هولندا بلد المليون مسلم من بين 16 مليون نسمة .. الذي هو عدد السكان الكلي لتلك الدولة، وللمسلمين هناك مكانة مميزة بين أقرانهم في غرب أوروبا من حيث كثافة التواجد الإسلامي عبر شبكة من المنظمات والمراكز والمساجد والمدارس وجامعة إسلامية وتنتهي بالأسواق الخيرية .. والطائفة المسلمة هناك هي الأكثر ارتباطاً بالتعاليم الدينية من بين جميع الطوائف الأخرى مجتمعة.
مقرات المساجد والجمعيات الإسلامية والمقاهي وسائر الأماكن العامة التي يتجمع فيها أبناء الأقلية المسلمة .. تعكس بوضوح استثنائية وأهمية هذا شهر رمضان لدى غالبية المسلمين على اختلاف أعمارهم وقومياتهم وانتماءاتهم. تشهد مساجد هولندا التي يزيد عددها على 300 مسجد إقبالاً شديداً من قبل المصلين؛ حيث تضيق غالباً بالوافدين إليها، خاصة في صلاة العشاء والتراويح إذ يحول توقيت العمل المعتمد في هولندا دون تمكن المسلمين من أداء صلوات النهار خاصة الظهر والعصر في المساجد خلال أوقاتها المفروضة .
ويقدر القائمون على مسجد النصر في مدينة روتردام أكبر مساجد هولندا عدد المصلين بالمسجد خلال شهر رمضان في صلاة العشاء والتراويح بين أربعة وخمسة آلاف مصلٍ .. وفي أغلب الأحيان تضيق قاعات المسجد للصلاة بالمصلين. ويشهد مسجد النصر الذي بني في أواسط الثمانينيات بجهود أبناء الأقلية المغربية المسلمة، مظهرين مهمين خلال شهر الصوم أولهما موائد الإفطار الجماعية التي تقام بتمويل من المحسنين للفقراء من أبناء الأقلية المسلمة، وثانيهما الدروس والعظة اليومية المكثفة التي يقوم عليها دعاة محليون ودعاة ضيوف يستقدمون من البلاد الإسلامية للقيام بالوعظ والدعوة.. حيث تقوم هيئات حكومية وأهلية في البلاد الإسلامية بابتعاثهم كما هو الحال بالنسبة للأزهر الشريف في مصر ووزارة الأوقاف المغربية، وهيئة الأوقاف في المقدسية.
تعتبر منظمات العمل الخيري الإسلامية رمضان فرصة ذهبية لعملها حيث تعمل جميعها على تنظيم حملات تبرع خلاله، تجند لها عشرات الدعاة الذين يتنقلون بين المساجد ومقرات المنظمات الإسلامية للتعريف بأهدافها وحث المصلين على التصدق لمساعدة إخوانهم المحتاجين في بلدان إسلامية كثيرة تعاني شعوبها من المجاعات والكوارث الطبيعية. ويثابر مسؤولو مؤسسة الأقصى الخيرية التي برأتها السلطات الهولندية مؤخراً من تهمة الإرهاب والتي ترعى مشاريع خيرية في الأراضي الفلسطينية المحتلة على الطواف بما يزيد على مائة مسجد خلال شهر رمضان يجمعون عبره عشرات الآلاف من اليوروات التي يقومون بتحويلها مباشرة لمستحقيها من أبناء الشعب الفلسطيني الذي يعاني من حصار اقتصادي قاتل.
