قتيلان بعدن والحديدة ومحادثات غير مثمرة مع الوساطة الخليجية

تاريخ النشر: 20 أبريل 2011 - 07:54 GMT
المساجد تحولت الى مسشتفيات ميدانية
المساجد تحولت الى مسشتفيات ميدانية

قتل متظاهر في الحديدة وشرطي في عدن في استمرار العنف مقابل عدم تسجيل تقدم في الوساطة الخليجية، وذلك بعد اجتماع غير مثمر بين وزراء خارجية مجلس التعاون والحكومة اليمنية في ابوظبي.

وقالت لجنة تنظيم التظاهرات في الحديدة على البحر الاحمر ان مسلحا على دراجة نارية اطلق النار فجر الاربعاء على متظاهرين في المدينة مما ادى الى مقتل احدهم.

وقام المسلح الذي نجح في الفرار باطلاق النار على متظاهرين كانوا نائمين في مكان الاعتصام دائم في ساحة النصر في المدينة الساحلية الواقعة على البحر الاحمر.

وقال المصدر نفسه ان ثمانية متظاهرين آخرين اصيبوا بجروح طفيفة.

الى ذلك، قتل شرطي واصيب ثلاثة اخرون في اشتباكات وقعت الاربعاء بين الشرطة والمتظاهرين المناوئين للرئيس علي عبدالله صالح في خور مكسر بمدينة عدن (جنوب) حسبما افاد مصدر امني لوكالة فرانس برس.

واكد بدوره مصدر طبي مقتل الشرطي واشار الى ان المستشفى استقبل قتيلا وثلاثة جرحى جميعهم من عناصر قوات النجدة.

وقال شهود عيان لوكالة فرانس برس ان الاشتباكات نشبت بعد قيام وحدات من الجيش والنجدة والأمن المركزي بفرض طوق محكم على حي السعادة في خور مكسر.

واكد احدهم انه "عندما حاولت القوات اقتحام حي السعادة تصدى لهم مسلحون ودارت اشتباكات بين الطرفين استخدموا فيها الاسلحة الرشاشة".

وشلت الحركة بشكل شبه تام الاربعاء في مدينة عدن كبرى مدن جنوب اليمن التزاما ب"عصيان مدني" دعت اليه تنسيقية شباب "ثورة 16 فبراير" في المدينة للمطالبة بتنحي الرئيس علي عبدالله صالح حسبما افاد مراسل وكالة فرانس برس.

وطالبت "ثورة 16 فبراير" في عدن المواطنين بعدم الذهاب الى مقار الاعمال او الدراسة يومي السبت والاربعاء من كل اسبوع.

واغلقت المحلات التجارية والمدارس والمؤسسات العامة والخاصة ابوابها وخلت شوارع المدينة من المارة بعد ان قام المحتجون بوضع حواجز من الحجارة وبراميل القمامة في معظم الشوارع الرئيسية والفرعية للحد من الحركة.

وسمع تبادل اطلاق بشكل متقطع في حي المنصورة والشيخ عثمان عندما حاولت الشرطة تفريق العشرات من الشباب الواقفين بالقرب من الحواجز التي وضعوها للحد من مرور السيارات.

وقال مصدر طبي في مستشفى النقيب لفرانس برس ان المستشفى استقبل جريحين بالرصاص من سكان المنصورة.

وافادت مصادر طبية عن ارتفاع حصيلة قتلى المتظاهرين في صنعاء الثلاثاء الى خمسة قضوا جميعهم بالرصاص اثناء تفريق الشرطة مسيرة للمطالبة بتنحي الرئيس اليمني، فضلا عن مقتل شخص في مدينة تعز جنوب صنعاء الثلاثاء ايضا.

واثر سقوط قتلى دعت لجنة تنظيم التظاهرات الى مسيرات احتجاج في كافة انحاء البلاد.

وفي سياق متصل، افاد مصدر عسكري لوكالة فرانس برس ان مجموعة من جنود القوات البحرية قاموا بعملية تمرد فجر الاربعاء على قيادتهم بعد ان طلب منهم النزول لفض العصيان المدني.

واكد المصدر ان عددا من الجنود "رفضوا اوامر اصدرها قائد المدرسة البحرية العقيد ركن عبدالله سالم النخعي تقضي بانزالهم الى الشوارع صباح اليوم الاربعاء بهدف تأمين عدد من الطرقات وفتحها في حال قام المحتجون بقطعها، وهو ما رفضه الجنود".

وتطور الخلاف بين الجنود وقيادة المدرسة الى استخدام الأسلحة النارية حيث دارت اشتباكات مسلحة داخل المدرسة وفقا للمصدر ذاته.

وعقد وزراء الخارجية الخليجيون اجتماعا مع وفد حكومي يمني رفيع استمر حتى وقت متاخر ليل الثلاثاء الاربعاء، وهو ثاني اجتماع للوساطة مع اطراف النزاع في اليمن بعد اجتماع الاحد في الرياض مع المعارضة.

وانتهى الاجتماع دون تسجيل تقدم ملموس بخصوص الاتفاق على نقل السطلة في البلاد.

واكد بيان صادر عن الاجتماع انه "تم خلال الحوار تبادل وجهات النظر حول المبادرة الخليجية وكان الحوار بناء عكس رغبة الجانبين في التوصل الى اتفاق يحقق تطلعات الشعب اليمني في حياة آمنة مستقرة كريمة".

وذكر البيان انه "تم التاكيد على بذل المزيد من الجهود لضمان الحفاظ على أمن واستقرار ووحدة الدولة اليمنية" دون اي تفاصيل اضافية.

الا ان المتحدث باسم وفد الحكومة اليمنية اكد في تصريحات صحافية ان الاجتماع لم يحقق اي اختراق.

وقال احمد بن دغر للصحافيين "نحن نتمسك بالدستور ولا نستطيع ان نتجاوز الدستور" في اشارة الى تمسك الرئيس اليمني علي عبدالله صالح بولايته الشرعية واصراره على ان يتم اي انتقال للسلطة في اطار الدستور، في حين تطالب المعارضة بتنحيه فورا بعد ان استمر حكمه 32 عاما.

وردا على سؤال حول عدم توصل الاجتماع الى حل للازمة، قال بن دغر لقناة العربية "للاسف الشديد نحن وهم في الشارع" في اشارة الى المتظاهرين المطالبين برحيل صالح.

وخلص بن دغر الى القول "لدينا خوف وقلق بالتاكيد على بلدنا".

وكانت المعارضة اليمنية اكدت للوساطة الخليجية في الرياض الاحد انها مصرة على مطلب تنحي الرئيس اليمني ومتمسكة بصيغة اولى للمبادرة الخليجية تنص على تنحي صالح وترفض صيغة ثانية تنص على نقل صلاحياته لنائبه دون الاشارة بوضوح الى تنحيه.

وفي نيويورك، فشل مجلس الامن الدولي الذي عقد اول اجتماع له الثلاثاء حول الوضع في اليمن، في صياغة اعلان مشترك وقد اعرب بعض الدبلوماسيين عن "قلقهم" حيال القمع الدموي الذي يقوم به النظام اليمني.

وقال دبلوماسيون ان المانيا ولبنان، العضوين غير الدائمين في مجلس الامن، قدما اعلانا ولكن اقلية من اعضاء المجلس عرقلته.

وقالت سفيرة الولايات المتحدة سوزان رايس للصحافيين "كان الاعلان يتضمن دعوة الى ضبط النفس واستمعنا الى معلومات مقلقة حول اليمن".

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن