تعهدت تركيا يوم الاربعاء بمساعدة الشعب الليبي خلال شهر رمضان بارسال خيام للافطار ومساعدات أخرى عن طريق قيادة المعارضة.
وأيدت تركيا التي يغلب المسلمون على سكانها علنا خلال الشهر الماضي مساندتها للمعارضة الليبية التي تسعى لانهاء حكم الزعيم معمر القذافي الممتد منذ 41 عاما.
وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو خلال مؤتمر صحفي مشترك في أنقرة مع محمود جبريل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الذي يقود المعارضة في ليبيا ان بلاده ستكثف التعاون مع المجلس.
وأضاف "بأمانة لن يشعر الاتراك بالراحة عند الافطار (في رمضان) اذا لم يستطع اخوانهم الليبيون أن يفطروا. ليس لديهم طعام يفطرون به لكن نحن لدينا طعام وينبغي اذن أن يكون لديهم طعام أيضا".
ويتوقع أن يبدأ شهر رمضان في مطلع أغسطس اب المقبل.
وذكر داود أوغلو أن بلديات المدن التركية ستتاخى مع مدن وبلدات ليبية لتقديم المساندة لها.
وتركيا عضو في حلف شمال الاطلسي وتساند عمليات الحلف في ليبيا بدور غير قتالي حيث تتركز جهودها على ابقاء قنوات مفتوحة لتقديم مواد الاغاثة للمدنيين.
وفقدت قوات القذافي في الاونة الاخيرة تحت ضغط غارات حلف الاطلسي الجوية السيطرة على بعض المناطق التي أصبحت تحت سيطرة المعارضة المسلحة. كما أدت عقوبات فرضتها الامم المتحدة الى قطع التمويل عن حكومته.
ووردت تقارير أفادت باحتمال سعي القذافي لابرام اتفاق يتنحى بموجبه عن الحكم لكن حكومته نفت تلك التقارير.
وقال نائب وزير الخارجية الليبي خالد الكعيم يوم الاربعاء خلال مقابلة مع رويترز في طرابلس انه يحتمل التوصل الى حل للصراع قبل بداية شهر رمضان.
واتفقت تصريحاته مع امال عبر عنها داود أوغلو يوم الثلاثاء باحتمال ايجاد اطار عمل لحل سياسي قبل رمضان لانهاء الحرب الاهلية.
وستستضيف تركيا اجتماعا لمجموعة اتصال بخصوص ليبيا في اسطنبول يوم 15 يوليو تموز سيحضره وزراء خارجية دول عربية وممثلو حكومات عربية وزعماء المعارضة الليبية في اطار مساعي دولية لتحقيق الاستقرار في ليبيا بعد حكم القذافي.
وذكر جبريل أن المناقشات في أنقرة ركزت على الحاجة العاجلة للاموال لتحفيف معاناة الليبيين.
وقال خلال المؤتمر الصحفي "نحتاج الى دخل ونحتاج للانفاق لضمان حياة طبيعية لمواطنينا."
وكان داود أوغلو تعهد خلال زيارة يوم الاحد لمدينة بنغازي التي تسيطر عليها المعارضة الليبية بمساعدات قيمتها 200 مليون دولار علاوة على 100 مليون دولار قدمت بالفعل للاعمال الانسانية.
وعندما اندلع القتال في ليبيا في أواخر فبراير شباط الماضي كانت مهمة تركيا الاولى هي اجلاء 200 ألف من رعاياها كانوا يعملون هناك بينما أعربت شركات تركية عن قلقها بخصوص خسائر تصل الى مليارات الدولارات في مشروعات لم تستكمل في قطاع الانشاء والبنية الاساسية في ليبيا.
لكن جبريل دعا تلك الشركات الى العودة. وقال "دعونا اليوم الشركات الليبية التي كانت تعمل في ليبيا للعودة واستئناف العمل."
وأشار داود أوغلو الى أنه علاوة على ثروة ليبيا من النفط والغاز ثمة مبالغ مالية ضخمة مرتبطة بأصول مجمدة سيفرج عنها في نهاية المطاف للسماح لحكومة ليبية جديدة بتمويل نفسها.
وكانت تركيا بدت خارجة عن اجماع حلفائها الغربيين في الايام الاولى للصراع في ليبيا حيث عارضت توجيه ضربات جوية لقوات القذافي اذ كانت في ذلك الوقت تحاول اقناع الزعيم الليبي بالرحيل عن السلطة بسلام.
وتركيا قوة صاعدة في الشرق الاوسط وشمال أفريقيا وربطتها علاقات اقتصادية وثيقة مع ليبيا خلال حكم القذافي. وأعلنت أتقرة بوضوخ مساندتها لانتشار الديمقراطية في المنطقة وودعت زعماء دولها وخصوصا سوريا المجاورة لها الى اجراء اصلاحات تطالب بها الشعوب.