مجلس الامن يدعو لضبط النفس باليمن والاحتجاجات تتصاعد

تاريخ النشر: 20 أبريل 2011 - 06:16 GMT
احد المصابين خلال المواجهات في صنعاء
احد المصابين خلال المواجهات في صنعاء

دعا مجلس الامن الدولي الى ضبط النفس في اليمن حيث يسعى المحتجون لتصعيد حملتهم لانهاء حكم الرئيس على عبد الله صالح المستمر منذ 32 عاما.

غير ان اجتماع مجلس الامن خلف ابواب مغلقة الذي طلبت عقده المانيا لم يتفق على بيان علني بشأن اليمن لان بعض المبعوثين ارادوا اجراء مشاورات مع عواصم بلادهم.

وجاء الاجتماع في حين فتحت الشرطة اليمنية النار على محتجين في صنعاء وتعز يوم الثلاثاء فقتلت ثلاثة اشخاص على الأقل مع سعي المحتجين لتصعيد حملتهم لانهاء حكم الرئيس على عبد الله صالح المستمر منذ 32 عاما.

وفي الوقت نفسه اجتمع وسطاء خليجيون مع وفد من الحكومة اليمنية في ابو ظبي لمناقشة خطة لانتقال السلطة في هذا البلد العربي الفقير. وانتهى الاجتماع في الامارات العربية المتحدة باصدار بيان مقتضب يقول ان المحادثات كانت "بناءة وتعبر عن رغبة الاطراف في الوصول الى اتفاق" وذلك على الرغم من ان المعارضة نفسها لم تشهد الاجتماع.

واستمع اجتماع مجلس الامن في نيويورك إلى تقارير من رئيس الشؤون السياسية في الامم المتحدة لين باسكو وجمال بن عمر المسؤول الرفيع بالامم المتحدة الذي زار اليمن في الاونة الاخيرة مبعوثا للامين العام بان جي مون.

وقال السفير الالماني بيتر فيتيغ للصحافيين بعد الاجتماع: "عبرنا عن قلقنا للوضع في اليمن الذي يتدهور. ودعونا الى ضبط النفس ونحن نحث الاطراف على الدخول في حوار".

واضاف: "معظمنا في المجلس عبروا صراحة عن تأييدهم لجهود وسطاء مجلس التعاون الخليجي".

وقالت السفيرة الاميركية سوزان رايس للصحافيين ان "وفودا كثيرة منها وفد بلادها شددوا على اهمية انهاء العنف وتبني عملية سياسية تؤدي سريعا إلى انتقال للسلطة يحظى بمصداقية".

وقال دبلوماسيون ان المانيا ولبنان حثا المجلس على اصدار بيان لكن بعض المبعوثين اعترضوا. وسئل دبلوماسي غربي من فعل ذلك فقال "المشتبه بهم المعتادون" وهي اشارة فيما يبدو الى روسيا والصين اللتين تعرضان في الغالب عن اتخاذ اجراء قد ينظر إليه على انه تدخل في الشؤون الداخلية لدولة ما.

وقال الدبلوماسيون ان بيانا قد يصدر في وقت لاحق من هذا الاسبوع حينما يتلقى المبعوثون تعليمات من حكوماتهم.

تصاعد الاحتجاجات

والثلاثاء، فتحت الشرطة اليمنية النار على محتجين في صنعاء وتعز فقتلت ثلاثة اشخاص على الاقل في حين يسعى محتجون لتصعيد حملتهم لانهاء حكم الرئيس على عبد الله صالح المستمر منذ 32 عاما.

ووقعت الاشتباكات بينما اجتمع وسطاء خليجيون مع وفد من الحكومة في ابو ظبي لمناقشة خطة لانتقال السلطة في البلد الفقير ذي الموقع الاستراتيجي الذي يعد ساحة أساسية في الحرب التي تقودها الولايات المتحدة على تنظيم القاعدة.

وانتهى الاجتماع في الامارات العربية المتحدة باصدار بيان مقتضب يقول ان المحادثات كانت "بناءة وتعبر عن رغبة الاطراف في الوصول الى اتفاق" وذلك على الرغم من ان المعارضة نفسها لم تشهد الاجتماع.

وقال المسعف محمد قباطي ان شخصين قتلا واصيب نحو 100 اخرين بالرصاص عندما صدت شرطة مكافحة الشغب محتجين كانوا يسيرون باتجاه شارع الزبير الرئيسي في العاصمة صنعاء بالقرب من منزل نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي.

وقال شهود عيان ان المحتجين رشقوا شرطة مكافحة الشغب بالحجارة وأشعلوا النار في سيارة تابعة لقوات الامن. وعرضت قناة الجزيرة الفضائية لقطات مصورة لمسعفين يعالجون عشرات من المصابين الملطخين بالدماء.

وذكرت وسائل الاعلام الرسمية أن صالح أمر باجراء تحقيق في الواقعة وألقت باللائمة فيها على نشطاء من المعارضة.

وذكرت وسائل الاعلام أن هؤلاء النشطاء خطفوا عشرة من أفراد شرطة مكافحة الشغب وأصابوا 30 اخرين بجروح خلال هجمات على الجنود وعلى المارة. وقال موقع "26 سبتمبر" على الانترنت ان المعارضة كلفت بعض

"المندسين" باطلاق النار من منازل على مسيرة بشارع الستين.

وقال شاهد من رويترز ان شرطة مكافحة الشغب أطلقت النار بعد أن بدأ المحتجون الذين حالت نقطة تفتيش دون تقدم مسيرتهم يلقون أكياسا مملوءة بالطلاء على الجنود من منازل مطلة على المكان ويرددون هتافات مناهضة لصالح.

وحتى الان اقتصر تنظيم الاحتجاجات بشكل أساسي على منطقة تحيط بجامعة صنعاء حيث يعتصم المحتجون في خيام منذ فبراير شباط للضغط من أجل اصلاح سياسي بينما تجمع انصار صالح في أماكن اخرى بالعاصمة.

وقتل شخص واحد على الاقل بالرصاص واصيب اخر في تعز جنوبي صنعاء مع سعي المتظاهرين لاختبار مدى رد فعل قوات الامن بعد ثلاثة أشهر من الاحتجاجات المطالبة بالاطاحة بصالح. وأطلقت الشرطة الرصاص في تعز عندما اضرم محتجون النار في اطارات سيارات بالشارع.

وقالت مصادر المعارضة ان قوات الامن اعتقلت مذيعا تلفزيونيا شهيرا في مطار صنعاء كان قد ترك التلفزيون الحكومي وانضم الى قناة تلفزيونية للمعارضة يديرها الزعيم القبلي حامد الاحمر. ولم يمكن محادثة مسؤولين امنيين لسؤالهم التعقيب.

وقال محمد المحمدي وهو محتج من تعز "لجأوا (المتظاهرون) لهذه الاساليب لمحاولة تصعيد الوضع لانهم يشعرون بأن مطالبهم لا تلبى."

وهتف المحتجون مطالبين بأداء التحية لجنود ينتمون لكتيبة موالية للواء علي محسن الذي ارسل قواته لحماية المتظاهرين في صنعاء وذلك اثناء مرورهم أمام موقع للجيش تحرسه قوات محسن.

وفي الايام القليلة الماضية حاول محتجون في صنعاء وميناء الحديدة على البحر الاحمر تنظيم مسيرات خارج مناطق الاحتجاج التقليدية لهم مما قاد لاشتباكات مع الشرطة التي سعت لمنعهم.

وقتل اكثر من 117 محتجا في اشتباكات مع قوات الامن منذ اواخر يناير كانون الثاني. وقالت لجنة لمراقبة الاعلام مقرها الولايات المتحدة ان صحفيا يمنيا يعمل لدى قناة تلفزيون اسلامية معارضة أصبح في عداد المفقودين بعد ان استدعته السلطات.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن