قتل متظاهر واصيب 30 اخرون بجروح ليل الثلاثاء الاربعاء في تجدد المواجهات مع الشرطة في مدينة تعز (جنوب) التي تشهد تظاهرات حاشدة لليوم الرابع على التوالي وسط شلل كامل للحياة فيها، حسبما افاد متظاهرون وشهود عيان.
وذكر متظاهرون ان شخصا قتل بالرصاص واصيب 30 اخرون على الاقل بجروح في مواجهات مع الشرطة في المدينة خلال ليل الثلاثاء الاربعاء.
وكان 17 شخصا قتلوا الاثنين في المدينة التي تشهد اليوم الاربعاء رابع يوم من التظاهرات الحاشدة ما ينذر بمزيد من المواجهات مع قوات الامن الموالية للرئيس علي عبدالله صالح.
وذكر شهود عيان ان عشرات الالاف انطلقوا اليوم الاربعاء من عدة اتجاهات بما في ذلك من خارج ساحة الاعتصام المطالب باسقاط النظام، باتجاه مبنى المحافظة في وسط المدينة.
وذكر الشهود ان الحياة مشلولة تماما في المدينة والمحلات مغلقة.
وقد اتهمت منظمة العفو الدولية السلطات اليمنية في تقرير الأربعاء باستخدام "القوة المفرطة على نحو فج" ضد المتظاهرين المناوئين للحكومة، داعية إلى إجراء تحقيق خارجي في تلك الهجمات.
وقالت المنظمة الحقوقية التي تتخذ من لندن مقرا لها في تقرير اليوم الأربعاء إن نحو 100 شخص قتلوا منذ بداية العام الجاري عندما اندلعت مظاهرات ضد الرئيس علي عبد الله صالح الذي يحكم البلاد منذ نحو 32 عاما.
واتهمت المنظمة، في تقريرها الصادر في 40 صفحة تحت عنوان "لحظة الحقيقة لليمن"، السلطات اليمنية بالتصرف بـ عدم اكتراث بأرواح البشر"، وتواصل "حلقة للإفلات من العقاب".
كما انتقدت المنظمة كذلك اليمن بشدة بسبب اعتقال المئات من نشطاء المعارضة،ومواصلة قمع الصحافيين واستخدام التعذيب بل وقتل معتقلين على أيدي قوات الأمن.
اجتماع الرياض
الى ذلك، سلم سفراء السعودية وقطر وسلطنة عمان في صنعاء الاربعاء الرئيس اليمني علي عبدالله صالح رسميا دعوة للمشاركة في اجتماع في الرياض مع المعارضة للخروج من الازمة، حسبما ما افادت وكالة الانباء اليمنية.
وذكرت الوكالة ان الرئيس استقبل السفراء الثلاثة الذين نقلوا اليه" قرار الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي بدعوة الحكومة واحزاب المعارضة للاجتماع في الرياض من اجل اجراء مباحثات تكفل الخروج من الازمة الراهنة والحفاظ على أمن واستقرار اليمن ووحدته".
وبحسب الوكالة، جدد صالح التاكيد على "ترحيب الجمهورية اليمنية بوساطة الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي" و"الحرص على الحوار الجاد والبناء لتجاور الأزمة الراهنة وتداعياتها".
وكانت المعارضة اليمنية اكدت أمس الثلاثاء ترحيبها بمبادرة مجلس التعاون الخليجي الا انها قالت ان اي محادثات يجب ان تحصر بمسالة تنحي صالح وتسليم السلطة فورا.
وقال مستشارون للواء علي محسن الذي انقلب على صالح في الشهر الماضي انه قبل ايضا الدعوة لمحادثات السعودية.
وربما لا تنال دعوة مجلس التعاون الخليجي رضا عشرات الالاف من المحتجين الذين يرابطون في مدن في مختلف أنحاء اليمن منذ أسابيع للمطالبة بانهاء حكم صالح المستمر منذ 32 عاما.
ولم يتضمن رد أحزاب اللقاء المشترك أي التزام بالمشاركة.
وقال محمد الصبري المتحدث باسم الاحزاب انها ترحب بموقف مجلس التعاون الخليجي الذي يحترم خيارات الشعب اليمني وترحب أيضا بأي جهود تبذل من أجل سرعة رحيل الرئيس صالح.
ولم يحدد ما اذا كانت المعارضة ستشارك في المحادثات المقترحة.
وتنظر الولايات المتحدة منذ فترة طويلة الى صالح على انه حليف محوري في محاربة القاعدة. وفي مقابل الحصول على مساعدات عسكرية تقدر بمليارات الدولارات تعهد بمحاربة المتشددين وسمح بضربات جوية امريكية لا تحظى بشعبية لمعسكراتهم.
لكن يوم الاثنين قال مسؤولون امريكيون ان واشنطن صعدت الضغوط على صالح للعمل نحو خطة لنقل السلطة.