اعلن عبد الإله الخطيب مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا امام الصحفيين أن كلا من الحكومة الليبية ومعارضيها أبدوا الاستعداد للقبول بوقف إطلاق النار، ولكن كلا الطرفين لا يثق بالتزام الطرف الاخر بذلك. فطرابلس على استعداد لوقف اطلاق النار اذا فعل الثوار ذلك، والاخيرون جاهزون للالتزام بالهدنة اذا كفت السلطات عن اطلاق النار.
وبعد لقاءاته في طرابلس ومع الثوار في بنغازي في الاسبوع الماضي، اطلع المبعوث مجلس الامن الدولي يوم الاثنين 4 ابريل/نيسان على نتائج زيارته الحالية. والتقى الخطيب الصحفيين اثر جلسة مجلس الأمن المفتوحة والمشاورات غير الرسمية.
فقد التقى الخطيب في طرابلس، كما اعلن، مع ممثلي الحكومة الليبية، بمن فيهم البغدادي المحمودي امين اللجنة الشعبية العامة وفي بنغازي مع رئيس المجلس الوطني الانتقالي عبد الجليل مصطفى.
وكرر الخطيب في اللقاءات مع السلطات الليبية مطلب المجتمع الدولي حول تنفيذ قراري مجلس الامن الدولي، ووقف العمليات الحربية والعنف ضد المواطنين المدنيين واخلاء سبيل كافة الصحفيين بمن فيهم فريق تصوير قناة "الجزيرة".
وعرض مبعوث الامم المتحدة على المعارضة موقف طرابلس حول الاستعداد لوقف اطلاق النار.
فاعلن الخطيب ان "رئيس المجلس الوطني الانتقالي أكد ان الثوار مستعدون ايضا لوقف اطلاق النار اذا كف الجانب الاخر عن اطلاق النار ومحاصرة المدن التي تسيطر عليها المعارضة". واضاف انه يعتزم مواصلة الاتصالات مع الطرفين، سعيا للتوصل الى حل سياسي. ومع ذلك احجم الدبلوماسي عن الاجابة عن سؤال حول موقع القائد الليبي معمر القذافي الذي تسعى المعارضة للاطاحة به، في هذا الحل.
الناتو يقصف المدينة
شنت طائرات حلف شمال الأطلسي "ناتو" غارة جوية يوم الثلاثاء على قوات موالية للعقيد معمر القذافي شمال مدينة البريقة التي تشهد معارك شرسة بين الثوار والقوات الحكومية، وذلك في وقت يترقب فيه الثوار وصول ناقلة نفط إلى ميناء طبرق لنقل أول شحنة نفطية لحسابهم والتي ينتظر أن تصل قيمتها إلى 120 مليون دولار.
وقال العقيد أبو محمد الضابط بقوات المعارضة لرويترز وهو يرتدي زيه العسكري لقد "قصفت ضربة جوية مركبتين للعدو." ذكر شهود عيان أن الغارة شنتها طائرات لحلف الناتو ووقعت على مسافة نحو 30 كيلومترا شرق ميناء البريقة النفطي. وأضاف الشهود أن الغارة لم تسفر عن سقوط ضحايا بسبب تمكن الجنود الذين كانوا بداخل المركبتين من الفرار. بحسب الشهود، فقد تصاعد الدخان من بقايا الشاحنتين المحملتين بمدافع آلية قرب مدخل المنطقة السكنية الشرقية في البريقة الجديدة.
يأتي هذا بينما أبدى المعارضون الذين يقاتلون قوات القذافي في الشرق علامات تنم عن قدر أكبر من التنظيم والتحرك بقدر أكبر من الحذر مدعومين بالضربات الجوية الغربية كما أبدوا مقدرة على الاحتفاظ بسيطرتهم على الأراضي لفترات أطول، بعد أن تمكنت قوات القذافي في السابق من اجبارهم على التراجع شرقا بعد أن اقتربوا من مسقط رأس الزعيم الليبي في سرت.
وتراجع "الثوار" بفعل قصف مدفعي مكثف ومتواصل من قبل القوات الموالية للزعيم الليبي، معمر القذافي، عن مدينة "البريقة" التي يقاتلون منذ قرابة أسبوعين من أجل استعادة السيطرة على المدينة النفطية.
وفي الأثناء، يتواصل إطباق كتائب القذافي على مدينة "مصراته"، التي يرزح سكانها تحت ظروف حياتية صعبة بعد نفاد الامدادات الغذائية منها وقطع الكهرباء عنها.
وفي هذه الأثناء، ينتظر الثوار الليبيون في الشرق وصول أول ناقلة نفطية لنقل النفط من شرق ليبيا الخاضع لسيطرة الثوار وبيعه في صفقة قد تصل قيمتها إلى 120 مليون دولار.
وقالت ميشيل بوكمان الخبيرة في الأسواق في نشرة "لويدز ليست" الصادرة في لندن إن "ناقلة نفط ستصل خلال النهار إلى مصب نفطي قرب طبرق" مشيرة إلى أن "حجم هذه الناقلة يوازي مليون برميل بترول".
وهذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها الثوار الليبيون، الذين يسيطرون على العديد من المرافئ النفطية في شرق البلاد، بتصدير النفط الليبي وذلك بعد أن تعهدت الحكومة القطرية بتسويقه في الخارج لصالحهم.