سورية: عشرات الآلاف يشاركون في تشييع ضحايا يوم الجمعة العظيمة

تاريخ النشر: 23 أبريل 2011 - 10:39 GMT
جانب من مظاهرات الجمعة العظيمة
جانب من مظاهرات الجمعة العظيمة

صرح ناشط حقوقي ان عشرات آلاف الاشخاص غادروا درعا (مئة كلم جنوب دمشق) السبت متوجهين الى ازرع للمشاركة في تشييع متظاهرين قتلوا امس في تجمعات معارضة للسلطات.

وقال هذا الناشط في حقوق الانسان ان: "اكثر من 150 حافلة غادرت درعا والقرى المجاورة للمشاركة في دفن 18 شهيدا قتلوا الجمعة في ازرع" قرب درعا.

واضاف ان الجنازات ستجري بعد صلاة الظهر وستليها تظاهرة كبيرة ضد النظام.

واغلقت معظم المحلات التجارية في درعا حدادا على القتلى، كما قال الناشط نفسه.

من جهة اخرى قال رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عبد الكريم الريحاوي ان تشييع تسعة اشخاص سيجري بعد الصلاة، احدهم في حي الميدان وسط العاصمة وثلاثة في مساكن برزة وخمسة في حرستا.

محافظ جديد للاذقية

أصدر الرئيس السوري بشار الأسد السبت المرسوم رقم 162 القاضي بتعيين عبد القادر عبد الشيخ محافظا لمحافظة اللاذقية.

وأذاعت النبأ وكالة الانباء السورية "سانا"، دون مزيد من التفاصيل .

ويأتي ذلك في وقت ذكرت فيه منظمة العفو الدولية (امنستي انترناشيونال) أمس الجمعة إن 75 شخصا قتلوا خلال قمع الحكومة السورية للاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية، فيما وصفه معارضون للرئيس السوري بـ "مذبحة الجمعة العظيمة".

وذكرت المنظمة الدولية أن حصيلة القتلى تجعل أمس الأكثر دموية خلال الاحتجاجات الجماهيرية التي تتواصل منذ خمسة أسابيع ضد نظام الأسد.

وجاء قمع الحكومة للمظاهرات بعد يوم من مصادقة الاسد على الغاء قانون الطوارئ الذي بدأ العمل به عام 1963 كما جرى حل محكمة أمن الدولة، غير أنه لايزال يتعين على أي سوري تقديم طلب للحصول على إذن لتنظيم احتجاج.

88 قتيلا

وقال تجمع لناشطين يقوم بتنسيق المظاهرات ان قوات نظامية ومسلحين موالين للرئيس بشار الاسد قتلوا بالرصاص 88 مدنيا على الاقل يوم الجمعة.

وقالت لجنة التنسيق المحلية  ان القتلى الـ88 لقوا حتفهم في مناطق تمتد من ميناء اللاذقية حتى حمص وحماة ودمشق وقرية اذرع الجنوبية.

هذا وكان يوم الجمعة الماضي اليوم  الاكثر دموية خلال شهر من المظاهرات المطالبة بالحريات السياسية وانهاء الفساد في سورية التي يبلغ عدد سكانها 20 مليون نسمة.       

وقال الناشط الحقوقي السوري محمد عبد الله من واشنطن ان النظام السوري يمارس نفس عمليات القتل التي ترتكبها كتائب القذافي في ليبيا، مشيرا الى ان الحالة السورية تكاد تتطابق مع الحالة الليبية.

واشار عبد الله الى ان النظام السوري يصرح بكلام جميل ومنمق ويرتكب المجازر بحق شعبه في نفس الوقت.

واضاف عبد الله ان ما ترتكبه الاجهزة الامنية السورية في حق المتظاهرين هو قمع وحشي ضد المتظاهرين وغير مقبول على الاطلاق.

أوباما يدين         

واعلن الرئيس الامريكي باراك اوباما الجمعة انه يجب وضع حد للقمع الدموي للمحتجين في سورية واتهم دمشق بالسعي الى الحصول على دعم ايراني. وصدر عن الرئيس الامريكي بيان شديد اللهجة ورد فيه انه "لابد من وضع نهاية الان لهذا الاستخدام المفرط للعنف لاخماد الاحتجاجات".

واكد رئيس الولايات المتحدة في بيانه ان قيام الحكومة السورية بالغاء قانون الطوارئ الذي كان ساري المفعول على مدى عقود لم يؤد الى احلال الاستقرار في البلاد. واتهم اوباما الرئيس السوري بشار الاسد بالسعي الى "الحصول على مساعدة ايرانية لقمع المواطنيين السوريين من خلال نفس الاساليب الوحشية التي يستخدمها حلفاؤها الايرانيون".

واشار الى ان الولايات المتحدة منذ بداية الاحتجاجات دعت السلطات السورية أكثر من مرة الى اجراء الاصلاحات، إلا ان الحكومة السورية كانت ترفض احترام حقوق الشعب.

وقال الرئيس الاميركي "اننا نعارض بشدة طريقة معاملة الحكومة السورية لمواطنيها ونواصل الاعتراض على سلوكها المستمر المزعزع للاستقرار". واضاف قوله ان الولايات المتحدة ستظل تقف الى جانب الديمقراطية والحقوق العالمية التي يستحقها الشعب السوري وكل الشعوب في العالم.

بان كي مون

وفي نفس السياق طالب بان كي مون الامين العام لهيئة الامم المتحدة بوقف فوري للعنف في سورية حيث قتل واصيب بجروح عدد كبير من الناس يوم الجمعة 22 ابريل/نيسان. وجاء في بيان نشر بهذا الصدد ان الامين العام يعيد الى اذهان السلطات السورية وجوب التزامها باحترام حقوق الانسان بما في ذلك حرية التعبير والتجمع وحرية الصحافة. ويرى بان كي مون ان من اللازم اجراء حقيق مستقل وشفاف في كل عمليات القتل.

ويشار في البيان الى ان الامين العام اخذ بعين الاعتبار رفع حالة الطوارئ في سورية والاصلاحات التي اعلن عنها الرئيس السوري بشار الاسد. ويعتقد ان الحوار الواسع وتحقيق الاصلاحات بشكل فعال، لا غير قد يستجيب لاماني الشعب السوري ويضمن احلال السلام و النظام في البلاد.

البرلمان الأوروبي

من جانبه دعا رئيس البرلمان الاوروبي جيرزي بوزيك الى الافراج عن جميع السجناء السياسيين في سوريا.

وقال بوزيك "القمع العنيف للتظاهرات السلمية في سائر انحاء سوريا غير مقبول. يجب ان تتوقف اراقة الدماء منذ هذه اللحظة".

ورأى ان "على النظام السوري الاعتراف اخيرا بان الاوضاع تتغير والاستجابة للتطلعات المشروعة لشعبه. الناس لن بقبلوا بمجرد تصريحات".

وبعد ان دعا الى "نهاية اعمال القتل والتعذيب والاعتقالات الاعتباطية"، طالب بوزيك بالافراج عن "جميع السجناء السياسيين" وباجراء "تحقيق مستقل" حول مقتل المتظاهرين واطلاق ملاحقات قضائية بحق "المسؤولين عن عمليات تعذيب وتجاوزات اخرى".

كما دعا الى وقف الرقابة على وسائل الاعلام.

ايطاليا تدين

ودانت ايطاليا بشدة السبت قمع نظام بشار الاسد للتظاهرات في سوريا مشددة على "ضرورة احترام حق التظاهر سلميا".

وقالت الخارجية الايطالية في بيان "نتابع بقلق كبير تطور الاحداث في سوريا وندين بشدة القمع العنيف للمتظاهرين".

واضاف البيان "يجب احترام حق التظاهر سلميا. ندعو كافة الاطراف الى الهدوء والاعتدال وندعو السلطات السورية الى تطبيق سريعا الاصلاحات المعلنة".

واوضح "لا بد من تطبيق الاصلاحات واحترام الحريات الاساسية لعودة الاستقرار الى البلاد الذي تحتاج اليه".