24 قتيلا باول ايام رمضان وتنديد دولي بقمع المتظاهرين بسوريا

تاريخ النشر: 02 أغسطس 2011 - 02:57 GMT
متظاهرون في  حماة
متظاهرون في حماة

 

قتل 24 شخصا الاثنين في عدة مدن سورية برصاص قوات الامن في اليوم الاول من شهر رمضان فيما عقد مجلس الامن الدولي مشاورات حول اعمال القمع في سوريا سعى خلالها الاميركيون والاوروبيون الى اقناع الدول المترددة في اصدار قرار يدين النظام السوري غداة الاحد الدامي الذي اوقع نحو 140 قتيلا.
ياتي ذلك فيما اعلنت دمشق ان "مخربين" قاموا باحراق القصر العدلي في حماة، وسط البلاد الاثنين بينما قتل 24 شخصا الاثنين في عدة مدن سورية برصاص قوات الامن بينهم عشرة سقطوا في تظاهرات خرجت بعد صلاة تراويح شهر رمضان.
وكان ناشطون دعو على صفحة "الثورة السورية" الى التظاهر خلال شهر رمضان. وقالوا "موعدنا كل ليلة بعد التراويح، مظاهرات الرد" مضيفين ان "سوريا تنزف".
واعلن المرصد السوري لحقوق الانسان الثلاثاء ان "عدد الشهداء المدنيين الذين سقطوا امس الاثنين في عدة مدن سورية برصاص القوات العسكرية الامنية السورية والشبيحة بلغ 24 شهيدا" بينهم عشرة سقطوا "خلال المظاهرات التي خرجت في عدة مدن سورية بعد صلاة التراويح".
وفي حصيلة مفصلة ليوم الاثنين ذكر المرصد ان "العمليات الامنية والعسكرية" اوقعت عشرة قتلى في حماة على بعد 210 كلم شمال دمشق وقتيلين في مدينة البوكمال بمحافظة دير الزور وثلاثة في محافظة حمص (وسط) واثنين في اللاذقية (غرب) وستة في عربين شمال شرق دمشق وواحد في معضمية الشام مشيرا الى ان الاخير قتل "برصاص الامن داخل المسجد".
واوضح المرصد ان "صلاة التراويح شهدت تظاهرات ضخمة دعت الى اسقاط النظام وهتفت لحماة الجريحة ودير الزور".
كما اشار الى جرح اكثر من 14 متظاهرا في عربين وخمس في المعضمية واكثر من احد عشر في اللاذقية اضافة الى عدد من الجرحى في حمص واخرين في مدن الزبداني والكسوة اصابات بعضهم خطرة.
وفي عربين افاد المرصد ان "الالاف في المدينة خرجوا في تظاهرة حاشدة"، مضيفا ان "رجال الامن والشبيحة هاجموا التظاهرة واطلقوا الرصاص بشكل مباشر على المتظاهرين العزل".
كما تحدث عن "معلومات عن وجود عدد من الجثث ملقاة في الشوارع لا يتمكن الأهالي من الوصول إليها بسبب التواجد الأمني الكثيف".
واضاف المرصد ان "عددا من القناصة شوهدوا يتمركزون على بناء الطيوري المطل على ساحة الحرية".
وفي الزبداني افاد المرصد عن "خروج تظاهرة حاشدة في الزبداني بعد صلاة التراويح شارك فيها الاف الشباب" موضحا انه "لدى اقتراب التظاهرة من حاجز عسكري اطلق الرصاص بشكل عشوائي على المتظاهرين مما ادى الى جرح خمسة متظاهرين بينهم طفل اصابته خطرة في الرأس".
كما اشار الى "اعتقال اكثر من 150 شخصا في مختلف المدن السورية".
من جهة ثانية، ذكرت وكالة الانباء الرسمية (سانا) الثلاثاء ان "مجموعة مخربة" قامت امس الاثنين باقتحام القصر العدلي في حماة (وسط) واضرام النار في بعض اقسامه.
ونقلت الوكالة عن مصادر ان "المجموعات المسلحة اعتدت على حراس القصر العدلي الواقع في منطقة الشريعة ثم دخلت الى المقر وخربت جزءا كبيرا من محتوياته وقامت باضرام النيران في عدد من اقسامه".
وكان ناشط حقوقي افاد ان دبابات تابعة للجيش السوري قامت مساء الاثنين بقصف احد الاحياء السكنية في ضواحي مدينة حماة، حيث قتل 104 اشخاص منذ الاحد.
من جهتها نقلت وكالة الانباء السورية (سانا) عن مصدر مسؤول قوله ان "قوات الجيش لا تزال تنفذ مهمتها في فتح الحواجز والمتاريس التي كانت نصبتها مجموعات مخربة على المداخل الرئيسية لمدينة حماة".
واضافت ان "اشتباكا واسع النطاق يجري كون هذه المجموعات منظمة في وحدات وهي تستخدم أسلحة متطورة وتقوم بتفخيخ الشوارع الرئيسية".
وفي ظل هذه الاحداث، دعا رئيس هيئة الاركان الاميركية المشتركة الاميرال مايكل مولن في بغداد الثلاثاء الرئيس السوري بشار الاسد الى "اتخاذ خطوات" تتلاءم مع متطلبات الشعب السوري، مؤكدا انه ليس هناك من "مؤشر" على امكانية حدوث تدخل عسكري اميركي.
وفي روما، اعلنت وزارة الخارجية الايطالية في بيان الثلاثاء ان روما استعدت سفيرها في سوريا للتشاور "ازاء القمع الفظيع للسكان المدنيين". واضاف البيان ان "ايطاليا اقترحت استدعاء سفراء كل دول الاتحاد الاوروبي في دمشق".
وفي جوهانسبورغ، دعت جنوب افريقيا الثلاثاء سوريا الى فتح تحقيق نزيه وغير منحاز حول القمع الدموي للمتظاهرين ضد نظام الرئيس بشار الاسد.
كما دعت سوريا الهند التي تولت الرئاسة الدورية لمجلس الامن الدولي، الى مساعدتها على تجنب ادانة لقمع المعارضة، وطلبت من نيودلهي عدم تصديق "الدعاية الاعلامية" الغربية.
وفي بروكسل، اوردت الصحيفة الرسمية للاتحاد الاوروبي الثلاثاء ان وزير الدفاع السوري اللواء علي حبيب من بين خمسة اشخاص شملهم توسيع عقوبات الاتحاد الاوروبي لدورهم في قمع المتظاهرين في سوريا والتي تنص على حرمانهم من تاشيرات دخول وتجميد اصولهم.
وتشمل العقوبات ايضا رئيس الامن العسكري في مدينة حماة (وسط) محمد مفلح والعميد توفيق يونس رئيس فرع الامن الداخلي، ومحمد مخلوف المعروف بابو رامي خال الرئيس السوري بشار الاسد وايمن جابر المرتبط بالشقيق الاصغر للرئيس السوري ماهر الاسد في اطار ميليشيا الشبيحة الموالية للنظام.
وبحسب المرصد فان عدد القتلى منذ بدء الحركة الاحتجاجية في سوريا في 15 اذار/مارس "ارتفع الى 1992 قتيلا من بينهم 1618 شهيدا مدنيا موثقين بالقوائم لدى المرصد السوري لحقوق الانسان و374 شهيدا من الجيش وقوى الامن الداخلي".