استقبلت دول الخليج العربية مقتل زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن بما يشبه الصمت الاثنين بما في ذلك مسقط رأسه السعودية.
وصدر التعليق الرسمي الوحيد من شبه الجزيرة العربية من اليمن حيث قال مسؤول طلب عدم نشر اسمه ان قتل زعيم تنظيم القاعدة سيقتلع الارهاب على مستوى العالم من جذوره.
واكتفت وكالة الانباء السعودية الرسمية بالاشارة الى أن الولايات المتحدة وباكستان أعلنتا مقتل بن لادن في عملية عسكرية امريكية بباكستان لكنها لم تشر الى رأي الرياض في هذا.
وأحجم وزراء خارجية البحرين والكويت والامارات الذين يشاركون في اجتماع لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي بابوظبي عن التعليق على مقتل بن لادن
حماس
من جهتها دانت حركة "حماس" الإثنين قتل القوات الأميركية لأسامة بن لادن ووصفته "بالمجاهد".
وقال إسماعيل هنية القيادي في "حماس" للصحافيين إن "حماس" تعتبر ما حدث استمرارا للسياسة الأميركية المعتمدة على الاضطهاد واراقة دماء المسلمين والعرب.
ورغم أنه أشار إلى وجود اختلافات في المنهج بين تنظيم "القاعدة" و"حماس" إلا أنه دان اغتيال وقتل "مجاهد عربي" ودعا الله أن يتغمده برحمته مع الشهداء والأبرار
الداعية بكري
من جانبه اعتبر الداعية السلفي الاسلامي عمر بكري في اتصال مع وكالة فرانس برس من منزله في طرابلس في شمال لبنان الاثنين ان المنطقة العربية خسرت "قائدا باستشهاد" اسامة بن لادن، متوقعا "عمليات انتقام" في اوروبا لمقتله. وقال بكري ان "نبأ استشهاد الشيخ اسامة محزن ومفرح في الوقت نفسه: محزن لاننا خسرنا قائدا في هذه المنطقة العربية، ومفرح لانه نال ما كان يتمناه وهي الشهادة".
واضاف بكري الذي يحاكم امام القضاء اللبناني بتهمة "الانتماء الى تنظيم مسلح" وحيازة اسلحة ومتفجرات، "لا شك ان استشهاد اسامة بن لادن سيبعث روحا جديدة في جيل جديد، لان قافلة الجهاد لن تنتهي وستستمر مسيرة العطاء". وتابع: "نتوقع ردات فعل من هذا الجيل في اوروبا (...)، ستكون هناك عمليات انتقام للشيخ اسامة كما حصل مع قادة كثر سقطوا".
وكان القضاء اللبناني اصدر حكما غيابيا بالسجن مدى الحياة في حق بكري في 12 تشرين الثاني (نوفمبر) 2010، وتم توقيفه لمدة ايام بعد صدور الحكم، قبل الافراج عنه مجددا بكفالة وبدء محاكمة جديدة بحجة عدم حضوره جلسات المحاكمة السابقة. وهناك جلسة محددة لمحاكمته في شهر تموز (يوليو) المقبل.
وقال عمر بكري ان "لا وجود لتنظيم القاعدة في لبنان"، مضيفا "قد يكون في لبنان من يناصر فكر القاعدة، وانا منهم، اناصر التنظيم فكريا وادبيا".
وولد عمر بكري فستق في سوريا ودرس العلوم الاسلامية وانضم في الخامسة عشرة من عمره الى الاخوان المسلمين الذين تركهم في وقت لاحق لينضم الى حزب التحرير الاسلامي الذي ينادي باقامة الخلافة الاسلامية.
اسس في بداية الثمانينات حركة "المهاجرون" في مكة وجدة. ابعد من السعودية في 1986 فانتقل الى لندن حيث استعاد علاقته مع حزب التحرير، ثم تركه نهائيا في 1996.
ووصل بكري الى لبنان في 2005 بعد غياب عنه استمر 35 سنة، قادما من لندن حيث كان يقيم بموجب لجوء سياسي حصل عليه في الثمانينات. ومنعته السلطات البريطانية من العودة في اطار اجراءات مكافحة الارهاب التي تلت عمليات تفجير القطارات ومحطات المترو في تموز (يوليو) 2005.
وكان بكري المعروف بتأييده لاعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001 في الولايات المتحدة، اعلن عقب اعتداءات لندن، انه لن يسلم الى العدالة مسلمين يعدون لتنفيذ اعتداءات. واعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما فجر الاثنين مقتل زعيم تنظيم القاعدة الاحد في باكستان خلال عملية عسكرية نفذتها فرقة خاصة اميركية.