يخوض الثوار في مصراتة معركة ضارية مع قوات القذافي التي تسعى للسيطرة على الميناء، في وقت قامت هذه القوات بتحصين مواقعها حول البريقة وبحفر انفاق لاخفاء صواريخها لحمايتها من غارات حلف شمال الاطلسي.
وقال متحدث باسم الثوار ويدعى عبد السلام هاتفيا "قصفت قوات القذافي الميناء يوم الثلاثاء. ودمر القصف عدة سيارات تويوتا هناك ومخزنين للمعدات الكهربائية والالكترونية."
واضاف "شنت قوات القذافي هجوما على المنطقة الشرقية في محاولة للسيطرة على الميناء. ويدور قتال ضار الان." وسئل بخصوص القتلى والجرحى فقال "هناك ثلاثة شهداء وعشرة جرحى."
وكانت طائرات يقودها حلف شمال الاطلسي تحلق فوق المدينة حيث سمع دوي انفجارات بصورة متفرقة، بعد ان كانت المعارك توقفت قبل 24 ساعة.
الى ذلك، ذكر ضابط معارض من الجيش الليبي الثلاثاء ان قوات الزعيم الليبي معمر القذافي تحصن مواقعها حول بلدة البريقة النفطية بشرق البلاد وانها حفرت انفاقا لاخفاء بطاريات الصواريخ طويلة المدى لحمايتها من غارات طائرات حلف شمال الاطلسي.
وخاضت المعارضة العازمة على الاطاحة بالقذافي معارك مع القوات الموالية له عقب اندلاع الانتفاضة في فبراير شباط ولكن القتال بلغ حالة من الجمود على الطريق الصحراوي بين البريقة واجدابيا على بعد 80 كيلومترا الى الشرق.
وتحدث المعارضون عن نشوب معارك في البريقة في الاسبوع الماضي ولكن تصريحات الضابط المعارض عبد السلام محمد تلمح الى أن قوات القذافي تسيطر على البلدة وهي مرفأ رئيسي لتصدير النفط.
وصرح لرويترز من الطرف الغربي لاجدابيا "يوجد ثلاثة الاف جندي موال للحكومة في البريقة والبلدتين التاليتين. يعززون تواجدهم."
وذكر محمد أن قوات القذافي حفرت انفاقا لاخفاء صورايخ جراد والحيلولة دون تعرضها لغارات جوية من جانب حلف الاطلسي.
وقال "نسيطر على المنطقة من هنا الى الاربعين (في منتصف الطريق الى البريقة) ولكن يوجد قناصة في المنطقة يختبئون خلف الكثبان الرملية وهم نشطون."
وغير القادة العسكريون للمعارضة أسلوبهم بعد ان هزمت قواتهم وتقهقرت بشكل فوضوي من قرب بلدة سرت مسقط رأس القذافي على بعد مئات الكيلومترات الى الغرب في اواخر مارس اذار.
وكثيرون من المعارضين شبان متحمسون يحملون اسلحة خفيفة وليس لديهم خبرة تذكر بالقتال وقد طالبهم ضباط من الوحدات التي انشقت على القذافي او ضباط متقاعدين بالابتعاد عن جبهة القتال.
وأقام المعارضون متاريس قرب المدخل الغربي لاجدابيا اخر بلدة كبرى قبل المعقل الرئيسي للمعارضين في بنغازي وطبرق وهي منفذ رئيسي لتصدير النفط مما يشير لجهود أكثر تنسيقا للتصدي لاي هجوم بري من جانب قوات القذافي الافضل عتادا.
وقال جلال الجلال المتحدث باسم المعارضة في بنغازي "نركز على ترتيب المنزل من الداخل ونحاول الحفاظ على المكاسب التي حققناها."
وأضاف ان المستشارين البريطانيين وصلوا للمدينة واعرب عن امله في أن تبدأ المعارضة المسلحة قريبا في تحسين تنظيمها وتنسيقها مع قوات حلف شمال الاطلسي لمهاجمة مواقع قوات القذافي.
وقال "لن تروا نتيجة خلال 24 ساعة ولكننا نحاول ان نكون أفضل."
ساركوزي متفائل
على صعيد اخر، اكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في مؤتمر صحافي في روما اثر محادثات مع رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني الثلاثاء انه "متفائل" بنهاية النزاع في ليبيا.
وقال ساركوزي "فيما يتعلق بليبيا، نحن متفائلون لان المعارضة الليبية تبرهن عن شجاعة كبيرة وسيطرة كبيرة".
واضاف ان "كفاح" الثوار "يزداد فعالية كل يو".
واكد ساركوزي انه لايستطيع ان يخمن كم من الوقت سيستمر هذا النزاع.
واضاف "نريد ان يتمكن الليبيون من التعبير عن رغبتهم بحرية".
وتشكل ليبيا واحدة من نقاط الخلاف بين فرنسا وايطاليا الدولة المستعمرة السابقة لليبيا حيث تملك ايطاليا مصالح اقتصادية كبيرة لا سيما في مجال الطاقة.
واعترف البلدان رسميا بالمجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل الثوار الليبيين على نظام القذافي وقررا ارسال مستشارين عسكريين هناك.