20 الف سوري يشيعون ضحايا درعا وأنباء عن 100 قتيل

تاريخ النشر: 24 مارس 2011 - 12:48 GMT
أحد ضحايا مواجهات درعا
أحد ضحايا مواجهات درعا

شارك اكثر من عشرين الف متظاهر الخميس في مراسم تشييع في درعا في جنوب سورية حيث تجري تظاهرات لا سابق لها ضد النظام، كما افاد ناشط حقوقي. وردد المتظاهرون "بالروح بالدم نفديك يا شهيد"، وتوجهوا من المسجد العمري الى المقبرة.

وقتل مئة شخص على الاقل الاربعاء في درعا التي انطلقت منها حركة احتجاج ضد النظام انتقلت الى مدن مجاورة رغم انتشار كثيف للجيش وقوات مكافحة الشغب، حسبما افاد الخميس ناشطون حقوقيون وكالة فرانس برس في نيقوسيا عبر الهاتف.

من جانبها قالت صحيفة "الوطن" السورية شبه الرسمية أن "ما تواجهه البلاد هو معركة حقيقية مع قوى خارجية تصرف عشرات الملايين من الدولارات هدفها الوحيد زعزعة أمن واستقرار سورية".

وقالت الصحيفة ، في عددها الصادر الخميس، "هذا ليس كلاماً إنشائياً ، هذه معلومات لذلك على كل السوريين التحرك لحماية وطنهم والحفاظ عليه بكل السبل المتاحة ونتوجه إلى علماء الدين أولاً بضرورة توعيه الناس والمصلين لما يحدث والتنبيه إلى حجم الأكاذيب والروايات المفبركة التي تبث".

وأضافت "كلنا مع الإصلاح، لكن ليس من خلال السلاح والاعتصام والتهديد والوعيد، فهل يعقل أن يحدد مجموعة من الشبان مهلة للحكومة لتنفيذ مطالبهم".

وتابعت: "هل هذا أسلوب سلمي وحضاري؟ فليعذرونا إذاً، فهناك منهم من يريد ويعمل من أجل مواجهة مسلحة مع الأمن، وفي مثل هذه الحالات لم يعد ممكناً اعتبار تحركهم سلميا،ً بل معركة حقيقية بين قوات أمن ومجموعات مسلحة وهكذا تخضع المعالجة لمعايير مختلفة هنا".

وأردفت الصحيفة "صحيح أننا تعاطفنا ونتعاطف مع أهلنا في درعا لكن جميعنا أيضاً يرفض رفضاً قاطعاً أن يحمل أي منهم السلاح ويوجهه إلى قوات الأمن، أو المدنيين وأن يكون جزءاً من مشروع خارجي يستهدف سورية وكل السوريين".

وقالت الصحيفة "ربما علينا ألا ننشر مثل هذا الكلام لأن هناك من يعمل على تهدئة الأوضاع وإعطاء فرصة جديدة للحوار لكن من واجبنا أن نسمي الأمور بأسمائها وأن نحدد هوية المسلحين ونطالب أهالي درعا بتقديمهم للمحاكمة فورا".

تظاهرة في الإمارات

تظاهر حوالى 100 سوري امام القنصلية السورية في دبي الخميس، مطالبين باسقاط نظام الرئيس السوري بشار الاسد ومرددين هتافات مناهضة لحزب الله وايران، وذلك على خلفية احداث درعا في جنوب سورية.

وردد المتظاهرون هتافات مناهضة للنظام السوري بينها "بشار برا برا، سوريا حرة حرة" و"ما في خوف ما في خوف، بعد اليوم ما في خوف"، بحسب ما افادت مراسلة وكالة فرانس برس.

وقال متظاهرون ان "اسرائيل أرحم من النظام السوري، هي لم تفعل ما فعل بنا هذا النظام"، في اشارة الى احداث العنف في مدينة درعا السورية المستمرة منذ الاسبوع الماضي والتي قتل فيها حوالى 21 شخصا. وهتف المحتجون ايضا "خائن من يقتل شعبه" و"لا لايران، لا لحزب الله"، متهمين النظام السوري باستخدام عناصر من حزب الله المدعوم من ايران "لقتل السوريين في درعا" التي تقع قرب الحدود مع الاردن.

وقال احد المتظاهرين معرفا عن نفسه بانه احد افراد عشيرة المسالمة في درعا ان "شهود عيان في المدينة قالوا لنا ان مجموعات تتكلم اللغة الايرانية تقوم بمهاجمتهم"، متحدثا عن سقوط عدد كبير من القتلى. وحمل بعض المتظاهرين لافتة كتب عليها "اين مجلس الامن؟ اين الشعب السوري؟".

وقام المتظاهرون الذين أدوا الصلاة على اراوح قتلى درعا في مسجد قريب، بالاعتداء على شخص قالوا انه موظف في القنصلية بعدما اتهم المحتجين بانهم "خونة" وردد هتافات مؤيدة للنظام السوري.

تنديد فرنسي

من جانبها حثت فرنسا سوريا الخميس على فتح حوار واجراء تغيير ديمقراطي بعد أن قتلت القوات السورية ستة أشخاص في هجوم على محتجين وفتحت النار على مئات الشبان الذين خرجوا في مسيرة تضامن.

وقال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه للصحفيين "نحث سوريا على الاستماع الى صوت الحوار والديمقراطية."

وأضاف "يجري تغيير كبير. استهدفت سياسة فرنسا تجاه العرب لفترة طويلة الاستقرار. اليوم السياسة تجاه العرب هي الاستماع لطموحات الشعب وهذا ينطبق على سوريا التي يجب أن تقبل هذه الحركة المنتشرة على نطاق واسع."

ونددت فرنسا القوة التي استعمرت تونس وسوريا سابقا بما وصفته بالاستخدام المفرط للقوة في سوريا ودعت الى اجراء تحقيق في سقوط قتلى مدنيين والافراج عن المحتجين المعتقلين.

وتوترت العلاقات بين فرنسا وسوريا بسبب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري عام 2005 حين أشارت تقارير أولية للامم المتحدة الى ضلوع أجهزة امنية سورية ولبنانية في اغتياله لكن دمشق نفت اي علاقة لها بالحادث.

ومنذ عام 2008 تسعى باريس الى تحسين العلاقات مع دمشق