الأسد يقر بارتكاب قوات الأمن أخطاء والإضراب يفشل

تاريخ النشر: 18 مايو 2011 - 12:19 GMT
أكثر من 850 شخصا قتلوا كما تم اعتقال حوالى ثمانية الاف منذ بدء الاحتجاجات في سوريا
أكثر من 850 شخصا قتلوا كما تم اعتقال حوالى ثمانية الاف منذ بدء الاحتجاجات في سوريا

أقر الرئيس السوري بشار الأسد الأربعاء بارتكاب قوات الأمن السورية "أخطاء" خلال تصديها للاحتجاجات الشعبية التي اجتاحت عدة مدن سورية مما أدى إلى مقتل 850 شخصا على الأقل بحسب تقديرات منظمات حقوقية سورية بخلاف اعتقال أكثر من ثمانية آلاف شخص.

وقال الأسد في تصريحات نقلتها صحيفة الوطن السورية الخاصة إن "الآلاف من ضباط الشرطة يتلقون تدريبا جديدا" بعد ارتكاب قوات الأمن أخطاء.

وذكرت الصحيفة المقربة من السلطة أن تصريحات الأسد جاءت خلال لقاء جمعه مع وجهاء من دمشق أكد خلالها أن "بعض الممارسات الأمنية الخاطئة لتي وقعت كانت نتيجة عدم دراية القوى الأمنية بكيفية التعامل بظروف كهذه".

ونقل عضو الوفد عمر السيروان في تصريح للصحيفة عن الأسد قوله إن "هذا العمل هو عمل الشرطة وهو ما يتم العمل على تلافيه من خلال تدريب اربعة الاف شرطي ليقوموا بالعمل الصحيح بما يمنع مثل هذه التجاوزات".

وأكد الاسد للوفد أن "الازمة التي مرت بها سوريا تم تجاوزها وأن الأحداث قد انتهت"، بحسب عضو آخر في الوفد هو عصام شموط.

وقال عضو ثالث في الوفد يدعى عصام معتوق إن الأسد أكد أنه "أعطى توجيهاته بأن دور الأمن هو جمع المعلومات وتحليلها وتقديمها للجهات الرقابية".

فشل الإضراب

من جهة ثانيةفتحت المدارس والمحال التجارية بشكل طبيعي في العاصمة دمشق وعدة مدن سورية اخرى الاربعاء على الرغم من الدعوة التي وجهها معارضون إلى القيام باضراب عام ردا على العنف الذي تبديه السلطات في قمع الاحتجاجات غير المسبوقة ضد النظام.

وبدت الحياة طبيعية في العاصمة ومدينة حلب والقامشلي وحماة واللاذقية حسبما اكد سكان هذه المدن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس. الا أن ناشطين اشاروا إلى احتمال قيام مظاهرات في عدة مناطق لاحقا الاربعاء.

وقال أحد رجال الاعمال الذي فضل عدم الكشف عن اسمه "من سيجرؤ على القيام باضراب والمخاطرة بفقدان عمله أو أن يستهدف من قبل السلطات؟".

واضاف "إذا اغلق أي شخص متجره فسيتم توقيفه على الفور وسيفقد لقمة عيشه".

وقال تاجر آخر في الجزء القديم من المدينة "ليس هناك حاجة للقيام باضراب لانه على كل الاحوال حركة الاسواق متوقفة منذ قيام الاحتجاجات في البلاد منذ منتصف آذار/ مارس".

وقد دعت صفحة (الثورة السورية 2011) المعارضة على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) الى القيام بلإضراب سعيا لمزيد من الضغوط على نظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي يتعرض لعقوبات دولية.

وذكر بيان نشر على الصفحة التي كانت المحرك للاحتجاجات "يوم الأربعاء 18 أيار سيكون يوم اضراب عام في سوريا العزة والكرامة.. ان ذلك سيكون يوم عقاب للنظام من قبل الثوار والأحرار".

واضاف النص "سنحول يوم الأربعاء إلى يوم جمعة بكل معاني الكلمة، مظاهرات عارمة واضراب شامل لا مدارس ولا جامعات ولا مراكز ولا بقاليات ولا محلات ولا مطاعم ولا حتى تكاسي".

واشار أحد الناشطين الحقوقيين لوكالة فرنس برس إلى أن "رغم ان الناس لن يلبون الدعوة إلى الاضراب الا انه سيتم تنظيم مظاهرات في عدد من المناطق لاحقا وخاصة في شمال سوريا".

وتقول منظمات تدافع عن حقوق الانسان إن أكثر من 850 شخصا قتلوا كما تم اعتقال حوالى ثمانية الاف منذ بدء حركة الاحتجاجات منتصف اذار/ مارس الماضي.

وفي مستوى ردود الفعل تصاعد الثلاثاء الضغط الدولي على النظام السوري.

وأعلنت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان "اجراءات اضافية" ستتخذ "في الايام المقبلة" ردا على قمع حركة الاحتجاجات في سوريا.

وقال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه إن هناك غالبية أصوات "بصدد التشكل" في الامم المتحدة لادانة قمع انتفاضة سوريا موضحا مع ذلك ان تهديدا باستخدام الفيتو من قبل روسيا او الصين لا يزال قائما.