15 قتيلا في بانياس والأسد يستقبل ذوي ضحايا دوما

تاريخ النشر: 11 أبريل 2011 - 05:57 GMT
من مواجهات مدينة درعا السورية
من مواجهات مدينة درعا السورية

منح الرئيس السوري بشار الأسد "مرتبة الشهادة" لـ12 مواطنا سوريا سقطوا في التظاهرات السلمية التي جرت في الأسبوع الأخير في منطقة دوما بريف دمشق. وقالت صحيفة "الوطن" السورية شبه الرسمية التي أوردت النبأ الاثنين إن "ذلك تم خلال استقباله 17 من ذوي الشهداء أمس".

وأضافت الصحيفة المحلية "بعض المدن السورية تشيع عددا من شهداء الشرطة والأمن الذين سقطوا بنيران مجموعات مسلحة خلال تظاهرات مدينتي درعا واللاذقية يوم الجمعة الماضي وان اللقاء بين الرئيس الأسد والأهالي جاء في إطار التعزية أولا، حيث اعتبر الرئيس الأسد كل من سقط من الشهداء وقال إن دماء كل سوري غالية علينا وكل السوريين متشابهون في هذا الإطار".

وأوضحت الصحيفة أن "الرئيس الأسد استمع لوجهة نظر الأهالي في الأحداث التي جرت في المدينة وما يمكن فعله مستقبلا لتفادي النتائج التي حصلت، وأشار إلى أهمية تضافر الجهود بين الأهالي والسلطات المحلية لاتخاذ الإجراءات الكفيلة بضمان أمن المواطنين".

كما أشار الأسد إلى أن التحقيقات فيما جرى من أحداث، مستمرة ومن جهتهم "أبدى الأهالي ارتياحهم للجنة التحقيق ودعوا إلى ضرورة إعلان النتائج وعرضوا مطالب مختلفة منها ما هو معيشي، مؤكدين في السياق ذاته رفضهم للعنف والتخريب وحرصهم على استقرار مدينتهم وسورية ".

ونقلت الصحيفة السورية عن عدنان الساعور وهو أحد مسؤولي اللجان الشعبية في منطقة دوما قوله "أنه وبعد انتهاء اللقاء، أمر الرئيس الأسد بالإفراج عن 191 موقوفا من أبناء دوما، 18 منهم تم توقيفهم إثر تظاهرات الجمعة الماضي و180 أوقفوا منذ الجمعة قبل الماضي، إضافة إلى تقديم العلاج الطبي لجميع الجرحى والمصابين في المشافي العامة والخاصة وتأمين سيارات إسعاف خاصة لنقل الجرحى على نفقة الحكومة ".

وقالت الصحيفة إن الهدوء الحذر خيم على مدينة درعا أمس الأحد وسط شائعات بأن قوات الأمن ستعمد إلى تفتيش البلدة القديمة منزلا منزلا، وهو الأمر الذي لم يحدث لكنه ظل يشكل هاجسا لدى السكان رغم انسحاب الشرطة وعناصر الأمن والجيش إلى مناطق بعيدة عن أماكن الاعتصام وخصوصا المسجد العمري.

وكانت درعا شيعت ظهر السبت 10 من شهدائها الذين سقطوا الجمعة، ثم شيعت عصرا اثنين آخرين بجنازة شارك فيها أكثر من 50 ألف مشيع ودون أي مشاكل، بينما شيع عدد من مدن وبلدات المحافظة شهداءها وعرف منها حالة في كل من الكرك ومزيريب وتسيل ونعيمة.

وتابعت الصحيفة أن " أهالي منطقة البرامكة في دمشق، تمكنوا أمس بمساعدة المارة أمام كلية الهندسة المدنية من القبض على شخص حاول مهاجمة عدد من الطالبات المحجبات وينتزع حجابهن في حين كان شخص آخر يصور هذه المشاهد لتسويقها في المواقع الإلكترونية ووسائل الإعلام على أن رجال الأمن هم من يقومون بذلك في إطار المحاولات المغرضة لتشويه صورة الأمن في سورية وافتعال الفتنة عبر حملات تزوير وتشويه إعلامية مبرمجة، وتم تسليم الشخص للجهات الأمنية المختصة للتحقيق معه وكشف ارتباطاته".

 15 قتيلا

قالت وكالة رويترز إن قوات الأمن السورية استخدمت الذخيرة الحية لتفريق المتظاهرين المطالبين بالحرية في مدينة اللاذقية. وأشارت الوكالة إلى احتمال وقوع قتلى وجرحى نتيجة لذلك.

أفاد شهود عيان بأن ستة أشخاص ُقتلوا، وجُرح آخرون ، عندما أطلق مسلحون النار على حشد من المتظاهرين المناوئين للحكومة في مدينة بانياس الساحلية.

وذكرت الأنباء أن قوات الأمن السورية طوقت المدينة، عندما اندلعت التظاهرات في العديد من أنحائها.

وقال ناشط حقوقي فضل عدم الكشف عن اسمه إن قوات الامن اطلقت النار ظهر الاحد على محيط جامع الرحمن في اطراف بانياس. وأشار إلى أن الجامع كان مركز موجة الاحتجاجات في المدينة.

وبحسب المصادر الرسمية السورية سقط من الجيش السوري تسعة قتلى بينهم ضابطان حسب مصدر رسمي وقالت وكالة الأنباء الرسمية السورية إن وحدة تابعة للجيش تعرضت لكمين على طريق قرب بانياس.

وأضافت الوكالة أن الهجوم المسلح استهدف وحدة من الجيش كانت تتحرك على طريق عام اللاذقية طرطوس فى منطقة بانياس على بعد 280 كلم شمال غرب دمشق.

وتأتي هذه التطورات غداة مظاهرات اندلعت أمس الأول السبت في مدينة درعا جنوبي سوريا، وشهدت مصادمات بين المتظاهرين وقوات الأمن، خلفت ثمانية ً وعشرين قتيلا، حسب تقديرات منظمات حقوقية.

المنظمات الحقوقية

وكانت منظمات حقوقية قد أعلنت في بيان لها قيام السلطات السورية أمس السبت بتفريق تجمعات سلمية في عدد من المحافظات السورية، وذلك "باستخدام العنف المفرط وغير المبرر، ومنه إطلاق الرصاص، مما أدى الى وقوع عدد من الضحايا".

وأوردت المنظمات لائحة بأسماء 26 قتيلا في درعا وقتيلين في حمص سقطوا يوم الجمعة.

لندن: مظاهرة مؤيدة للأسد وأخرى معارضة له

وشهدت العاصمة البريطانية لندن مظاهرتين أمام السفارة السورية؛ إحداهما مؤيدة للرئيس الأسد وأخرى معارضة له. وبينما حذر الموالون للنظام مما اعتبروا أنها مؤامرة وفتنة تتعرض لهما سوريا، رفض المعارضون ذلك وقالوا إن المظاهرات التي يشهدها بلدهم إنما تطالب بالحرية.

ولم ترد حصيلة من مصدر رسمي عن تظاهرات السبت لكن وكالة الأنباء السورية سانا أعلنت مساء الجمعة مقتل 19 عنصرا من الشرطة والأمن وجرح 75 آخرين في درعا في ذلك اليوم في إطلاق "مجموعات مسلحة" النار في المدينة.

وفي حمص قالت الوكالة إن 20 من قوات الشرطة والأمن إضافة إلى عدد من المواطنين أصيبوا بجروح جراء قيام "ملثمين" بإطلاق النار على المواطنين. وأشارت المنظمات الحقوقية في بيانها إلى "قيام السلطات السورية باعتقالات تعسفية بحق بعض المواطنين السوريين الذين تجمعوا سلميا السبت في عدد من المدن السورية", وذكرت مدن حلب, ودمشق, وجبلة واللاذقية والحسكة.وأوردت المنظمات أسماء 12 معتقلا في بيانها.

والمنظمات الموقعة هي المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سوريا, اللجنة الكردية لحقوق الإنسان في سوريا (الراصد) لجان الدفاع عن الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان في سوريا, منظمة حقوق الإنسان في سوريا (ماف)، المنظمة الكردية للدفاع عن حقوق الإنسان والحريات العامة في سوريا, والمنظمة العربية لحقوق الإنسان في سوريا.

ودعت المنظمات الحقوقية الى "إغلاق ملف الاعتقال السياسي وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين كافة ومعتقلي الرأي والضمير وجميع من تم اعتقالهم بسبب مشاركاتهم بالتجمعات السلمية التي قامت في مختلف المدن السورية في الأشهر الأخيرة".

وتشهد سورية منذ منتصف الشهر الماضي تظاهرات غير مسبوقة تطالب باطلاق الحريات والغاء قانون الطوارئ ومكافحة الفساد وتحسين الخدمات ومستوى معيشة المواطنين.