غارات على طرابلس ومعارك عنيفة باجدابيا والثوار يحذرون من مذبحة بمصراتة

تاريخ النشر: 14 أبريل 2011 - 03:41 GMT
دخان يتصاعد بعد غارة لحلف شمال الاطلسي على طرابلس يوم الخميس.
دخان يتصاعد بعد غارة لحلف شمال الاطلسي على طرابلس يوم الخميس.

 

شنت طائرات الحلف الاطلسي هجمات جوية على طرابلس، فيما تدور معارك عنيفة في اجدابيا على وقع تحذيرات الثوار من مذبحة في مصراتة التي شنت قصفتها قوات القذافي بالصواريخ الخميس ما اسفر عن مقتل 23 مدنيا.
وقال مذيع في التلفزيون الليبي الرسمي ان "طرابلس تتعرض الان" لغارات جوية وان هناك اصابات بين المدنيين.
وذكر شهود انهم سمعوا اربعة انفجارات ورأيا سحبا من الدخان تتصاعد من جنوب شرق المدينة.
وشددت وزارة الخارجية الفرنسية الخميس، على ان الضربات الجوية التي يشنها التحالف الدولي في ليبيا تتم "بموجب الاحترام التام لقرار" مجلس الامن الدولي بعدما شككت موسكو في شرعية هذا التحرك.
وقال الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو خلال تصريح صحافي ان: "تحرك فرنسا يتم في اطار الاحترام التام للقرار 1973 الصادر عن مجلس الامن الدولي اولا وفي اطار تعبئة من اجل الشعب الليبي المضطهد من قبل القذافي الذي كان ابنه توعد الشعب بانهر دماء".
واضاف: "منذ ذلك الحين وفي مواجهة هذه الحالة الانسانية الملحة، فان الضربات الجوية المحددة الاهداف على التجهيزات العسكرية التي تتيح للقذافي مواصلة ترهيب الشعب يجب ان تتواصل كما اكدت مجموعة الاتصال في الدوحة في 13 نيسان (ابريل)".
معارك باجدابيا
وذكر شهود ان تبادلا عنيفا لاطلاق النار حصل بعد ظهر الخميس بين القوات الموالية للقذافي ومقاتلين من الثوار في اجدابيا في شرق ليبيا. 
وجرت المواجهات عند حوالى الساعة 15,00 ت غ في غرب المدينة حيث اطلق انصار القذافي القنابل فيما رد الثوار بالقذائف. ويشتبك الثوار وانصار النظام منذ ايام في اجدابيا التي تشكل نقطة اتصال استراتيجية على بعد 160 كلم جنوب بنغازي معقل الثوار. 
واسترد الثوار المدينة الاثنين بعد معارك عنيفة في نهاية الاسبوع اسفرت عن مقتل 35 شخصا على الاقل في اوساط قوات القذافي بحسب الثوار. وشن الحلف الاطلسي غارات لدعم الثوار وصد هجمات قوات القذافي. 
تحذيرات من مذبحة بمصراتة
من جهة اخرى، قال الثوار ان هجوما صاروخيا على منطقة سكنية في مدينة مصراتة أسفر عن مقتل 23 مدنيا يوم الخميس محذرة من "مذبحة" وشيكة بيد القوات الحكومية ما لم يكثف حلف شمال الاطلسي غاراته هناك.
وقال متحدث باسم المعارضة ان القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي تتعمد استهداف المدنيين على ما يبدو في المدينة الواقعة في غرب البلاد. وأفادت تقارير أن معظم القتلى من النساء والاطفال وبينهم ثلاثة عمال مصريين كانوا في انتظار اجلائهم.
وقال متحدث باسم المعارضة يدعى عبد السلام عبر الهاتف لرويترز من مصراتة "مذبحة... ستجري هنا اذا لم يتدخل حلف شمال الاطلسي بقوة."
ويقول المعارضون الذين يدافعون عن مصراتة اخر معاقلهم الرئيسية في غرب ليبيا والتي كانت مسرحا لقتال عنيف في الاسابيع القليلة الماضية انهم يشعرون بالقلق لغياب استراتيجية عسكرية واضحة لدى أعضاء حلف الاطلسي للاطاحة بالقذافي.
وأطلقت القوات الحكومية وابلا من الصواريخ روسية الصنع على منطقة قصر احمد في مصراتة والواقعة قرب الميناء الذي يسيطر عليه المعارضون عند الفجر وقالت المعارضة ان القصف استمر في وسط المدينة.
وبعد ساعات أظهرت لقطات حية بثتها قناة الجزيرة التلفزيونية مئات من سكان المنطقة وقد خرجوا في مظاهرة احتجاج على اراقة الدماء وهتف الحشد متوعدين بأن دماء "الشهداء" لن تضيع هباء. ولوح بعضهم بالعلم الذي يرفعه المعارضون.
ومن الصعب التحقق من صحة التقارير الواردة من غرب ليبيا من مصادر مستقلة بسبب القيود المفروضة على الصحفيين.
ورسم التلفزيون الليبي الحكومي صورة هادئة للوضع في مصراتة.
وقالت قناة رسمية نقلا عن مكتب رئيس الوزراء ان مصراتة تنعم حاليا بالسلام والامن وان العمل جار لتنظيف المدينة واعادة الخدمات الاساسية الى طبيعتها.
واشتبك المعارضون مع موالين للقذافي أيضا في منطقة على بعد 30 كيلومترا الى الشرق من الزنتان في منطقة الجبال الغربية وفق ما ذكره احد سكان الزنتان نقلا عن اصدقاء له.
وقال الساكن الذي يدعى عبد الرحمن "الوضع يزداد سوءا في الزنتان. البلدة مصابة بالشلل. نحن بلا وقود أو مياه أو غذاء."
ويقول المسؤولون الليبيون انهم يقاتلون ميليشيات مسلحة لها صلات بتنظيم القاعدة وعازمة على تدمير ليبيا.
وتحاصر القوات الحكومية مصراتة منذ اكثر من ستة اسابيع بعد أن انتفضت المدينة وعدة مدن أخرى في منتصف فبراير شباط ضد حكم القذافي الممتد منذ أربعة عقود.
وقالت المنظمة الدولية للهجرة يوم الخميس ان سفينة انقاذ في طريقها الى مدينة مصراتة الليبية المحاصرة لبدء اجلاء ستة الاف مهاجر تقطعت بهم السبل وكثيرون منهم في "حالة سيئة للغاية".
ويقول معارضون ان الوضع يتدهور يوما بعد يوم.
وقال عبد السلام "لا يوجد حليب للرضع وهناك ايضا نقص حاد في الاغذية والادوية. الناس لا يستطيعون الخروج لشراء ما يحتاجونه خوفا من القناصة والقذائف."
واشنطن مستمرة حتى رحيل القذافي
الى ذلك،  اكدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الخميس في برلين ان الولايات المتحدة "ستدعم بقوة" عملية الحلف الاطلسي في ليبيا حتى تنحي الزعيم معمر القذافي عن الحكم.
وقالت كلينتون لنظرائها في حلف شمال الاطلسي المجتمعين في برلين، بحسب نص خطابها الذي وزع على الصحافيين ان: "اصواتا جديدة في ليبيا وخارجها انضمت الى الدعوات لرحيل القذافي".
واضافت: "في ما يخصنا، فان الولايات المتحدة منخرطة في عملية مشتركة" في ليبيا و"سندعم بقوة التحالف" بقيادة الحلف الاطلسي حتى "انجاز" العمل.
وقبل افتتاح الاجتماع شددت كلينتون على وحدة الحلف اثناء مؤتمر صحافي عقدته مع المستشارة الالمانية انغيلا مركيل.
وقالت كلينتون: "نتقاسم الهدف نفسه وهو رؤية نهاية نظام القذافي في ليبيا. اننا نساهم بطرق متعددة لتحقيق هذا الهدف".
و دعا وزير الخارجية الليبي عبد العاطي العبيدي في قبرص الخميس الى "حل سياسي" للنزاع في ليبيا، كما ذكر نظيره القبرصي ماركوس كيبريانو.
وقال كيبريانو للصحافيين بعد لقاء استمر ساعة مع وزير الخارجية الليبي في نيقوسيا ان العبيدي اكد مجددا "التزام بلده بوساطة الاتحاد الافريقي ورغبته في التوصل الى حل سياسي" للنزاع.
وتنص خطة الاتحاد الافريقي التي وافق عليها نظام معمر القذافي، على وقف فوري للمعارك وتسهيل نقل المساعدات الانسانية واطلاق حوار بين الاطراف الليبيين من اجل انتقال للسلطة.
الا ان المعارضة الليبية رفضت هذه الخطة واوضحت انها ترفض اي وساطة لا تقضي برحيل القذافي وابنائه فورا.
وقال الوزير القبرصي الذي تعارض بلاده التدخل العسكري في ليبيا انه سيبلغ نظراءه في الاتحاد الاوروبي ووزيرة خارجية الاتحاد كاثرين اشتون بمضمون محادثاته مع العبيدي الذي لم يدل باي تصريحات للصحافيين.
وقال كيبريانو "ابلغته بضرورة وقف اطلاق النار فورا من قبل كل الاطراف وحماية المدنيين واحترام وتطبيق قرارات مجلس الامن الدولي بشكل كامل".
واضاف "ناقشنا بعض الافكار وهناك مقترحات مطروحة سيدرسها الجانب الليبي".
ووصل العبيدي الاربعاء الى قبرص في اطار المساعي الدبلوماسية التي يقوم نظام القذافي في عدد من دول حوض البحر الابيض المتوسط فيما تسعى الحكومات الغربية الى تكثيف الحملة العسكرية ضده.
وقالت الحكومة القبرصية في بيان ان "العبيدي زار كذلك اليونان ومالطا وتركيا" بينما اوضح مسؤول قبرصي لوكالة فرانس برس ان الزيارة جاءت بناء على طلب السلطات الليبية.
واضاف "سنستمع الى ما سيقوله".
وقبرص هي عضو في الاتحاد الاوروبي وتستضيف قاعدتين بريطانيتين كبيرتين تنطلق منها طائرات تقوم بمهات استطلاعية في اطار الحملة التي يقودها الحلف الاطلسي في ليبيا.

 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن