جمهوريات يوغوسلافيا السابقة. ورغم مما تعرضت له من محاولات طمس لهويتها الإسلامية إلا أن رجالها ونساءها وشبابها وشيوخها تسلحوا بقوة الإيمان والعقيدة لتبقى كلمة الله هي العليا غير مبالين بعدد الأعداء وعدتهم، في هذه الدولة التي شهدت حربا دينية وتطهيرا عرقيا على أيدي الصرب، يتمسك البوسنيون بتعاليم دينهم، وشهر رمضان يعد موسما للخير والتراحم والتواد بين المسلمين هناك.
فيظهر في شهر رمضان بالبوسنة البعد الإنساني والتراحم الإسلامي في أجلى مظاهره، ففي هذا الشهر وقبله بأيام يقوم بعض المحسنين والخيرين بجمع الأموال لمن عليهم عقوبات تفرض عليهم دفع غرامات مالية أو دخول السجن، وهم ممن لم يسددوا الديون، فتسدد قيمة الفواتير والمخالفات وتدفع الديون عليهم حتى يتمكنوا من قضاء رمضان خارج السجن وبين ذويهم ورفاقهم في المسجد.
وفي رمضان تكون هناك حملة للــتآخي والتصالح وتصفية النفوس من الغل والتباغض، ورمضان في البوسنة له طعم خاص ومميز حيث ترى عادات تكون انقرضت في بلادنا العربية والإسلامية مثل صعود المؤذن للأذان من أعلى منارة المسجد وأداء الأذان جهريا، وبيع خبز السمون الإسلامي السخن قبل أذان المغرب وتزيين الشوراع والأشجار بالأنوار الجميلة طوال شهر رمضان.
