ابدت موسكو قلقها من النوايا الاميركية باتجاه فرض عقوبات على ايران في الوقت الذي وزعت واشنطن مسودة عقوبات على الدول الاعضاء في مجلس الامن
فقد افاد بيان لادارة الاعلام والصحافة التابعة لوزارة الخارجية الروسية ان " وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اعرب خلال اتصال هاتفي مع نظيرته الامريكية هيلاري كلينتون عن قلقه إزاء المعلومات الواردة حول نوايا الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بعدم الاقتصار على وضع الموقف المشترك في مجلس الامن الدولي حول ايران وفرض عقوبات من جانب واحد ضد هذا البلد، بما فيها الخارجة عن اطر القرارات المتفق عليها من قبل المجتمع الدولي، والمتعارضة مع مبدا سيادة القانون الدولي المثبت في ميثاق هيئة الامم المتحدة.
وكانت كلينتون قالت في وقت سابق الثلاثاء ان واشنطن وبكين وموسكو توصلت الى اتفاق حول قرار جديد لمجلس الأمن بشأن إيران. وذكرت كلينتون في غضون ذلك ان الولايات المتحدة ستبذل كل شئ من اجل اتخاذ قرار جديد صارم حول ايران في اسرع وقت ممكن.
وجاء في بيان وزارة الخارجية الروسية أن "الجانب الروسي أكد ان التفهم المبدئي لمشروع القرار ضمن مجموعة 5+1 يبقى قائما، وانه يتعين في المرحلة التالية مواصلة العمل في اطار مجلس الامن، حيث سيتمكن اعضاء المجلس غير الدائمين من الاعراب عن مواقفهم من المشروع.
واشار البيان انه يتعين تحليل الوضع الناشئ بعد اعلان اتفاق طهران بدقة. وقبل كل شئ وانطلاقا من ضرورة اتخاذ ايران الخطوات الخاصة بتنفيذ بنوده وبدرجة اولى من خلال بعث رسالة رسمية ايرانية للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ويعتقد لافروف ان تنسيق طرق تنفيذ مبادرة البرازيل وتركيا من شأنه ان يساعد على خلق الجو المناسب لاستئناف الجهود السياسية الدبلوماسية الخاصة بتسوية القضية النووية الايرانية بشكل عام.
وقد وزع وفد الولايات المتحدة على دول الاعضاء في مجلس الأمن مسودة قرار يتضمن تشديدا اقوى للعقوبات على إيران بسبب برنامجها النووي.
ويدعو القرار إلى إقامة نظام تفتيش دولي على السفن اذا اشتبه بانها تحمل شحنات لها علاقة ببرنامج طهران النووي أو ببرامجها الصاروخية.
وينص مشروع القرار ايضا على حظر بيع بعض الأسلحة الثقيلة إلى إيران مثل الدبابات والطائرات المقاتلة والهليكوبتر المقاتلة والبوارج الحربية.
وقالت السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة سوزان رايس، عقب اجتماع للمجلس، ان مشروع القرار الجديد يحظى بموافقة جميع الأعضاء الدائمين في المجلس.
وجاء توقيت تقديم المقترح الامريكي بعد توقيع ايران وتركيا والبرازيل اتفاقا ثلاثيا تقوم ايران بموجبه باستبدال مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب بالوقود النووي في تركيا، بضمانات برازيلية.
وكانت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون قد كشفت النقاب عن المسودة قبل ساعات من تقديمها الى اعضاء مجلس الامن واشارت الى موافقة مجموعة الدول الخمس دائمة العضوية في المجلس اضافة الى المانيا عليها.
وقال سفير الصين لدى الأمم المتحدة لي باودونج إن المشروع لا يستهدف الاضرار بالتجارة المعتادة مع طهران.
وقال لي للصحفيين بعد ان وزعت الولايات المتحدة مسودة مشروع قرار العقوبات على اعضاء مجلس الامن "الغرض من العقوبات هو اعادة الجانب الايراني الى مائدة التفاوض."
واضاف قوله "العقوبات لا تهدف الى معاقبة أبرياء ولن تضر بالتجارة المعتادة."
وتشير تسريبات صحفية وتصريحات لبعض المسؤولين الامريكيين الى ان مسودة المشروع التي تتوزع في عشرة صفحات تدعو الى تأسيس نظام تفتيش دولي على السفن في البحر التي يشك في حملها موادا تدخل في البرنامج النووي الايراني او برامج الصواريخ، فضلا عن عقوبات واسعة على مؤسسات مصرفية ايرانية او اشخاص على علاقة بالبرنامج النووي.
وتدعو مسودة القرار" الدول الى اتخاذ الاجراءات المناسبة لمنع ... افتتاح فروع جديدة او شركات تابعة او مكاتب ممثلة للمصارف الايرانية". ان كان من المحتمل ان تكون لانشطتها علاقة بالانتشار النووي