700 قتيل في سوريا: الحملة ضد المحتجين تتسع والدبابات تنتشر بالجنوب

تاريخ النشر: 12 مايو 2011 - 09:53 GMT
لقطة من فيديو بثتها شبكة شام تظهر جريحا في احد شوارع درعا
لقطة من فيديو بثتها شبكة شام تظهر جريحا في احد شوارع درعا

 

قالت لجنة الحقوقيين الدولية ان السلطات السورية قتلت اكثر من 700 شخص واعتقلت الالاف وقصفت مدنا بشكل عشوائي في حملتها العسكرية على المحتجين، فيما انتشرت القوات السورية في مدن جنوبية وشددت قبضتها على حمص وحماة في توسيع لهذه الحملة.
وأضافت اللجنة التي تتخذ من جنيف مقرا وتتألف من محامين وقضاة كبار من مختلف أنحاء العالم ان هجمات قوات الامن على المدنيين ترقى الى كونها جرائم بموجب القانون الدولي.
وقالت اللجنة انها تلقت روايات عن الحملة الامنية من محامين ومدافعين عن حقوق الانسان من داخل سوريا. ومنعت سوريا الصحفيين الاجانب من العمل منذ شنت حملتها على المحتجين مما جعل من الصعب الحصول على روايات مستقلة.
وذكرت اللجنة في بيان "يتردد أن ما يزيد على 700 شخص قتلوا بشكل غير قانون واختفى المئات بشكل قسري منذ بدأت السلطات السورية حملتها يوم 15 مارس في درعا وحمس وبانياس ومدن أخرى."
وجاء في البيان "مازالت لجنة الحقوقيين الدولية تتلقى تقارير ذات مصداقية تشير الى أن جثثا تركت في الشارع لايام وأن مصابين منعوا من الوصول للمنشات الطبية."
وذكر البيان "بالاضافة الى ذلك تعقبت الاجهزة الامنية عددا من الاشخاص كانوا يحاولون مغادرة البلاد ومنعتهم من ذلك عند الحدود."
وقال أمين عام اللجنة ويلدر تيلر "الحكومة السورية تستخدم القوات المسلحة والدبابات لقصف مدن دون تمييز وتفرض حصارا فعليا على السكان من اجل مواجهة احتجاجات سلمية في معظمها."
وأضاف أنه ينبغي لمجلس الامن التابع للامم المتحدة أن يدرس خيارات من بينها اعمال الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة في اشارة الى بند يمكن استغلاله للتفويض باجراءات من بينها العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية وكذا العمل العسكري.
وانتشرت القوات السورية في مدن جنوبية الخميس وشددت قبضتها على مدينتين في توسيع لعملية عسكرية ضد المحتجين على حكومة الرئيس بشار الاسد.
وفي حين وعد الاسد باصلاحات على أمل اخماد المعارضة تقدمت الدبابات في مدن داعل وطفس وجاسم والحارة وذلك تحسبا لمظاهرات يوم الجمعة.
ويجري نشر دبابات في مناطق على الساحل السوري وفي وسط حمص وخارج مدينة حماة الى الشمال وحاليا في أنحاء سهل حوران في الجنوب وهي مناطق تشكل مساحة كبيرة من أراضي البلاد التي يبلغ عدد سكانها 20 مليون نسمة.
وقالت الوكالة العربية السورية للانباء (سانا) ان وحدات الجيش تتعقب "جماعات ارهابية مسلحة" مدعومة من اسلاميين ومحرضين اجانب تلقي الحكومة عليهم باللوم في العنف.
وتقول الحكومة ان حوالي 100 من افراد الجيش والشرطة قتلوا بينهم اثنان سقطا يوم الاربعاء في مدينتي حمص ودرعا.
واندلعت الانتفاضة الشعبية ضد حكم الاسد في 18 مارس اذار في منطقة سهل حوران الاستراتيجية المتاخمة لهضبة الجولان المحتلة من ناحية الغرب والاردن من الجنوب.
وقال محام بارز في سهل حوران ان المئات اعتقلوا في المنطقة منذ يوم الاربعاء عندما قتل 13 شخصا فيما قال نشط حقوقي انها عمليات قصف نفذتها دبابات لمنازل في مدينة الحارة على بعد نحو 60 كيلومترا الى الشمال الغربي من درعا.
وقال المحامي "يريد النظام القضاء على مراكز المظاهرات في حوران بتذكير الناس بتاريخه القمعي" مشيرا الى سحق المعارضة الاسلامية والعلمانية التي شكلت تحديا لحكم أسرة الاسد في الثمانينات.
ولم يصدر تعليق فوري من السلطات السورية التي منعت أغلب وسائل الاعلام العالمية من العمل في سوريا مما يصعب التحقق من الروايات بشأن الاحداث.
وقالت منظمتان سوريتان مدافعتان عن حقوق الانسان ان قوات الامن اعتقلت عشرات السكان في مدينة بانياس الساحلية المحاصرة وقرية البيضا القريبة منها يوم الخميس.
وقال متحدث باسم المرصد السوري لحقوق الانسان "دوت اصوات اطلاق نار كثيف لدى تنفيذ قوات الامن للاعتقالات."
وفي حمص اعتقلت قوات الامن السورية النشط الحقوقي المخضرم نجاتي طيارة يوم الخميس وفق ما ذكره المرصد.
وكان طيارة قد انتقد بشدة الحملة العسكرية في الاحياء السكنية بالمدينة لسحق المظاهرات المطالبة بالديمقراطية.
وطيارة معتقل سياسي سابق ولعب دورا بارزا في الحركة المطالبة بالحريات السياسية المعروفة باسم ربيع دمشق التي سحقت عام 2001 بعد عام من تولي بشار الاسد الرئاسة خلفا لوالده الراحل حافظ الاسد.
وقالت شاهدة عيان ان قوات الامن ما زالت تغلق حيا سكنيا رئيسيا في حمص بعد قصفه بالدبابات يوم الاربعاء ومقتل خمسة اشخاص على الاقل.
وقالت امرأة سافرت الى حمص من دمشق للاطمئنان على اقارب لها "مررت عبر حاجز طريق كبير عند المدخل الرئيسي لحمص قرب الطريق السريع المؤدي الى دمشق. كان رجال أمن مسلحون يفحصون الاسماء وسألوني عما سأفعله في حمص."
واستجاب الاسد في البداية للاحتجاجات بتقديم وعود باجراء اصلاحات وألغى أيضا حالة الطواريء المطبقة منذ 48 عاما والتي استخدمتها أجهزة الامن لمنع أي مظهر للمعارضة.
وقبل بدء الاحتجاجات كان الاسد قد بدأ يخرج من العزلة الغربية بعد تحدي الولايات المتحدة بشأن العراق وتعزيز تحالفه المناهض لاسرائيل مع ايران.
وتقول جماعات حقوقية ان 650 مدنيا على الاقل قتلوا في العملية العسكرية في حين قدر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان العدد هذاالاسبوع بنحو 1000 قتيل.
واستمرت الاحتجاجات على مدى نحو ثمانية أسابيع لكن مدينتي دمشق وحلب الرئيسيتين لم تشهدا احتجاجات كبيرة.
وفي تعليقات علنية نادرة قال رئيس جهاز الامن الداخلي الاسرائيلي (الشين بيت) ان سوريا "ستغرق في الدم" نتيجة للمظاهرات.
وأشار يوفال ديسكين يوم الاربعاء الى أن الاسد الذي ينتمي الى الطائفة العلوية يحكم دولة ذات أغلبية سنية.
وقال "تقاتل الاقلية من أجل البقاء. لذلك سوف تلجأ الى أي وسائل ممكنة تقريبا. غير أنني مقتنع رغم ذلك بأنه سيكون من الصعب للغاية اعادة هذا الجني الى القمقم."
وسوريا في حالة حرب مع اسرائيل غير أن اسرة الاسد أبقت الجبهة مع الدولة العبرية هادئة منذ وقف لاطلاق النار توسطت فيه الولايات المتحدة في عام 1974 بعد سبع سنوات من احتلال اسرائيل لهضبة الجولان.

 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن