تظاهر المئات في حلب ثاني أكبر المدن السورية مطالبين بالحرية، فيما اصيب خمسة متظاهرين في هجوم شنه "زعران وشبيحة" موالون للنظام على متظاهرين في السويداء، وذلك بعد يوم من تعهد الرئيس بشار الاسد برفع حالة الطواريء
وقال حقوقي على اتصال بالمحتجين ان مئات المحتجين يرددون "الشعب يريد الحرية" تجمعوا عند قبر زعيم الاستقلال ابراهيم هنانو في مدينة حلب ثاني أكبر المدن السورية يوم الاحد.
وكانت حلب المركز التجاري والصناعي الكبير هادئة منذ اندلاع المظاهرات الحاشدة المؤيدة للديمقراطية في مواجهة حكم الرئيس السوري بشار الاسد الشمولي قبل أكثر من شهر في جنوب سوريا.
وامتدت الاحتجاجات بعد ذلك الى العديد من أجزاء البلاد التي يقطنها 20 مليون نسمة.
من حهة اخرى، اصيب خمسة متظاهرين سوريين معارضين بجروح في السويداء، معقل الدروز في جنوب سوريا، الاحد خلال تظاهرتين مناهضتين للنظام شن انصار للرئيس بشار الاسد هجوما عليهما، كما افاد ناشط حقوقي لوكالة فرانس برس.
وقال مدير المركز السوري للاعلام وحرية التعبير مازن درويش المقيم في دمشق في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس في نيقوسيا انه بمناسبة عيد الجلاء انطلقت تظاهرة من ساحة الشعلة في السويداء شارك فيها 300 شخص اطلقوا هتافات مطالبة باطلاق الحريات في سوريا.
واضاف انه على الاثر "تدخل حوالى 50 شخصا من الزعران والشبيحة من السويداء، على مرأى من قوات الامن التي وقفت بالعشرات تتفرج ولم تحم المتظاهرين، وانهالوا على المتظاهرين بالضرب بواسطة العصي التي كان المهاجمون يرفعون عليها صورا للرئيس".
واوضح ان الهجوم اسفر عن اصابة شخصين بجروح متوسطة نقلا على اثرها الى المستشفى الوطني في السويداء.
واضاف انه "بنفس التوقيت جرت تظاهرة مماثلة شارك فيها عدد اقل من الاشخاص في بلدة القرية مسقط رأس سلطان باشا الاطرش قائد الثورة السورية الكبرى وتمت مهاجمتها بنفس الطريقة ما اسفر عن اصابة ثلاثة متظاهرين بجروح نقلوا على اثرها الى مشفى صلخد".
واوضح الناشط الحقوقي ان احد الجرحى الثلاثة هو "هاني حسن الاطرش، حفيد سلطان باشا الاطرش والذي تم الاعتداء عليه بالضرب المبرح". واضاف انه اثر الهجوم انفضت التظاهرتان.
ودعت مجموعات معارضة الى تنظيم تظاهرات واعتصامات احتجاجية في سائر انحاء سوريا الاحد بمناسبة عيد الجلاء للمطالبة باطلاق الحريات العامة وبالغاء قانون الطوارئ الذي وعد الرئيس الاسد السبت بانه سيلغى الاسبوع المقبل كحد اقصى.
وكانت قوات الامن السورية فرقت بالقوة الخميس تظاهرة مماثلة شارك فيها حوالى 150 شخصا في السويداء، بحسب ناشط سياسي.
وكانت تلك اول تظاهرة تجري في منطقة درزية في سوريا منذ بدأت الحركة الاحتجاجية ضد النظام منتصف آذار/مارس. وتعد السويداء حوالى 350 الف نسمة غالبيتهم من الدروز.
وقال الاسد يوم السبت ان حالة الطواريء المفروضة منذ نحو 50 عاما سيجري رفعها بحلول الاسبوع المقبل. لكنه لم يتناول مطالب المحتجين بكبح جماح الجهاز الامني القمعي وانهاء نظام الحكم الشمولي.
وردد مئات المحتجين "الله.. سوريا.. حرية وبس". كما رددوا هتافات يبدون فيها دعمهم لمدينة درعا التي انطلقت منها شرارة الاحتجاجات قبل شهر والتي شهدت سقوط أكبر عدد من القتلى.
وتقول جماعات لحقوق الانسان ان أكثر من 200 شخص قتلوا منذ اندلاع المظاهرات في درعا يوم 18 مارس اذار احتجاجا على القاء القبض على تلاميذ كتبوا شعارات على أسوار مستلهمين الشعارات التي كان يجري ترديدها في الثورتين التونسية والمصرية.
وامتدت هذه الاضطرابات غير المسبوقة في أنحاء سوريا ومثلت أكبر تحد يواجه الاسد (45 عاما) على الاطلاق منذ توليه السلطة عام 2000 خلفا لوالده حافظ الاسد الذي توفي بعد 30 عاما في السلطة.
وتعهدت السلطات بالغاء قانون الطواريء ليحل محله قانون لمكافحة الارهاب لكن شخصيات معارضة قالت ان من المرجح أن يبقي القانون الجديد على القيود الشديدة على حرية التعبير والتجمع في سوريا الخاضعة لحكم حزب البعث منذ عام 1963 .
وصرح الاسد أمام حكومة شكلها الاسبوع الماضي "عندما تصدر حزمة قوانين رفع حالة الطوارىء يجب أن تطبق بحزم.. والشعب السوري شعب حضاري ملتزم يحب النظام ولا يقبل الفوضى والغوغائية."
وقال في تصريحات نقلها التلفزيون الحكومي "لا يوجد أي تساهل مع أي عملية تخريب." واتهمت السلطات السورية "مندسين" باثارة الاضطرابات لصالح قوى خارجية مثل لبنان والجماعات الاسلامية.
وذكرت الوكالة العربية السورية للانباء يوم الاحد أنه تمت مصادرة "كمية كبيرة" من الاسلحة في معبر التنف الحدودي مع العراق تضم "رشاشات متطورة من أنواع مختلفة وبنادق الية وقناصات ومسدسات ومناظير ليلية وقاذفات قنابل وكميات كبيرة من الذخيرة المتنوعة والمخازن الخاصة بالرشاشات."
ويحظر قانون الطواريء اجتماع اكثر من خمسة اشخاص في مكان عام وقد عمل على قمع اي شكل من اشكال المعارضة حتى بدأ السوريون الخروج الى الشوارع قبل شهر مستلهمين الانتفاضتين الشعبيتين اللتين اطاحتا بالرئيسين المصري والتونسي.
وفي الكلمة التي ألقاها الرئيس السوري أمام الحكومة قال ان الفساد يمثل مشكلة وان من الضروري تشكيل لجنة للتصدي له. لكنه لم يعلن عن أي اجراءات لانهاء سيطرة عائلته على الاقتصاد السوري.
ووسع رامي مخلوف ابن خال بشار الاسد من مشاريعه خلال فترة حكم الاسد وندد به المحتجون على نطاق واسع في دعواتهم المطالبة بانهاء الفساد الحكومي.
وحث الغرب الذي يحاول ابعاد سوريا عن تحالف معاد لاسرائيل مع ايران ووقف دعمها لحركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس) وحزب الله اللبناني الاسد على الكف عن شن حملات قمع عنيفة ضد السوريين الساخطين.
ورحب وزير الخارجية البريطاني وليام هيج بما قال انه "اقرار الاسد... بأن الاصلاح في سوريا ضروري وملح."
وأضاف هيج "نناشد الحكومة السورية رفع حالة الطواريء الاسبوع المقبل كما اقترح الرئيس الاسد وضمان محاسبة المسؤولين عن قتل المدنيين."