قال مصدر رسمي ليبي رفيع المستوى الأحد لوكالة فرانس برس إن مفاوضات جارية مع إسلاميين اصوليين يهددون بقتل رجال أمن ومواطنين يحتجزونهم في مدينة بنغازي التي تشهد اضطرابات منذ الاسبوع الماضي.
وقال المصدر "هناك مفاوضات جرت في الثامنة مساء البارحة بين المستشار مصطفى عبد الجليل (وزير العدل الليبي) ومجموعة من الاصوليين الاسلاميين يسمون انفسهم امارة برقة الاسلامية".
واضاف "طالبت المجموعة خلال المفاوضات بفك الحصار الامني المستحكم الذي تقيمه حولها القوات المسلحة الليبية في مقابل التوقف عن اعدام من لديهم من عناصر أمنية ومواطنين احتجزتهم خلال الاشتباكات المسلحة في الأيام الماضية في بنغازي".
وأكد المصدر أن "المفاوضات ما زالت مستمرة"، موضحا أن "الدولة يهمها سلامة المواطنين المحتجزين ظلما من قبل الجماعات الاسلامية ولكنها لن تتفاوض حول وحدة التراب الليبي تحت أي ظرف".
ولم يوضح المصدر عدد المحتجزين أو طبيعة هذه الجماعة الاسلامية التي يرد اسمها للمرة الاولى.
200 قتيل
وقتلت القوات الليبية عشرات المحتجين في مدينة بنغازي الواقعة شرق ليبيا في أحدث أعمال عنف تهدد سلطة الزعيم الليبي معمر القذافي مع مناشدة علماء مسلمين ليبيين وقف العدد المتزايد من القتلى.
وذكرت صحيفة اندبندنت البريطانية اليوم الاحد ان عدد الجثث في بنغازي ربما وصل الى 200 .
وقال شاهد لقناة الجزيرة "عشرات قتلوا..ليس 15 وانما عشرات. إننا وسط مذبحة هنا."
وقال الرجل إنه ساعد في نقل الضحايا الى مستشفى في بنغازي ثاني أكبر مدن ليبيا.
وذكرت القناة اليوم الاحد أن بعض رجال الأمن الذين احتجزهم المحتجون مرتزقة أجانب على ما يبدو. وقالت القناة في وقت سابق إن قوات الامن أطلقت النار على مشيعي جنازة مما أدى الى سقوط 15 قتيلا.
ويصعب التأكد من صحة روايات الشهود من جهة مستقلة لان السلطات الليبية لا تسمح بدخول الصحفيين الاجانب الى البلاد منذ تفجر الاحتجاجات ضد القذافي ومنع الصحفيون المحليون من السفر الى بنغازي.
وكثيرا ما تكون اتصالات الهاتف المحمول خارج الخدمة كما قطعت خدمة الانترنت في ليبيا وذلك حسبما ذكرت شركة امريكية تراقب حركة الانترنت.
شبكة لزعزعة الامن
اعلنت وكالة الانباء الليبية الرسمية السبت ان اجهزة الامن الليبية القت القبض على "عشرات من عناصر شبكة اجنبية" من جنسيات عربية مختلفة، واتراك، مهمتهم "ضرب استقرار" البلاد.
وقالت الوكالة نقلا عن "مصادر مؤكدة" ان "اجهزة الامن تمكنت منذ يوم الاربعاء الماضي من القاء القبض في بعض المدن على عشرات من عناصر شبكة اجنبية مدربة على كيفية حصول صدام لكي تفلت الامور وتتحول الى فوضى لضرب استقرار ليبيا وامن وامان مواطنيها ووحدتهم الوطنية".
واضافت ان "هذه العناصر التي تنتمي لجنسيات تونسية ومصرية وسودانية وتركية وفلسطينية وسورية، مكلفة بالتحريض على القيام بهذه الاعتداءات وفق برامج محددة".
واضافت الوكالة ان هذه الاعتداءات تشمل "تخريب وحرق مستشفيات ومصارف ومحاكم وسجون ومراكز للامن العام وللشرطة العسكرية ومنشآت عامة اخرى اضافة الى ممتلكات خاصة".
واكدت ان "بعض المدن الليبية تتعرض منذ يوم الثلاثاء الماضي الى اعمال تخريب" شملت "نهب مصارف واحراق واتلاف ملفات قضايا جرائم جنائية منظورة امام المحاكم تتعلق بالقائمين بهذه الاعتداءات او اقاربهم".
واضافت الوكالة نقلا عن المصادر نفسها ان "التحقيقات جارية مع عناصر هذه الشبكة التي لا يستبعد ارتباطها بالمخطط الذي سبق واعلنه الجنرال الاسرائيلي عاموس يادلين رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية السابق +أمان+ حول نجاح هذا الجهاز في زرع شبكات وخلايا تجسس في ليبيا وتونس والمغرب اضافة الى السودان ومصر ولبنان وايران".
من جهة اخرى، اعلن رئيس تحرير صحيفة قورينا القريبة من سيف الاسلام نجل الزعيم الليبي معمر القذافي ان 12 شخصا على الاقل قتلوا السبت في بنغازي (شرق) في مواجهات بين متظاهرين مناهضين للنظام وقوات الجيش.
وقال رئيس تحرير الصحيفة رمضان البريكي لوكالة فرانس برس ان مصادر طبية اكدت "مقتل 12 شخصا على الاقل واصابة الكثيرين بجروح" في بنغازي.