يخشى الكثير من الليبيين من احتمال أن يؤدي تعقد المشهد الحالي إلى تقسيم البلاد وهو ما يراه البعض قد حدث فعلا على الأرض.
ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية الأحد عن محمد بن غلبون رئيس الاتحاد الدستوري الليبي المناوئ للقذافي القول: "إن التقسيم قد حدث فعلا على الأرض، لكن المشهد والحماس الثوري والعواطف المتأججة تحجب الجميع عن رؤية هذا الواقع".
وأوضح أن الشرق الليبي (برقة) قد تحرر مما وصفه بنيران القذافي ولن يقبل بالعودة إلى حكمه أبدا، بينما لا يزال القذافي يحكم غالبية الغرب الليبي (إقليم طرابلس)، بالإضافة إلى الجنوب كله (فزان).
وتابع: "تشكل طرابلس (الإقليم) مع فزان أكثر من نصف مساحة ليبيا تقريبا، ولن يتخلى القذافي عن حكمه ولن يرحل عنه إلا مرغما، وليس في الأفق ما يبشر بقرب ذلك.
واعتبر أن مصراتة التي تدفع ثمنا باهظا لثورتها من أجل الحرية والكرامة لم تجد النجدة من القبائل والمدن التي حولها وبعضها لا يبعد عنها سوى عشرات الكيلومترات.
ورأى أنه لو تحركت القبائل القريبة من مصراتة أو بعضها لما صمد القذافي في الغرب أسبوعا واحدا، "ولكن يبدو واضحا أن هذه القبائل قد التزمت بعهود الولاء التي كتبوها بدمائهم للقذافي فيما عُرف في منتصف الثمانينات بحملة التقحيص".
وقال بن غلبون: "إننا مصدومون الآن مما نراه من تمسكهم به (القذافي) وولائهم له حتى بعد أن أضعفت ضربات طيران التحالفقواه وكسرت شوكته العسكرية وأصبح أسهل منالا". وتساءل: "هل يأمل عاقل أن يتنحى القذافي والجنوب الليبي كله وأكثر من نصف الغرب منصاعين له؟".
وتوقع بن غلبون أن يستمر الكر والفر سجالا للسيطرة على رأس لانوف والبريقة وحقول النفط التي تغذيها حتى تتدخل قوات غربية بحجة حماية منابع النفط ومنشآته فتصبح تلك المنطقة قسما ثالثا تحت حماية دولية، إما لتحتفظ ببتروله كاحتياطي أو تسمح لشركات النفط العالمية بممارسة عملها وتصديره بالشروط المتفق عليها مع السلطات الليبية وتحفظ أمواله في أرصدة مجمدة باسم ليبيا لحين إعادة وحدتها.
وشدد على أنه لو استمر فشل القذافي في استعادة السيطرة على مصراتة، فإنها ستُحول إلى محمية دولية بعد أن يتدخل الفيلق الأجنبي الفرنسي "لفك الحصار عنها وتأمين حدودها وإعطائها بابا على العالم من خلال مينائها البحري".