سوريا: مستشفى درعا يستقبل 25 جثة وصحيفة تتهم قوى خارجية بالتدخل

تاريخ النشر: 24 مارس 2011 - 10:45 GMT
الجيش السوري ينتشر في درعا
الجيش السوري ينتشر في درعا

قال مسؤول في المستشفى الرئيسي بمدينة درعا السورية الخميس ان المستشفى استقبل ما لا يقل عن 25 جثة لمحتجين قتلوا في مواجهات مع قوات الامن.

وقال المسؤول لرويترز "استقبلناها الساعة الخامسة مساء أمس (1500 بتوقيت جرينتش). كلها بها أعيرة نارية

من جهته، أكد ناشط حقوقي أن قوات الأمن السورية قامت بإطلاق النار على معزين أثناء عودتهم من تشييع فقيدين قتلوا فجر الأربعاء، وذكر الناشط الحقوقي الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لوكالة الصحافة أن "قوات الامن فتحت النار على المعزيين أثناء عودتهم من تشييع ابتسام مسالمة (30 عاماً) والطبيب علي غضاب المحاميد".

وأكد المصدر أن المدينة "مغلقة حيث لم يتمكن القادمون من القرى الغربية والشرقية من دخولها".

وأفادت مراسلة فرانس برس أن "الأجواء في مدينة درعا متوترة حيث خلت المدينة تقريبا من المارة وأغلقت معظم المحال التجارية"، مشيرة الى "انتشار عدد كبير من عناصر مكافحة الشغب" في المدينة.

وأكد شاهد عيان تبدو مظاهر الهلع على وجهه لوكالة فرانس برس أنه شاهد "سيارة إسعاف مسرعة ومن بها يصرخ عن وجود جريح"، مشيراً الى قيام القوات بـ"عملية تمشيط واسعة في شوارع البلدة".

قوى خارجية

وذكرت صحيفة "الوطن" السورية شبه الرسمية أن "ما تواجهه البلاد هو معركة حقيقية مع قوى خارجية تصرف عشرات الملايين من الدولارات هدفها الوحيد زعزعة أمن واستقرار سورية".

وقالت الصحيفة ، في عددها الصادر الخميس، "هذا ليس كلاماً إنشائياً ، هذه معلومات لذلك على كل السوريين التحرك لحماية وطنهم والحفاظ عليه بكل السبل المتاحة ونتوجه إلى علماء الدين أولاً بضرورة توعيه الناس والمصلين لما يحدث والتنبيه إلى حجم الأكاذيب والروايات المفبركة التي تبث".

وأضافت "كلنا مع الإصلاح، لكن ليس من خلال السلاح والاعتصام والتهديد والوعيد، فهل يعقل أن يحدد مجموعة من الشبان مهلة للحكومة لتنفيذ مطالبهم".

وتابعت: "هل هذا أسلوب سلمي وحضاري؟ فليعذرونا إذاً، فهناك منهم من يريد ويعمل من أجل مواجهة مسلحة مع الأمن، وفي مثل هذه الحالات لم يعد ممكناً اعتبار تحركهم سلميا،ً بل معركة حقيقية بين قوات أمن ومجموعات مسلحة وهكذا تخضع المعالجة لمعايير مختلفة هنا".

وأردفت الصحيفة "صحيح أننا تعاطفنا ونتعاطف مع أهلنا في درعا لكن جميعنا أيضاً يرفض رفضاً قاطعاً أن يحمل أي منهم السلاح ويوجهه إلى قوات الأمن، أو المدنيين وأن يكون جزءاً من مشروع خارجي يستهدف سورية وكل السوريين".

وقالت الصحيفة "ربما علينا ألا ننشر مثل هذا الكلام لأن هناك من يعمل على تهدئة الأوضاع وإعطاء فرصة جديدة للحوار لكن من واجبنا أن نسمي الأمور بأسمائها وأن نحدد هوية المسلحين ونطالب أهالي درعا بتقديمهم للمحاكمة فورا".

تنديد فرنسي

من جانبها حثت فرنسا سوريا الخميس على فتح حوار واجراء تغيير ديمقراطي بعد أن قتلت القوات السورية ستة أشخاص في هجوم على محتجين وفتحت النار على مئات الشبان الذين خرجوا في مسيرة تضامن.

وقال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه للصحفيين "نحث سوريا على الاستماع الى صوت الحوار والديمقراطية."

وأضاف "يجري تغيير كبير. استهدفت سياسة فرنسا تجاه العرب لفترة طويلة الاستقرار. اليوم السياسة تجاه العرب هي الاستماع لطموحات الشعب وهذا ينطبق على سوريا التي يجب أن تقبل هذه الحركة المنتشرة على نطاق واسع."

ونددت فرنسا القوة التي استعمرت تونس وسوريا سابقا بما وصفته بالاستخدام المفرط للقوة في سوريا ودعت الى اجراء تحقيق في سقوط قتلى مدنيين والافراج عن المحتجين المعتقلين.

وتوترت العلاقات بين فرنسا وسوريا بسبب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري عام 2005 حين أشارت تقارير أولية للامم المتحدة الى ضلوع أجهزة امنية سورية ولبنانية في اغتياله لكن دمشق نفت اي علاقة لها بالحادث.

ومنذ عام 2008 تسعى باريس الى تحسين العلاقات مع دمشق