قالت وكالة المغرب العربي للانباء الرسمية ان الاقبال على المشاركة في الاستفتاء على تعديل الدستور في المغرب يقدر بنحو 70.6 في المئة.
وأضافت الوكالة ان تلك التقديرات توقعات تستند الى احصاء من ثلثي مراكز الاقتراع في أنحاء البلاد. وكان محتجون دعوا الى مقاطعة الاستفتاء وتوقع البعض أن يقل الاقبال عن النصف.
ومن المتوقع صدور نتائج أولية في وقت لاحق الجمعة وتشير توقعات على نطاق واسع الى أن النتيجة ستكون الموافقة على التعديلات.
وأدلى المغاربة بأصواتهم يوم الجمعة في استفتاء على تعديلات دستورية عرضها الملك محمد السادس في محاولة لاسترضاء احتجاجات "الربيع العربي" فيما تشير التوقعات الى أن النتائج ستأتي بالموافقة بالرغم من دعوات المعارضة لمقاطعة التصويت.
ويمنح الدستور الجديد صراحة الحكومة صلاحيات تنفيذية لكنه يبقي الملك قائدا للجيش ويحفظ له صلاحياته الدينية والقضائية ولا يزال يتيح له حل البرلمان وان لم يكن بصورة منفردة كما هو الحال الان.
ولا يستجيب هذا لمطلب حركة (20 فبراير) التي تنظم احتجاجات في الشوارع وتريد ملكية برلمانية تخضع فيها صلاحيات الملك لرقابة مشرعين منتخبين.
دعت الحركة الى مقاطعة التصويت وتنظيم المزيد من الاحتجاجات بالرغم من أنها فشلت حتى الان في اجتذاب الدعم الكبير الذي لاقته الاحتجاجات الشعبية التي أطاحت برئيسي مصر وتونس في وقت سابق من العام.
وقالت سميرة المهندسة المتقاعدة بوزارة الزراعة في حي حسن بالعاصمة الرباط "قلت نعم طاعة لامير المؤمنين" في اشارة الى الدور الديني للملك.
واختلف اخرون.
وقال يونس دريوكي (29 عاما) ويعمل بائعا وهو في طريقه الى الشاطيء "لن أصوت لانني لم أتمكن من الحصول على بطاقتي الانتخابية ولاكون أمينا تماما أنا غير مهتم. اذا ما كانوا يقصدون الخير حقا لفعلوه منذ سنوات."
وبلغت نسبة الاقبال 48 بالمئة بحلول الساعة الرابعة مساء بالتوقيت المحلي (1500 بتوقيت جرينتش) بحسب وزارة الداخلية. ومن المتوقع أن تظهر النتائج في وقت متاخر السبت.
وفي عام 2007 صوت 37 بالمئة فقط في الانتخابات البرلمانية الاخيرة بينما في 2009 كان اقبال الناخبين 52 بالمئة في انتخابات المجالس المحلية.
وقال متحدث باسم الوزارة ان مراكز الاقتراع ستغلق في الساعة السابعة مساء بالتوقيت المحلي وستصدر النتائج الاولية في وقت متاخر الجمعة.
وقالت ليز ستورم المحاضرة في سياسات الشرق الاوسط بجامعة اكستر "تصويت كبير 'بنعم' بنسبة اقبال ضعيفة أو بطاقات اقتراع باطلة ليس نتيجة عظيمة."
وحقق الملك البالغ من العمر 47 عاما بعض النجاح في اصلاح الارث الكئيب من انتهاكات حقوق الانسان وتفشي الامية والفقر بعد أن انتهى حكم والده الذي امتد 38 عاما في سنة 1999 .
ومرتديا ردائه الاصفر وطربوشه الاحمر أدلى الملك بصوته في مركز اقتراع في مقر هيئة مكافحة الاحتكار في المغرب.
وفي حين يبدو أن شعبية الملك ستدفع كثيرا من الناخبين الى التصويت بنعم الا أن هامش النصر يمكن أن يتاكل أمام مشاعر السخط على ما يعتبر تفاوتا صارخا بين الاغنياء والفقراء وشعورا بالعزلة عن النخبة السياسية.
وأظهرت نتائج مسح الكتروني أجراه موقع لكم.كوم الاخباري المستقل أن 52 بالمئة من 51200 شملهم الاستطلاع قالوا انهم سيقاطعون الاستفتاء.
وقالت غالبية النسبة المتبقية انهم سيصوتون بنعم لكن مثل هذا الاقبال الضعيف سيثير التساؤلات بشأن مصداقية التصويت.
وقالت وزارة الداخلية ان نحو 13 مليونا سجلوا أسماءهم في الجداول الانتخابية وهو ما يقل بنحو ستة ملايين عن 19.4 مليون مغربي فوق 19 سنة كما يشير تعداد أجري عام 2009 .
وقال حميد بن شريفة المحلل في الجمعية المغربية للتضامن والتنمية ان الفارق قد يرجع الى ان الناخبين لم يحدثوا بيانات بطاقات الهوية بعد تغيير العناوين أو الى عدم الاهتمام بشؤون السياسة.
وتجمع حركة (20 فبراير) معا اسلاميين يسعون الى اقامة الخلافة الاسلامية ونشطاء من اليسار العلماني يركزون على ما يعتبرونه تفشيا للفساد.
ويقولون انهم سيواصلون معركتهم الجماعية من أجل اقامة ملكية برلمانية ومن أحجل مزيد من التقليص لصلاحيات الملك.