اكدت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ان الولايات المتحدة تدين "الهجمات الوحشية والمتواصلة" التي يشنها نظام الرئيس الليبي معمر القذافي ضد المدنيين الليبيين منتهكا بذلك قرار مجلس الامن 1973 الذي يدعو الى وقف كل الهجمات التي تستهدف المدنيين.
وقالت كلينتون في بيان لها الليلة الماضية "لقد تلقينا تقارير مقلقة حول الفظائع الجديدة التي قامت بها قوات القذافي".
واضافت ان "نظام الميليشيات والمرتزقة واصلت هجماتها على المدنيين في مصراته مستخدمة المدفعية الثقيلة ومدافع الهاون ضد مناطق مأهولة بالسكان في المدينة".
واكدت ان قوات القذافي دمرت مستودعات للمواد الغذائية وقامت بقطع المياه والكهرباء عن المدينة وفرضت حصارا على الشعب الليبي في محاولة واضحة لتجويعهم واجبارهم على الخضوع.
وذكرت ان "القناصة استهدفوا مدنيين كانوا يحاولون الوصول الى المراكز الطبية" مبينة انهم يجبرون آلاف المدنيين على الخروج من منازلهم بسبب هجمات النظام بالدبابات والمدفعيات".
واستنكرت الوزيرة الامريكية التصريحات الاخيرة التي ادلى بها مسؤولون في النظام مهددين بمهاجمة اي سفن تحمل مساعدات انسانية تحاول ان ترسو في ميناء مصراته.
وتعهدت كلينتون بأن تعمل قوات التحالف تحت قيادة حلف شمال الاطلسي (ناتو) على تنفيذ قرار مجلس الامن 1973 ووقف كل استهداف للمدنيين.
على صعيد متصل دعا السناتور الامريكي جون ماكين الليلة الماضية الولايات المتحدة الى العودة لقيادة العمليات العسكرية ضد القوات الموالية للرئيس الليبي معمر القذافي.
جاءت تصريحات ماكين خلال حلقة نقاشية عقدت هنا حول ليبيا على هامش المنتدى الاسلامي الامريكي السنوي الذي انطلقت فعالياته هنا امس الاول الثلاثاء لمناقشة العديد من القضايا "المهمة" بالنسبة لعلاقات الولايات المتحدة مع العالم الاسلامي. وقال السناتور ماكين "اود رؤية عودة قواتنا الى ساحة المعركة مرة اخرى".
واكد اهمية "الاستراتيجية الامريكية في ليبيا اذ عند تسليم العمليات لحلف شمال الاطلسي (ناتو) يعني اننا نسلم العمليات الى دول ذات قدرات محدودة وتنقصها القوة اللازمة للاطاحة بالنظام الليبي". واوضح ماكين ان "العالم باسره يشهد الاحداث.. وعند تاكيد السياسة الامريكية على حتمية رحيل القذافي فاننا لا ننفذ هذه السياسة لئلا نصل الى طريق مسدود وهذه رسالة لا نريد ارسالها". واعرب عن استيائه لما يحدث في ليبيا معبرا في نفس الوقت عن سعادته لتطورات الديمقراطية في الشرق الاوسط وشمال افريقيا.
من جهته ذكر نائب رئيس ومدير السياسات الخارجية في مؤسسة (بروكينغز) مارتن انديك "انني لا اعتقد ان لدينا مصلحة استراتيجية حيوية في بالمنطقة" مبينا "انني مهتم ببناء قدرة المعارضة الليبية".
وفي حلقة نقاشية حول (التغيير الشامل) شددت وزيرة الخارجية الامريكية السابقة مادلين اولبرايت على اهمية التطورات والخطوات الديمقراطية الاخيرة في الشرق الاوسط وشمال افريقيا.
واعتبرت ان "ما يحدث هناك هي تغييرات جذرية" لافتة الى "انه في حياتي باكملها لم اشهد مثل هذا التغيير منذ الحرب العالمية الثانية ونهاية الحرب الباردة".
ومن جهته قال وزير المالية التونسي جلول عياد ان "العملية التي تؤدي الى الديمقراطية يجب ان تكون ناجحة وقوية" مشيرا الى اهمية تعزيز المؤسسات لاعادة السلطة الى الدولة والحكومة.
وفي حلقة نقاشية حول (التحديات التي تواجه المجتمع الامريكي المسلم) قال حاكم ولاة ميريلاند الامريكية مارتن اومالي "اننا سعداء في بلادنا لنمو المجتمع المسلم" داعيا قادة الولايات المتحدة الى بذل المزيد من الجهود لتعزيز "البناء المدني" للمسلمين في الولايات المتحدة.
