طائرات يمنية تقصف الجنوب وقائد عسكري يحذر من أزمة اقليمية

تاريخ النشر: 05 يوليو 2011 - 09:21 GMT
محتجون مناهضون للحكومة يتظاهرون للمطالبة برحيل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في مدينة تعز
محتجون مناهضون للحكومة يتظاهرون للمطالبة برحيل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في مدينة تعز

قصفت طائرات حربية يمنية مدنا جنوبية يسيطر عليها متشددون يوم الثلاثاء بينما دعا قائد عسكري رفيع في مقابلة تلفزيونية الى تدخل أجنبي للمساعدة في تجنب أزمة أمنية اقليمية.
وما زالت البلاد تشهد احتجاجات تطالب بانهاء حكم الرئيس علي عبد الله صالح المستمر منذ ثلاثة عقود. وأدت تلك الاحتجاجات الى اصابة البلاد بحالة من الشلل. وما زال صالح متشبثا بالسلطة على الرغم من محاولة اغتيال أجبرته على التوجه للسعودية للعلاج تاركا البلاد في حالة من الفوضى.
وسيطر متشددون اسلاميون يشتبه بأنهم على صلة بالقاعدة على مدينتين في محافظة أبين احداهما زنجبار عاصمة المحافظة مما أجبر عشرات الالاف من اليمنيين على النزوح.
وتخشى القوى الغربية والسعودية من أن تستغل القاعدة تفاقم الفراغ السياسي في اليمن الذي سبق أن شنت منه بالفعل هجمات فاشلة على الولايات المتحدة والسعودية.
وقال قائد عسكري رفيع انشق عن صالح وانضم للمحتجين في مارس اذار لشبكة (سي.ان.ان) الاخبارية ان الازمة السياسية في اليمن الذي ينتشر فيه السلاح تضع البلاد وجيرانها الخليجيين في خطر.
واضاف اللواء علي محسن ان هناك حاجة لتدخل أصدقاء اليمن بسرعة لانه قد تكون هناك دعايات مضادة للبلاد. وأشار الى ان هذا من شأنه أن يدخل البلاد في أزمة أمنية شديدة. وشدد على أن المنطقة بأسرها ستتأثر من الناحية الامنية.
وأخفقت واشنطن والرياض في الضغط على صالح كي يوقع على المبادرة الخليجية التي تقضي بانتقال السلطة. وكان صالح قد تراجع في اللحظات الاخيرة عن التوقيع على المبادرة ثلاث مرات.
ويتهم المعارضون صالح بجعل قواته تخفف ضغطها على الاسلاميين المتشددين في الجنوب حيث تتصاعد أعمال العنف كي يقنع المجتمع الدولي بأنه هو وحده القادر على منع المتشددين من السيطرة على البلاد.
وعلى الرغم من الخطط اليمنية الاسبوع الماضي لتكثيف العمليات العسكرية في الجنوب فلم تنجح في تخفيف سيطرة المتشددين على عدة مواقع في أبين. وسيطر المتشددون على قاعدة عسكرية مؤقتة الاسبوع الماضي وحاصروا قاعدة أخرى.
ونفذ اليمن غارات جوية في أبين يوم الثلاثاء مما أدى الى مقتل أربعة مسلحين في مدينة جعار التي يسيطر عليها المتشددون. ولكن مسؤولين محليين يشتكون من أن الغارات كثيرا ما تستهدف مناطق لا تشهد نشاطا للمتشددين.
وأدت مداهمة لمنزل برلماني رفيع على أطراف زنجبار الى مقتل أربعة من أبناء عمومته واصابة ستة مدنيين في اطار ما بدت عملية فاشلة.
وقال ضابط في الجيش لوكالة الانباء اليمنية سبأ يوم الثلاثاء إن 40 من المتشددين المرتبطين بالقاعدة وجنديين قتلوا في زنجبار. ومن العسير التحقق من عدد الوفيات حيث أن كثيرا من هذه المناطق يسيطر عليها متشددون.
وتزايدت التكهنات بشأن صحة صالح واحتمال عودته منذ مغادرته الشهر الماضي للعلاج في السعودية من حروق عقب تفجير في مسجد قصر الرئاسة.
ومع تشبث صالح بالسلطة أدت الفوضى السياسية الى ازدياد سخط عشرات الالاف من المحتجين المتمركزين في ميادين المدن الرئيسية من ستة شهور مطالبين برحيله. ويسود البلاد هدوء حذر.
وقال بعض الدبلوماسيين الغربيين في صنعاء ان فرص عودته قريبا ضئيلة. ولكن معسكر الرئيس يشدد على أنه لن يحدث أي انتقال للسلطة قبل عودته للاراضي اليمنية.
وقال وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل يوم الثلاثاء ان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الذي يعالج في الرياض بعد محاولة اغتياله هو "في صحة طيبة عموما". وأضاف انه ما زال هناك حديث بشأن خطة انتقال السلطة الخليجية.
وتابع أن المبادرة الخليجية ما زالت مطروحة على الطاولة بناء على رغبة اليمنيين من الجانبين وأن الجانب الخليجي يحاول الان معرفة المدى الذي قد يذهب اليه كل جانب من أجل الحسم.
ولكن لم يتم احراز أي تقدم سياسي لعدة شهور. وقال محسن لسي.ان.ان. انه يخشى أن تؤدي الازمة الى ادخال اليمن في حرب أهلية.
وأدى فرار الاف الناس من مناطق العنف في الجنوب والنقص الحاد في الغذاء والماء الى تصاعد شبح الازمة الانسانية في البلاد التي تقف بالفعل على شفا الانهيار.
وقال مسؤول لوفد تابع للامم المتحدة يزور اليمن يوم الاثنين ان نحو 54 ألف شخص نزحوا من أبين الى عدن عند مدخل خط ملاحي رئيسي تمر منه نحو ثلاثة ملايين برميل من النفط يوميا.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن