حلقت طائرات حربية غربية فوق مدينة اجدابيا في شرق ليبيا يوم الجمعة وقال معارضون مسلحون انها قصفت قوات الزعيم الليبي معمر القذافي التي تسيطر على المدينة الاستراتيجية.
وقال مراسل لرويترز على الطريق على بعد بضعة كيلومترات شرقي المدينة انه سمع دوي ثلاثة انفجارات وشاهد اعمدة من الدخان الكثيف عند مدخل المدينة الشرقي.
وانطلقت كرة من اللهب في السماء ناجمة عن صاروخ اطلق من شاحنة تابعة للمعارضين على ما يبدو وضرب المدخل الشرقي لاجدابيا. وكذلك بدأ الدخان الاسود يتصاعد من المدخل الغربي.
وكانت قوات القذافي اطلقت قذائف في وقت سابق لوقف تقدم المعارضين نحو المدينة لكن قادة المعارضين قالوا ان بامكانهم احراز تقدم جديد بعد الغارات الجوية والهجوم الصاروخي.
وقال العقيد حمد الحاسي من قوات المعارضة المسلحة لرويترز بالقرب من اجدابيا "سقط المدخل الشرقي ونرسل فريقا للتحقق قبل التقدم."
وقال بن موسى وهو رجل يساعد مقاتلي المعارضة بالطعام والامدادات ان ثلاثة من مقاتلي القذافي استسلموا وخرجوا من اجدابيا وهم يحملون راية بيضاء. واضاف انهم نقلوا الى بنغازي حيث تتمركز قوات المعارضة.
وقصفت طائرات حربية بريطانية سيارات عسكرية حكومية في اجدابيا مساء الخميس ووصل المعارضون اليوم الجمعة على متن شاحنات مزودة بقاذفات صواريخ متعددة وشاحنات صغيرة مزودة باسلحة الية.
وقال ابراهيم فرج عضو المجلس العسكري للمعارضة لرويترز ان شيوخ القبائل المحليين عقدوا محادثات مع قوات القذافي في اجدابيا في وقت مبكر يوم الجمعة وطالبوهم بالانسحاب.
وقال فرج "قال الشيوخ يجب ان تنسحبوا وتتركوا اسلحتكم ولن تتعرضوا لاذى. لكنهم رفضوا. ولهذا السبب نخطط للتقدم باسلحة ثقيلة."
ومنع المعارضون صحفيين من الاقتراب من المدينة.
وستكون استعادة اجدابيا اكبر انتصار للمعارضين المسلحين منذ تعرض تقدمهم الاولي نحو الغرب الى انتكاسة قبل اسبوعين عندما طردتهم قوات القذافي المسلحة على نحو افضل واعادتهم الى معقلهم في بنغازي.
وستشير كذلك الى ان الغارات الجوية التي يشنها الغرب بهدف حماية المدنيين اعطت دفعة جديدة للمقاتلين المعارضين.
وقال مصطفى غرياني المتحدث باسم المعارضين للصحفيين في بنغازي "انها (الغارات البريطانية) ستضعف قواتهم (قوات القذافي) والامر الاكثر اهمية معنوياتهم. نتوقع ان تحرر اجدابيا اليوم او غدا."
وبدا المعارضون المسلحون افضل تنظيميا مقارنة بالايام القليلة الماضية مع مشاهدة حواجز على الطريق المؤدي الى اجدابيا يضعها مقاتلون يتصلون ببعضهم البعض بالهواتف.
ويستخدم قادة المعارضين عند الخط الامامي اجهزة اتصال لاسلكية بدلا من الهواتف المحمولة التي كانوا يستعملونها في السابق.
وفي وقت سابق يوم الجمعة كان ضباط المعارضة متفائلين بشأن الحاق الهزيمة بقوات القذافي في اجدابيا.
وقال الحاسي "سينتهي (الجمود) بعد الصلاة اليوم."
وحضر 2000 شخص صلاة الجمعة خارج معقل المعارضة عند الواجهة البحرية لبنغازي.
وشكر الامام دول التحالف لتدخلها ودعا للتضامن مع سكان المدن الخاضعة لحصار قوات القذافي في الغرب وقال ان الانتفاضة ستنتصر.
وقال "يجب ان تكون ليبيا الجديدة ديمقراطية. لا نريد قذافي جديدا."
وتواجد قادة كبار للمعارضة مثل الحاسي وفرج قرب اجدابيا يشير الى ان قيادة المعارضين المتمركزة في بنغازي تحقق مزيدا من السيطرة المباشرة على خط الجبهة الامامي.
وقال فرج "الغارات الجوية الليلة الماضية حفزتنا. وهذا هو السبب الاول للتقدم. والسبب الثاني هو فشل المحادثات."
واعرب غرياني عن مخاوف بشأن عدد الخسائر بين صفوف المدنيين التي ربما يجدونها في المدينة اذا نجحوا في طرد قوات القذافي. وقال "اتخوف جدا من اننا سنجد جريمة كبرى ارتكبت هناك."