التقى وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في وقت متأخر الأحد بالرياض، بوفدٍ يمثل أطياف المعارضة اليمنية بهدف التوصل لحل الأزمة القائمة من قرابة شهرين في اليمن.
وجرى خلال اللقاء الذي ترأسه الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير خارجية الإمارات العربية المتحدة رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري، وبمشاركة عبداللطيف بن راشد الزياني، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وكل من محمد سالم باسندوه، رئيس الوفد رئيس اللجنة التحضيرية للحوار الوطني، وياسين سعيد نعمان، الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني رئيس المجلس الأعلى للقاء المشترك، وعبدالوهاب الأنسي، الأمين العام للتجمع اليمني للإصلاح، وسلطان العتواني، الأمين العام للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، وحسن زيد، أمين عام حزب الحق، وذلك لمناقشة المبادرة الخليجية التي تبناها الاجتماع الاستثنائي للمجلس الوزاري، بشأن عملية انتقال السلطة في اليمن بشكل سلمي.
وكان وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي طالبوا في اجتماعهم الأخير الرئيس اليمني بتسليم الحكم لنائبه كما دعوا إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة المعارضة مهمتها الإعداد لدستور جديد وإجراء انتخابات.
وحسب البيان الذي صدر عقب اللقاء، ونقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية، فقد "تم تبادل وجهات النظر فيما يخص المبادرة الخليجية، وكان الحوار أخوياً وبناءً عكس رغبة الجانبين في تقريب وجهات النظر ومواصلة العمل، وبذل المزيد من الجهود لضمان الحفاظ على أمن واستقرار ووحدة الجمهورية اليمنية."
وقدم ممثلو المعارضة " وفد اللقاء المشترك وشركاؤه " شرحاً لرؤيتهم حول الأوضاع في اليمن، مؤكدين رغبتهم في إنهاء الأزمة الحالية بما يحفظ الدماء اليمنية ويحمي مصالح الشعب اليمني."
وأكد البيان أن الوفد اليمني أعرب "عن تمسكه بالمبادرة الصادرة عن دول مجلس التعاون في 3 إبريل الجاري."
وتم الاتفاق على "أن يستمر الحوار والتشاور مستقبلاً ، على أن تكون هناك جولة أخرى من الحوار والتشاور بين دول مجلس التعاون والحكومة اليمنية، في إطار ما تضمنته المبادرة الخليجية من مبادئ ، وما تم التوصل إليه مع وفد اللقاء المشترك وشركاؤه في هذا الشأن."
وكانت الرئاسة اليمنية قد أعلنت، الاثنين الماضي، أنها ستتعامل بإيجابية مع المبادرة الخليجية التي تتضمن نقل الرئيس، علي عبد الله صالح، صلاحياته إلى نائبه وتشكيل حكومة وحدة وطنية، تتولى المعارضة رئاستها، في حين قالت أحزاب المعارضة إن المبادرة لم تشر بوضوح لتنحي صالح عن السلطة.
وتشهد اليمن احتجاجات شعبية مناهضة للرئيس صالح، الذي يحكم البلاد منذ عام 1978، والذي كان قد تعهد مطلع فبراير/ شباط الفائت، بعدم الترشح لولاية جديدة.
اصابة 88
على صعيد آخر قال شهود وأطباء ان اشتباكات اندلعت في ميناء الحديدة اليمني المطل على البحر الاحمر يوم الاثنين وان 88 شخصا على الأقل أصيبوا بجروح عندما أطلق رجال شرطة يرتدون ملابس مدنية النار والغازات المسيلة للدموع على المحتجين الذين ردوا بالقاء الحجارة.
وقال سكان لرويترز ان رجال شرطة يرتدون ملابس مدنية ومسلحين بهروات ومسدسات وحجارة هاجموا الاف المحتجين الذين خرجوا في مسيرات في الشوارع من الميدان الذي يعتصمون به منذ أسابيع للمطالبة بانها حكم الرئيس على عبد الله صالح المستمر منذ 32 عاما.
وقال عبد الجبار زايد أحد المحتجين "نطلب المساعدة بالامدادات الطبية اذ أننا نعاني فعلا من نقص شديد... الوضع الطبي سيء للغاية." وأضاف "بعض اصدقائنا مفقودون ونعتقد أنهم اعتقلوا مازلنا نحصي الاعداد لكن لم نصل الى رقم محدد بعد."
وقال أطباء ان 15 شخصا أصيبوا في الجولة الاولى من الاشتباكات. اثنان بالرصاص والباقون بسبب الضرب أو الرشق بالحجارة وعاد المحتجون الى منطقة اعتصامهم.
لكن قال شهود ان الاشتباكات اندلعت من جديد وأطلقت قوات مكافحة الشغب النار والغازات المسيلة للدموع على المحتجين. وقال سكان لرويترز ان المحتجين ردوا بالخروج من مخيمهم مرة أخرى متوجهين هذه المرة الى السوق الرئيسية في الحديدة.