الجثث تتناثر قي شوارع مصراتة والاطلسي ينفي استهداف القذافي

تاريخ النشر: 25 أبريل 2011 - 08:44 GMT
 مسؤولون ليبيون يسيرون يوم الاثنين أمام مبنى في مجمع القذافي في باب العزيزية لحقت به أضرار جسيمة جراء هجوم حلف الأطلسي
مسؤولون ليبيون يسيرون يوم الاثنين أمام مبنى في مجمع القذافي في باب العزيزية لحقت به أضرار جسيمة جراء هجوم حلف الأطلسي

 

قال الثوار ان الجثث تتناثر في شوارع مدينة مصراتة بعد قتال هو الاكثر دموية خلال شهرين من حصار المدينة، فيما قال الحلف الاطلسي ان الهجوم الذي شنه على باب العزيزية لم يستهدف القذافي بل مركزا للاتصالات.
وبعد تفجر القصف على نحو مكثف ليل الاحد خرج سكان مصراتة من منازلهم في الصباح ليواجهوا مشاهد الدمار حيث انسحبت قوات القذافي من المدينة تحت غطاء وابل من الصواريخ وقذائف الدبابات.
وقال مسعفون ان ما يزيد على 20 شخصا قتلوا في معارك يوم الاحد و28 يوم السبت. وقدر متحدث باسم المعارضة المسلحة عدد القتلى بأكثر من ذلك في حين قال متحدث اخر ان القتال تواصل حتى ساعة متأخرة يوم الاثنين.
وتفحمت ثلاث جثث الى درجة تصعب التعرف على أصحابها جراء القصف ليل الاحد. وقتل طفل عمره عشر سنوات اثناء نومه. لكن السكان قالوا ان الكثير من القذائف سقط في أرض جرداء. واضافوا أن القصف توقف عندما حلقت طائرات حلف شمال الاطلسي.
وقال محمد ابراهيم عبر الهاتف وهو أحد سكان المدينة قتل قريب له بداية الاسبوع الحالي "جثث جنود القذافي في كل مكان في الشوراع وفي المباني. لا استطيع ان احصيها لكن بعضها في مكانه منذ ايام."
وأظهرت تسجيلات مصورة التقطها معارضون على الانترنت خمس دبابات على الاقل تركها جنود القذافي خلفهم بالاضافة الى دمار على نطاق كبير وجثث ثلاثة من جنود القذافي في الشوارع.
وقالت قوات القذافي انها انسحبت من مصراتة الاسبوع الماضي لتسلم الامر لرجال قبائل قائلة أن غارات الحلف ألحقت بهم اضرارا جسيمة.
وفي غضون ساعات تعرضت مصراتة لاعنف قتال في حصار قتل فيه مئات المدنيين وجعل المدينة رمزا للمقاومة ضد قوات القذافي.
وقال متحدث باسم مقاتلي المعارضة يدعى عبد السلام في وقت متأخر يوم الاثنين ان قوات القذافي تحاول اعادة الدخول الى طريق النقل الثقيل الذي يؤدي الى المطار. وقال عبر الهاتف ان المعارك متواصلة هناك وانه يمكن سماع دوي انفجارات مضيفا ان قوات القذافي المتمركزة على الاطراف الغربية للمدينة قصفت ايضا المدينة من مواقعها.
وقال سكان ان القوات الموالية للقذافي طردت من شارع طرابلس الى اطراف المدينة حيث يقومون بالقصف من حين لاخر عندما لا تتواجد طائرات حلف الاطلسي.
وسئل عما اذا كانت احتفالات المعارضين بالانتصار يوم السبت كانت سابقة لاوانها فقال عبد السلام انهم يعرفون من البداية ان قوات القذافي تنسحب من المدينة من اجل الاعداد لهجوم جديد.
ومصراتة هي المدينة الوحيدة في غرب ليبيا التي لا تزال في قبضة المعارضة المسلحة وفي حال تم طرد قوات القذافي من هناك فستكون هذه انتكاسة كبيرة للقوات الحكومية. وفي المستشفى الرئيسي في مصراته يسابق الاطباء الزمن لاسعاف الجرحى.
وقال متحدث باسم المعارضة يدعى سامي ان الوضع الانساني يتدهور سريعا.
واضاف لرويترز عبر الهاتف "لا يوصف. المستشفى صغير للغاية ويغص بمصابين معظمهم في حالة خطرة."
وقال "كمية الطعام المتاحة بالمدينة تتناقص وحالة المدينة تتدهور لانها تحت الحصار منذ شهرين تقريبا."
حلف الاطلسي
الى ذلك، سوت قوات حلف شمال الاطلسي بالأرض مبنى داخل مُجمع باب العزيزية مقر الزعيم الليبي معمر القذافي في غارة نفذت في ساعة مبكرة الاثنين وصفها مسؤولون بأنها محاولة فاشلة لاغتياله.
وقال الحلف ان الهجوم استهدف مركزا للاتصالات يستخدم لتنسيق الهجمات على المدنيين. وقال متحدث ليبي ان القذافي لم يُصب بسوء وعرض التلفزيون الليبي صورا له يجتمع مع أشخاص في خيمة قال انها التقطت يوم الاثنين.
وكان رجال الإطفاء يواصلون محاولاتهم لاخماد الحرائق المشتعلة في جزء من المبنى المدمر عندما نظمت الحكومة جولة للصحفيين الاجانب في موقع الهجوم بعد بضع ساعات من وقوعه.
وقال موسى ابراهيم المتحدث باسم الحكومة الليبية ان ثلاثة أشخاص قتلوا في الغارة مشيرا الى أن المبنى يضم مكاتب سياسية.
ووصف المتحدث الهجوم بانه عمل ارهابي جبان لملاحقة فرد واحد متسائلا كيف يمكن ان يحمي مثل هذا العمل المدنيين. وقال ان القذافي ليس مختبئا لكنه في مكان آمن.
وقالت مسؤولة طلبت عدم نشر اسمها ان 45 شخصا أُصيبوا من بينهم 15 في حالة خطيرة وان البعض مازال مفقودا بعد الهجوم.
وقال سيف الاسلام ابن القذافي ان الحكومة الليبية لن ترضخ من جراء هذه الهجمات.
ونقلت عنه وكالة الجماهيرية الرسمية للانباء قوله ان القصف الذي استهدف مكاتب القذافي يوم الاثنين لا يخيف الا الاطفال وان من المستحيل أن يخيف هذا النظام الليبي او يدفعه للتسليم او رفع الراية البيضاء.
وقال موجها حديثه لحلف شمال الاطلسي ان الحلف يخوض معركة خاسرة لانه مدعوم بالخونة والجواسيس وأضاف أن التاريخ أثبت أنه لا يمكن لاي دولة أن تعتمد عليهم لتفوز.
وقال بيان حكومي ان السلطات الليبية اتصلت بروسيا والصين وايطاليا وتركيا ودول اخرى للشكوى من قصف مجمع القذافي.
وقصف المجمع من قبل ولكن يبدو ان قوات حلف شمال الاطلسي صعدت وتيرة الهجمات على طرابلس في الايام القليلة الماضية. واصيب قبل يومين هدف في مكان قريب قالت الحكومة انه ساحة لانتظار السيارات ولكن يبدو انه كان يغطي مخبأ حصينا.
ويتزامن الهجوم على المجمع مع تكثيف للنشاط الدبلوماسي من جانب دول تسعى لايجاد حل يوقف الحرب في ليبيا.
ويعقد الاتحاد الافريقي محادثات منفصلة يوم الاثنين مع وزير الخارجية الليبي عبد العاطي العبيدي وممثلين للمعارضة في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا لبحث خطة سلام.
كما يعقد العبيدي وممثلان للمعارضة هما سفيرا ليبيا السابقان لدى جنوب افريقيا وأوغندا اجتماعات منفصلة مع ممثلين من الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي.
وقال رمضان العمامرة مفوض السلم والامن في الاتحاد الافريقي لرويترز "ستكون هذه هي المرة الاولى التي يحضرون (المعارضون) فيها اجتماعا هنا. سنلتقي مع الجانبين واحدا بعد الاخر."
وكان المعارضون رفضوا خطة سلام سابقة من الاتحاد الافريقي لانها لم تتضمن رحيل القذافي بينما قالت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا انه لن يكون اي هناك حل سياسي الى أن يترك الزعيم الليبي السلطة.
وليس للاتحاد الافريقي سجل جيد في التوسط في اتفاقات للسلام اذ فشل في الاونة الاخيرة في انهاء صراعات أو نزاعات في الصومال ومدغشقر وساحل العاج.