خمسة قتلى باليمن ومحتجون يغلقون الطريق لميناء الحديدة

تاريخ النشر: 27 أبريل 2011 - 03:46 GMT
متظاهرون في مدينة تعز
متظاهرون في مدينة تعز

قتل شرطيان ومتظاهر في اشتباكات في عدن جنوب اليمن، كما قتل جنديان في هجوم للقاعدة في ابين المجاورة، فيما اغلق محتجون الطريق الى ميناء الحديدة في وقت يقترب مفاوضون من ابرام اتفاق يقضي يتنحي الرئيس علي صالح.
وافاد شهود عيان ان القوى الامنية اطلقت النار على متظاهرين معارضين للرئيس علي عبد الله صالح ينفذون عصيانا مدنيا ويقطعون الطرقات بكتل صخرية في عدن.
وقتل متظاهر واصيب ثلاثة بجروح، فرد المحتجون ما ادى الى مقتل شرطيين اثنين بحسب مصادر امنية وطبية.
واشار الشهود الى ان الجيش استخدم الاسلحة المتوسطة في الاشتباكات.
واصيبت المدينة بشلل تام كما شهدت محافظات لحج وابين وحضرموت في جنوب وشرق البلاد عصيانا مدنيا جزئيا وفقا لشهود عيان.
الى ذلك، قتل جنديان واصيب ثلاثة اخرون بجروح الاربعاء في هجوم شنه مسلحون من تنظيم القاعدة في مدينة زنجبار عاصمة محافظة ابين الجنوبية، حسبما اعلن مسؤول امني لوكالة فرانس برس.
وقال المسؤول ان "مسلحين تابعين للقاعدة شنوا هجوما بقذائف +ار بي جي+ على نقطة تفتيش عند مدخل زنجبار ما اسفر عن مقتل جنديين واصابة ثلاثة اخرين".
وذكر المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، ان المسلحين "لاذوا بالفرار بعد الهجوم".
وكان خمسة متظاهرين اصيبوا بجروح ليل الثلاثاء في عدن بالرصاص حين تدخلت قوات الحرس الجمهوري لفض صدامات بين محتجين موالين ومعارضين لنظام الرئيس على عبد الله صالح، حسبما ذكر مصدر طبي.
وافاد شهود عيان ان العشرات من المطالبين بتنحي صالح اعترضوا مسيرة نسائية مؤيدة له في ساحة العروض بعدن ما دفع عناصر الحرس الجمهوري لاطلاق النار نحو المعارضين فاصيب خمسة اشخاص بجروح.
وقد اكد مصدر طبي هذه الحصيلة لوكالة فرانس برس.
واوضح الشهود ان اشتباكات بالاسلحة المتوسطة والخفيفة اندلعت بعد ذلك بين الحرس الجمهوري ومتظاهرين مسلحين.
وعلى صعيد آخر، استولى مسلحون ينتمون الى تنظيم القاعدة مساء الثلاثاء على مبنى المخابرات (الامن السياسي) والبحث الجنائي في مدينة لودر بمحافظة ابين حسبما افاد مسؤول امني الوكالة.
وقلل المسؤول من اهمية المقرين الامنيين مشيرا الى ان "قلة من الجنود كانوا يتواجدون في تلك المباني الحكومية وطلب منهم عناصر التنظيم الخروج مقابل سلامتهم".
ووزع انصار القاعدة بمدينتي لودر ومودية في ابين منشورا باسم "تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" ادعوا فيه بان طائرة اميركية بدون طيار قامت بقصف سيارة تابعة "للمجاهدين" في قرية قريض في ابين ليل الاثنين "لكن لم تصب المجاهدين باي اذى".
وقال البيان "لن ترهبنا طائرات امريكا ولا اذنابها وان محاربة راس الكفر والشر امريكا شرف عظيم لن نتخلى عنه".
وصعد عشرات الالاف من اليمنيين احتجاجاتهم يوم الاربعاء ومنعوا الوصول لميناء رئيسي فيما يبدو ان مفاوضين خليجيين اقتربوا من ابرام اتفاق يقضي يتنحي الرئيس اليمني علي عبد الله صالح عن السلطة.
وتظاهر المحتجون ضد الخطة الخليجية التي اقرتها الحكومة والائتلاف المعارض الرئيسي في البلاد لانها تمنح صالح مهلة شهرا للاستقالة وتمنحه حصانة من المحاكمة.
وهتف محتجون خارج ميناء الحديدة على البحر الاحمر معلنين رغبتهم في رحيل صالح وتوقفت حركة المرور من والى الميناء فيما استمرت العمليات البحرية ولم تتأثر.
ومن المتوقع التوقيع على اتفاق انهاء المواجهة السياسية في اليمن يوم الأحد المقبل في الرياض بعد ثلاثة أشهر من نزول آلاف اليمنيين الى الشوارع للمطالبة بالاطاحة بصالح مستلهمين انتفاضتي مصر وتونس اللتين أطاحتا برئيسي البلدين.
ومال ميزان القوى في الأسابيع الاخيرة ضد صالح بعد أسابيع من العنف والانشقاقات العسكرية والتحولات السياسية.
وفي الحديدة قال منظم الاحتجاج عبد الحافظ معجب ان خفر السواحل رحب بالمتظاهرين ورفع لافتة كتب عليها انه لن يستخدم سلاحه ضد المواطنين.
وقال المحتج معاذ عبد الله "سنغلق الميناء لان ايراداته تستخدم في تمويل البلطجية" في اشارة لرجال الامن الذين يرتدون ملابس مدنية ويستخدمون عادة الخناجر والعصي لتفريق المحتجين.
والمشاركة الضخمة في الاحتجاجات ضد الاتفاق الذي ابرمته دول الخليج توضح قدرة المحتجين وغالبيتهم من الشبان على افساد الصفقة. وتعهد المحتجون بالبقاء في الشوارع الى أن تنفذ مطالبهم.
ولم يتضح ما اذا كانت احزاب المعارضة -التي تضم اسلاميين وقوميين عربا ويساريين شاركوا في الحكومة خلال السنوات الماضية- قادرة على وقف الاحتجاجات حتى وان كان ذلك شرطا ينص عليه اتفاق نقل السلطة.
وتريد واشنطن والمملكة العربية السعودية حل الازمة خشية الانزلاق نحو مزيد من اراقة الدم مما يتيح فرصة أكبر لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب المتمركز في اليمن للقيام بعمليات.
وتكفل خطة نقل السلطة التي توصلت اليها دول الخليج أن يعين صالح رئيسا للوزراء من تجمع ائتلاف المعارضة على ان تجرى انتخابات رئاسية بعد شهرين من استقالته. ويشعر خبراء بالقلق من أن فترة الثلاثين يوما ربما تتيح فرصة لتخريب محتمل.
وقتل نحو 130 محتجا بعد أن اجتاحت الاضطرابات اليمن الذي يبلغ فيه دخل نحو 40 بالمئة من السكان دولارين يوميا أو أقل ويواجه ثلث السكان البالغ عددهم 23 مليون نسمة جوعا مزمنا.