إندونيسيا هي إحدى الدول الإسلامية في قارة آسيا، وكانت تُعرف باسم «جزر الهند الهولندية»، وقد استقلت وانضمت إلى الأمم المتحدة في 28 سبتمبر عام 1950، ونظام الحكم فيها جمهوري، وتبلغ مساحة أراضيها (2 مليون و27 ألفًا و87 كيلو مترًا مربعًا)، وتتكون من مجموعة من الجزر المنتشرة في مياه المحيط الهادي وحتى أستراليا وبحر الصين الجنوبي.
تختلف عادات رمضان في إندونيسيا من منطقة إلى أخرى، ففي جاكرتا مثلاً عندما يأتي رمضان يتحوَّل الليل إلى نهار؛ حيث ينتشر الناس في الشوارع والمنتديات وفي الأسواق، بمجرد الانتهاء من صلاة التراويح، ويقوم المسحراتية بالطواف حول الشوارع بدفوفهم، مردِّدين: «سحور.. سحور» لإيقاظ الناس، ومن العادات المنتشرة في ربوع إندونيسيا أن جميع الإندونيسيين يستقبلون شهر رمضان بذبح الذبائح ابتهاجًا بقدومه.
يقدم المسجد الكبير الواقع في عاصمة إقليم شمال جزيرة سومطرة مائدة إفطار منذ عام 1906 خلال أيام سلطنة ديلي الإسلامية-إحدى السلطنات التي كانت قائمةً في هذه الجزر- وبالتحديد منذ أيام السلطان التاسع لها، وهو «محمود الرشيد»، وظلت تقدَّم حتى أيام السلطان الثالث عشر، وللحفاظ على هذه الذكرى والتقليد التاريخي فإن الإندونيسيين يحاولون عدم تغيير ما يقدم من أطعمة قدر المستطاع.
ومن أبرز الوجبات التي تقدَّم هي «عصيدة أنيانغ» التي كان يعدُّها طباخو قصر السلطان لعابري السبيل من المسافرين، ثم بدأت تقدَّم لروَّاد المسجد السلطاني عندما بُني مع بداية القرن العشرين، وبعد 30 عامًا ومع انتهاء الحكم السلطاني وبدْء العهد الجمهوري تعاهد المسؤولون على المساجد والمحسنون ممن يسكنون بالقرب منه على إبقاء هذه المائدة الرمضانية، ومنهم أحفاد سلطان ديلي الموجودون في المدينة إلى اليوم. وحساء «عصيدة أنيانغ» يعين المصلين على صلاة التراويح؛ لما يتميز به من خفَّة على معدة الصائم، فهو يتكون من الأرز واللحم والجزر والبطاطس وجوز الهند وخضروات وتوابل وبقول محلية أخرى كحب الباكيس.
