وافق مجلس الامن الخميس على فرض منطقة لحظر الطيران فوق ليبيا واستخدام "كل الاجراءات اللازمة" لحماية المدنيين في مواجهة قوات الزعيم الليبي معمر القذافي الذي هدد بان تجتاح قواته بنغازي معقل المعارضة ليلا.
وأيدت القرار عشر من الدول الخمس عشرة الاعضاء بالمجلس في حين امتنعت عن التصويت خمس دول منها الصين وروسيا والمانيا.
ولم تصوت أي دولة ضد القرار الذي تبنته فرنسا وبريطانيا ولبنان والولايات المتحدة.
ويسمح القرار الذي قدمته فرنسا وبريطانيا وحصلت رويترز على نسخة منه بفرض منطقة حظر طيران و"كل الاجراءات اللازمة لحماية المدنيين المعرضين للتهديد.
ويستبعد القرار الان ارسال اي "قوة احتلال" في مراعاة لكل من الحساسيات العربية ولعواصم غربية مثل لندن وواشنطن تعاني بالفعل من التدخل في حربين في افغانستان والعراق.
وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني قبيل التصويت على القرار"نحن قلقون للغاية بشأن الموقف في ليبيا والعنف الذي يمارسه نظام القذافي ضد شعبه."
واضاف "نعمل بسرعة كبيرة بالتعاون مع شركائنا الدوليين للقيام بتحركات لحماية المواطنين الليبيين والتحرك تجاه وضع لا يصبح القذافي فيه باقيا في السلطة في نهاية الامر."
وتعتقد باريس انه يوجد دعم كاف لاصدار القرار الذي من المتوقع التصويت عليه الساعة 2200 بتوقيت جرينتش. وقال مصدر دبلوماسي فرنسي كبير ان من الممكن ان يحدث التدخل العسكري بعد ذلك بساعات.
وحذرت وزارة الدفاع الليبية من انتقام سريع اذا صرح مجلس الامن الدولي الذي يعقد اجتماعا طارئا مساء الخميس على تحرك عسكري تقترحه الدول العربية والقوى الغربية.
وقالت الوزارة في بيان "أي عمل عسكري خارجي ضد ليبيا سيعرض جميع الملاحة الجوية والبحرية في البحر المتوسط للخطر وستصبح كل السابلة المدنية والعسكرية أهدافا للهجوم المضاد الليبي."
وقال المصدر ان اي تحرك قد يشمل فرنسا وبريطانيا وربما الولايات المتحدة. وقال دبلوماسيون لرويترز ان ما بين دولتين وخمس دول عربية قد تنضم للتحرك العسكري.
وعبرت روسيا والصين وألمانيا والهند ودول أخرى أعضاء في مجلس الامن عن شكوكها بشأن اقتراح فرض منطقة حظر طيران لكن تعليقات من باريس تشير الى أن تلك الدول ربما تمتنع عن التصويت. واستبعدت ايطاليا وهي قاعدة محتملة للعمل العسكري التدخل العسكري في ليبيا.
واستعرضت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون اسباب الاطاحة بالقذافي في برنامج أسئلة وأجوبة مع التونسيين.
وقالت "تونس تعرف جيدا أنه اذا بقي القذافي في السلطة فانه سيثير على الارجح مشكلات لكم ولمصر ولاخرين. تلك هي طبيعته. تعرفون.. هناك بعض المخلوقات على هذه الشاكلة."
وقبل ساعات من التصويت على القرار هدد الزعيم الليبي معمر القذافي بأن قواته ستجتاح بنغازي معقل المعارضة المسلحة ليلا دون أي رحمة أو شفقة.
وفي خطاب اذاعي قال القذافي موجها حديثه لسكان بنغازي "من هذه الليلة .. مصممين مثل ما قلنا زنقة زنقة .. دار دار ..حجرة حجرة حتى الدولاب."
واحتشد الاف من سكان بنغازي في ساحة بوسط المدينة وهم يلوحون بالعلم القديم الذي يرمز لفترة حكم ما قبل القذافي ويرددون هتافات تتحدى الرجل الذي حكم البلاد أربعة عقود.
وقال القذافي "جت (جاءت) ساعة الحسم .. خلاص .. الساعة التاريخية" وأعلن عفوا عمن يلقون السلاح. وأضاف "جايين ... جهزوا نفسكم من الليلة. بس لا رحمة ولا شفقة معهم."
ومازالت قوات القذافي الافضل تسليحا مقارنة بأنصار المعارضة المسلحة تقف على ما يبدو على بعد مئة كيلومتر على الاقل من بنغازي ولا يعرف ما اذا كان تهديده بالاستيلاء على المدينة وتطهيرها ليلا مجرد كلمات جوفاء. وقال سكان ومتحدث باسم المعارضة المسلحة ان بنغازي تعرضت الخميس لثلاث غارات جوية.
ولكن هذا التهديد يزيد في أبسط الاحوال من الشعور بأن اللحظة الحاسمة قد حانت في الانتفاضة المستمرة منذ شهر والتي استلهمت انتفاضات شعبية ضد النظم الاستبدادية في أماكن أخرى بالعالم العربي.
ووصف القذافي -الذي اشتهر بوصف الرئيس الامريكي رونالد ريجان له عام 1986 بأنه "الكلب المجنون في الشرق الاوسط"- المعارضين بأنهم كلاب وجرذان وعملاء اجانب.
وقال التلفزيون الحكومي الليبي ان القوات الحكومية سيطرت على مرفأ الزويتينة النفطي على الطريق الساحلي على مسافة 130 كيلومترا من بنغازي لكن المعارضين قالوا انهم حاصروا الوحدات الموالية للقذافي حين وصلت للمرفأ.
وذكر تلفزيون العربية ان المناطق السكنية في اجدابيا وهي مدينة استراتيجية على الطريق الساحلي الى بنغازي شهدت قتالا عنيفا يوم الخميس ولقي 30 شخصا حتفهم.
وفي مصراتة ثالث أكبر المدن الليبية والتي تبعد نحو 200 كيلومتر الى الشرق من طرابلس قال مقاتلون من المعارضة وسكان انهم يستعدون لهجوم جديد من جانب القوات الليبية التي قصفت المدينة الساحلية مساء الاربعاء.
وقالت متحدث باسم الحكومة ان من المتوقع أن تسيطر قوات القذافي على مصراتة بحلول صباح الجمعة.