اكد خبير الماني مختص بالقضايا الدفاعية والسياسية ان احتمال دخول قوات برية من التحالف الدولي الى ليبيا يظل واردا في حال اقتناع دول حلف شمالي الاطلسي (ناتو) بأن الحظر الجوي لم يسفر عن اجبار القذافي على وقف هجماته على معارضيه.
وقال الخبير ماركوس كايم في تصريح لصحيفة (دير ستاندارد) النمساوية الصادرة الاربعاء ان دول التحالف التي تقوم بفرض منطقة حظر جوي على ليبيا تعتزم خلال الايام القليلة المقبلة تقييم نتائج الضربات الجوية والصاروخية ومدى قدرتها على شل قدرة قوات الزعيم الليبي معمر القذافي في مهاجمة المنتفضين ضده.
واعترف الخبير الذي يعمل في معهد برلين للبحوث السياسية والامنية بوجود تباين في مواقف دول الحلف حول الاهداف السياسية والعسكرية من وراء عملية حظر الطيران على ليبيا.
واضاف في هذا الصدد ان هناك بعض الدول في الحلف وفي مقدمها فرنسا وبريطانيا تسعى من وراء حظر الطيران الى التعجيل برحيل الزعيم الليبي بينما تفضل دول اخرى التقيد بنص قرار مجلس الامن المطالب بحماية المدنيين بدون استهداف القذافي شخصيا.
ولم يستبعد ان تلجأ دول حلف الناتو الى خيار ارسال قوات برية والتدخل العسكري في ليبيا مبينا ان قرار مجلس الامن رقم 1973 بفرض منطقة حظر الطيران على ليبيا يظل مرنا لانه يتضمن عبارة تشير الى استخدام جميع الوسائل المتاحة لحماية المدنيين وبالتالي لا يمنع تدخل مثل هذه القوات.
الدوما الروسي
من جانبه عرض قسطنطين كوساتشوف رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الدوما الروسي مسودة بيان حول الاوضاع في ليبيا جاء فيه ان المجلس قلق من " نطاق وشكل " العمليات العسكرية التي تنفذها قوات بلدان التحالف في ليبيا ويطالب بالوقف الفوري والشامل لاطلاق النار.
وجاء في مسودة البيان " ان مجلس الدوما ينضم الى طلب مجلس الامن الدولي الخاص بالوقف الفوري لاطلاق النار ووقف اعمال العنف والهجمات على المدنيين ويدعو القيادة الليبية وكذلك دول التحالف الى تطبيق القرار بحذافيره ".
ويرى اعضاء المجلس ان على روسيا اتخاذ " الاجراءات اللازمة للمساهة بفعالية في الجهود الدبلوماسية ومن ضمنها القيام بمهمة الوساطة بهدف ايقاف العنف في ليبيا ".
وقد صوت الى جانب مسودة البيان 341 نائبا وامتناع عضو واحد عن التصويت ولم يعارضه احد من النواب. ويدرس المجلس في الوقت الحاضر التعديلات التي قدمتها كتلة الحزب الشيوعي الروسي وكتلة حزب روسيا العادلة. وبعد الانتهاء من دراستها ومناقشتها سوف يجري التصويت النهائي على نص البيان.
وصرح قسطنطين كوساتشوف رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الدوما خلال عرضه مسودة البيان على اعضاء المجلس، ان بلدان التحالف المضاد لليبيا مستعدة لاستخدام قرار مجلس الامن الدولي 1973 في مساعدة القوى المعارضة للزعيم الليبي معمر القذافي، وهذا يعني التدخل في الشؤون الداخلية للبلد.
واشار كوساتشوف الى انه بالرغم من ان قرار مجلس الامن الدولي القاضي بفرض حظر على تحليق الطائرات في الاجواء الليبية يتضمن ثغرات ونواقص، الا انه حدد بشكل واضح هدفا اساسيا وهو " حماية المدنيين ". واضاف " فقط لهذا الغرض يجب تنفيذ القرار، الا انه عمليا لا يتم ذلك. وان بلدان التحالف مستعدة لاستخدامه لغايات اخرى ".
وقال كوساتشوف، يجب ان تتغلب انسانية القرار على الافكار الجيوسياسية، لذلك ينوي مجلس الدوما الطلب من كافة الاطراف الوقف الفوري والشامل لاطلاق النار في ليبيا ودعوة القيادة الروسية للتوسط في تسوية الاوضاع.
وقال " نحن لا نتفق مع اجراءات السلطات الليبية بخصوص حفظ النظام، كما اننا في الوقت نفسه لانتفق مع الطريقة التي يتبعها التحالف في حفظ النظام ". واضاف " مصير ليبيا يجب ان يقرره الشعب ".
وقال كوساتشوف ان قرار روسيا الامتناع عن التصويت على قرار مجلس الامن الدولي 1973 كان " صائبا ووحيدا ".