أفغانستان.. انحسار الإفطار الجماعي

تاريخ النشر: 12 أغسطس 2012 - 11:00 GMT
أفغاني في أحد المساجد
أفغاني في أحد المساجد

يعود الفتح الإسلامي لبلاد الأفغان إلى عهد الخليفة الثاني الفاروق عمر بن الخطاب عندما دخل الأحنف بن قيس تلك البلاد في سنة 18 هـ، ثم فُتحت «بلخ» في عهد عثمان بن عفان، وكذلك «غزنة» أما كابول فقد فُتحت في أيام بني أمية، وقد كان الإسلام عريقا في هذه البلاد حتى أن كابول دخلها الإسلام قبل أن يصلها الفتح الإسلامي لها، وخلاصة القول أن الإسلام أشرق بنوره على تلك البلاد منذ أربعة عشر قرنا من الزمان، ووصف المؤرخون الشعب الأفغاني بأنه شعب يندر أن تجد شعبا من الشعوب الإسلامية تأثر بالإسلام قدر تأثره، حتى قيل أن سمات الدين تصبغ حياة الأفغاني كلها منذ ولادته حتى مماته، والأفغاني أيضا يتعصب لدينه، ويتفانى فيه، ويؤمن بكل ما جاء في الكتاب والسنة، شعب هذه صفاته.. كيف يستقبل رمضان شهر الطاعات؟

في حقيقة الأمر هذه التركيبة الإسلامية للشعب الأفغاني تجعل رمضان في أفغانستان شهرا مختلفا عن غيره بالنسبة لهم إذا ما قورن استقبالهم للشهر الكريم باستقبال المسلمين على مستوى العالم الإسلامي لرمضان، فهو شهر له مذاق خاص، ومكانة خاصة في قلوب الأفغان، فهم يجعلون منه شهرا مختلفا عن باقي شهور السنة في الطعام كما هو مختلف في العبادة، فقبل قدوم رمضان يذهب الجميع إلى الأسواق لشراء حاجاتهم ومستلزماتهم الضرورية، وقبل دخول رمضان بيوم واحد يجتمع الأهالي في ساحات المساجد ويتناولون إفطار جماعيا وهو نوع من الترحيب بشهر رمضان المبارك، فيجتمع الرجال قبل أذان المغرب بنصف ساعة في ساحات المساجد من أجل الإفطار الجماعي، وهذا بالتأكيد له عدة مميزات وفوائد منها خلق روح المحبة والمودة والتآلف في قلوب الشعب الأفغاني، بالإضافة إلى أن الذي لا يقدر على توفير طعام الإفطار لنفسه ولأسرته تكون هذه فرصة له للإفطار دون إحراج ومن ثم معرفة الأسر المحتاجة ومساعدتها.

أما النساء فيفطرن في بيوتهن مع أولادهن، وبالنسبة لإفطار الرجال فإنه يعد من جميع البيوت ويجلب لتناوله جماعيا.

انحسار الإفطار الجماعي

وعلى الرغم من أنّ الإفطار الجماعي في المساجد من العادات الرمضانية التي عرفها الشعب الأفغاني لسنين عديدة لكنها بدأت في الانحسار بالمدن الأفغانية في السنوات الأخيرة، مع استمرار وجودها في القرى، وإن لم تعد مثلما كانت في الماضي لضعف الأواصر الاجتماعية بين الناس، وفي السابق لم يكن يتصور أن يكون الرجل في القرية ولا يفطر في المسجد، حيث يتجمع رجال القرية - أو من ظل منهم على الوفاء لتلك العادة الحميدة- في مسجدها ويفطرون معا على ما يحضرون من طعام للإفطار يكون في الغالب من السبانخ أو البطاطس، بالإضافة إلى العصير إذا كان رمضان في الصيف.