دولة جنوب السودان ترى النور السبت والخرطوم تعترف بها

تاريخ النشر: 08 يوليو 2011 - 05:40 GMT
دولة جديدة
دولة جديدة

عشية الاعلان رسميا عن استقلال جنوب السودان اعلنت الخرطوم الجمعة اعترافها رسميا بدولة جنوب السودان، في حين تسير الاستعدادات على قدم وساق في جوبا، عاصمة الدولة الوليدة، حيث سيجري السبت حفل اعلان الاستقلال.

وفي قرار صادر عن الرئاسة السودانية تلاه الجمعة وزير رئاسة الجمهورية بكري حسن صالح اعلنت حكومة السودان اعترافها رسميا بقيام دولة جنوب السودان.

وجاء في القرار الرئاسي "تعلن جمهورية السودان رسميا اعترافها بقيام جمهورية جنوب السودان دولة مستقلة ذات سيادة".

واضاف حسن صالح في كلمة نقلها التلفزيون الرسمي "تعلن جمهورية السودان اعترافها رسميا بدولة جنوب السودان دولة مستقلة ذات سيادة وفقا للحدود القائمة في الاول من كانون الثاني/يناير 1956 والحدود القائمة عند توقيع اتفاق السلام الشامل في 2005 انطلاقا من اعترافها بحق تقرير المصير واعترافها بنتيجة الاستفتاء الذي اجري في التاسع من كانون الثاني/يناير 2011 وانفاذا لمبادئ القانون الدولي".

واكد ان السودان يعلن "التزامه بانفاذ اتفاق السلام الشامل وحل القضايا العالقة مع الجنوب"، مضيفا ان الحكومة السودانية "تدعو حكومة جنوب السودان للاستمرار في الاعتراف بالاتفاقيات الدولية والثنائية التي وقعتها حكومة السودان".

وكان شمال السودان وجنوبه وقعا اتفاق سلام العام 2005 في العاصمة الكينية نيروبي انهى الحرب الاهلية بين الشمال والجنوب، وهي الحرب الاطول في القارة الافريقية.

الا ان الطرفين ما زالا يتفاوضان على قضايا اقتصادية عالقة وبينها اقتسام عائدات النفط الذي ياتي 73% من انتاجه البالغ 490 الف برميل يوميا من جنوب السودان، وكذلك اقتسام مياه النيل وكيفية حل سداد الديون الخارجية للسودان والبالغة 40 مليار دولار.

في المقابل وفي جوبا ساد مناخ من البهجة في العاصمة الجنوبية حيث رقصت الحشود في الشوارع في اطار الاستعدادات للحظة الاخيرة التي تسبق الحدث.

وعلى خط مواز لتلك الفعاليات، يتم وضع اللمسات الاخيرة على المقر الرئيسي للحفل عند النصب التذكاري للزعيم المتمرد السابق جون قرنق الذي قضى بعد شهور فقط من التوقيع على اتفاق السلام في 2005 الذي انهى عقودا من الصراع الدامي مع الخرطوم فاتحا الطريق لولادة الامة الجنوبية.

واكد وزير الاعلام برنابا ماريال بنجامين ان الاستعدادت جاهزة ليوم السبت حيث سيحتفل ملايين الجنوبيين فضلا عن الضيوف الاجانب بينهم 30 زعيما افريقيا بولادة احدث بلد في العالم.

وسيشارك في الحفل خصوصا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ورئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما والرئيس السوداني عمر البشير المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية بمذكرة توقيف بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وابادة في دارفور غرب البلاد.

وسيشارك ايضا وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه ونظيره البريطاني وليام هيغ والسفيرة الاميركية في الامم المتحدة سوزان رايس.

ومن المقرر ان تدق اجراس الكنائس عند منتصف ليل الجمعة/السبت ايذانا بميلاد "جمهورية السودان الجنوبي".

وتتخلل الحفل الرسمي عروض عسكرية وصلوات ورفع العلم الجديد وتوقيع اول رئيس لجمهورية جنوب السودان، سالفا كير، الدستور الانتقالي للبلاد.

وسترى الدولة الوليدة النور بعد اكثر من خمسين عاما من الصراع بين المتمردين الجنوبيين سابقا والحكومات المتعاقبة في الخرطوم ما ادى لتدمير جنوب السودان وقتل وتشريد الملايين فضلا عن حالة عدم ثقة عميقة بين الجانبين.

وانتهى الصراع اخيرا بعد التوقيع على اتفاق السلام الشامل العام 2005 وهو الاتفاق الذي وقع تحت ضغوط شديدة من جانب البلدان الاجنبية بالاخص الولايات المتحدة وبريطانيا والنروج ما مهد السبيل لاستفتاء تقرير المصير في الجنوب والذي صوتت غالبيته الكاسحة، نحو 99 بالمائة، لصالح الاستقلال عن الخرطوم في كانون الثاني/يناير الماضي.

من جهتها شددت واشنطن على "اهمية" بقاء وجود للامم المتحدة في ولاية جنوب كردفان السودانية بعد استقلال جنوب السودان، مؤكدة ان توزيع المساعدة الانسانية وتطبيق وقف لاطلاق النار وحماية المدنيين هي امور بالغة الاهمية.

وقالت سوزان رايس ان الادارة الاميركية "تشعر بقلق بالغ" جراء قرار حكومة الشمال المطالب بانسحاب بعثة الامم المتحدة من "جنوب كردفان وولاية النيل الازرق واماكن اخرى في الشمال".

واوضحت رايس ان الولايات المتحدة تلقي بكامل ثقلها الدبلوماسي "في محاولة لاقناع المسؤولين في الخرطوم بان ليس من مصلحتهم ارغام الامم المتحدة على الانسحاب قبل الاوان".

ويسعى السودان خصوصا الى سحب اسمه عن اللائحة السوداء الاميركية "للدول الداعمة للارهاب". واوضحت رايس الخميس ان هذا الاجراء لا يمكن ان يطرح الا بعد حل المشاكل العالقة بين الشمال والجنوب: ترسيم الحدود وتقاسم عائدات النفط ووضع المواطنين الجنوبيين في الشمال بعد الاستقلال.

واشارت الى ان جنوب السودان سيتخلص في الوقت الراهن من عدة عقوبات اميركية تطالب السودان والتي يعود بعضها الى العام 1993.

ووافق مجلس الامن الدولي الجمعة على قرار يقضي بارسال سبعة الاف جندي الى جنوب السودان لحفظ السلام.

وجاء في القرار ان مجلس الامن وعشية اعلان استقلال جنوب السودان "يشير الى الدور الحيوي للامم المتحدة في دعم السلطات الوطنية بالتشاور الوثيق مع الشركاء الدوليين لترسيخ السلام ومنع العودة الى العنف".

وتحل البعثة الجديدة محل قوة الامم المتحدة لكل اراضي السودان والتي كان القسم الاكبر من عديدها يتواجد في الجنوب.

وتم تبني القرار باجماع اعضاء مجلس الامن الدولي الخمسة عشر.

وستساهم الامم المتحدة في جنوب السودان في "اعداد مهام الحكومة المركزية والخدمات الاساسية واقامة دولة القانون واحترام حقوق الانسان وادارة الموارد الطبيعية وتطوير الامن وتحسين العمل للشباب وتنشيط الاقتصاد".

من ناحيته، دعا المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني قادة السودان وجنوب السودان الى "العمل معا لمنع حصول اعمال عنف" بعد استقلال جنوب السودان، والى "العمل لتحاشي حصول حوادث معزولة من شأنها الى تؤدي الى فوضى كبيرة وتهدد مستقبل السكان في هاتين الدولتين".

واوضح ان الولايات المتحدة "تعلق امالا كبيرة" على استقلال جنوب السودان، مضيفا "نعتقد ان العملية الانتقالية نحو استقلال جنوب السودان تشكل مرحلة حاسمة لمستقبل اكثر امنا وازدهارا سواء بالنسبة للسودان ام لجنوب السودان".

من جهته طالب الفاتيكان المجتمع الدولي بدعم الحوار بين جوبا والخرطوم بهدف الوصول الى حل عادل للمسائل العالقة.

وقال الاب فيديريكو لومباردي المسؤول الاعلامي للفاتيكان "سينظر الكرسي الرسولي الذي تربطه علاقات دبلوماسية مستقرة بالخرطوم، بكل اهتمام لمطلب حكومة جنوب السودان المحتمل (اقامة علاقات دبلوماسية مع الفاتيكان)".

وفي الوقت نفسه، قال البيان ان الفاتيكان "يدعو المجتمع الدولي الى دعم السودان وجنوب السودان الجديد في مسعاهما للوصول الى حلول عادلة للمسائل العالقة عبر حوار صريح وعبر الوسائل السلمية والبناءة، ويامل في الوقت ذاته ان ينعم شعبا البلدين بالسلام والحرية والتطور".

ومن المقرر ان يتمثل الفاتيكان في مراسم احتفالات الاستقلال السبت في جوبا بوفد يرأسه الكاردينال جون نجو رئيس اساقفة نيروبي ورئيس مجمع الاساقفة الكينيين.

 

 

 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن