اندلعت احتجاجات صغيرة في العاصمة البحرينية يوم الجمعة في اطار "يوم غضب" مخطط له سلفا رغم حظر على التجمهر بموجب الاحكام العرفية التي فرضت الاسبوع الماضي.
وتمكنت قوات الامن المنتشرة في أنحاء المنامة من قمع تلك الاحتجاجات سريعا.
وحالت طائرات الهليكوبتر المحلقة في الجو ونقاط التفتيش الاضافية التي اقيمت على الطرق السريعة الرئيسية والوجود المكثف للجنود دون خروج مظاهرات ضخمة في المملكة التي شهدت الاسبوع الماضي حملة أمنية قمعت شهرا من احتجاجات قام بها متظاهرون اغلبهم شيعة.
وأعلنت الاسرة الحاكمة التي تنتمي للاقلية السنية في البحرين أن الامن يمثل أولوية وذلك بعدما واجهت احتجاجات عارمة تطالب باصلاح دستوري واستدعت قوات من دول سنية مجاورة بقيادة السعودية وفرضت الاحكام العرفية.
لكن بضع مئات من المحتجين نظموا مسيرة قصيرة في قرية الدراز الشيعية يوم الجمعة وهتفوا مطالبين باسقاط النظام بينما رفعت نسوة اتشحن بالسواد اعلام البحرين ونسخا من المصحف لكنهم فروا عندما أطلق نحو مئة من افراد شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع وهموا بمطاردتهم.
وفي قرية الداير أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق نحو 100 محتج نظموا مسيرة باتجاه طريق رئيسي مجاور لمدرج بمطار البحرين الدولي.
وطلب سكان في الشوارع القريبة من النساء والاطفال دخول منازلهم بينما واصلت الشرطة اطلاق الغاز المسيل للدموع. وقالوا ان الشرطة أطلقت كذلك بنادق رش على المتظاهرين.
وقال أحد السكان "بعد سقوط هذا العدد الكبير من الوفيات وبعد هذا الكم من التضحيات سنواصل الاحتجاج. كل ما نريده دستور جديد لكنهم غير مستعدين للديمقراطية."
وأكثر من 60 بالمئة من سكان البحرين شيعة وأغلبهم يطالبون بملكية دستورية. لكن دعوات بعض المتشددين للاطاحة بالملكية أقلقت السنة الذين يخشون أن تخدم الاضطرابات مصالح ايران.
الى ذلك، ااتهمت وزيرة بحرينية المتظاهرين يوم الجمعة بأن لديهم اجندة اجنبية وبدهس رجال شرطة غير مسلحين بالسيارات وضرب مرضى في مستشفى كبير.
وقالت فاطمة البلوشي وزيرة التنمية الاجتماعية ان المتظاهرين على صلة ببلد مجاور وبحزب الله اللبناني لكنها لم تصل الى حد تحديد ايران بالاسم على أنها تقف وراء الاضطرابات في البحرين التي يحكمها السنة.
واضافت الوزيرة ان الحكومة البحرينية تحقق في اعمال العنف التي اسفرت عن مقتل 19 شخصا واصابة مئات اخرين.
وقالت البلوشي في مؤتمر صحفي في جنيف ان الحكومة اكتشفت بعد استعادة السيطرة على الدوار والمستشفى ان دولة اجنبية وحزب الله اللبناني حرضا المحتجين.
واضافت ان لدى الحكومة دليلا مباشرا وان حزب الله قام بتدريب هؤلاء الاشخاص الذين قالت انهم يعملون وفق اجندة اجنبية ولهذا فان الاحتجاجات ليست من اجل تحسين ظروف المعيشة. وأكدت أنهم ينفذون اجندة سياسية خارجية.
وقالت البلوشي ان المملكة تحقق في اعمال العنف واسبابها لكنها رفضت مزاعم بان قوات الامن استخدمت القوة المفرطة والقت باللائمة على المحتجين.
واضافت ان المتظاهرين احتلوا مستشفى السلمانية وكانوا يضربون المرضى وكانوا يهاجمون عربات الاسعاف.
وتابعت تقول انهم استخدموا عربات الاسعاف فيما بعد لنقل الاسلحة والمحتجين.
وقالت ان تلك المزاعم مناقضة تماما للحقيقة وان المحتجين كانوا يدهسون ضباط الشرطة ويقتلونهم في الوقت الذي حاولت فيه الدولة ان تحافظ على الاسلوب السلمي معهم بقدر المستطاع.