اكدت المعارضة اليمنية الثلاثاء استعدادها للمشاركة في محادثات برعاية خليجية في الرياض للبحث في "نقل السلطة"، بعدما اعلنت الحكومة بدورها نيتها حضور هذه المحادثات.
وقال المتحدث باسم المعارضة محمد قحطان ردا على سؤال حول الوساطة التي اطلقها مجلس التعاون الخليجي والدعوة لعقد محادثات بين الرئيس علي عبدالله صالح والمعارضة في الرياض، "نحن مع التفاهمات لنقل السلطة، رحبنا وقلنا سنحضر، ولكن لبحث نقل السلطة فقط".
واضاف ان "البلد لا يحتمل تأخير نقل السلطة، كل يوم يمر تهرق دماء كثيرة".
وشدد قحطان على ان المحادثات مع النظام اليمني لا تعني الحوار معه. وقال "نحن مع اي خيارات او تفاهمات لنقل السلطة من الرئيس صالح بشكل آمن وسريع. اما بالنسبة للحوار الوطني، فلا يمكن ان يتم الا في ظل الوضع الجديد، اي مع رئيس جديد".
واضاف "يجب ان يرحل الرئيس ويسلم السلطة لنائب من غير عائلته ونحن سنجلس ونتحاور مع هذا النائب"، مشيرا بذلك الى مبادرة المعارضة التي نصت على اطلاق حوار حول مرحلة انتقالية بعد تسليم صالح السلطة الى نائبه.
وكان مصدر مسؤول في الحكومة اليمنية اكد ترحيب الحكومة "بدعوة الاطراف اليمنية الى الحوار" ودعوة الاطراف لاجراء محادثات في الرياض.
الى ذلك، اقر قحطان بان مبادرة المعارضة لتسليم السلطة الى نائب الرئيس "سقفها منخفض بالنسبة لمطالب الساحة"، في اشارة الى تاكيد المعتصمين رفضهم للمبادرة ومطالبتهم بمحاكمة الرئيس اليمني وبرحيل "جميع رموز النظام".
الا ان قحطان اشار الى امكانية "اقناع الشباب ... بتاجيل او ترحيل او التراجع عن بعض مطالبهم مثل المحاكمة والملاحقة".
واشار قحطان، وهو المتحدث الرسمي باسم "اللقاء المشترك" الذي تنضوي تحت لوائه احزاب المعارضة البرلمانية، الى ان مبادرة المعارضة هي "محصلة لنقاشات حصلت مع السفراء الغربيين".
كما اشار الى وجود "موقف متقدم لفرنسا" بالنسبة لتسريع تنحي الرئيس.
وحول مخاوف واشنطن من استفادة تنظيم القاعدة من اي فراغ في السلطة في اليمن، قال قحطان ان "الرئيس نفسه انسحب من اماكن في ابين (جنوب) وسلمها الى القاعدة".
واتهم قحطان السلطة بانها "تتعمد حصول فراغ في الامن".
واضاف "اقول ان ايا كان سياتي لرئاسة اليمن بعد صالح سيكون افضل بالنسبة للتعاون الدولي ومكافحة الارهاب".
واكد ان "الشعب اليمني يرفض الارهاب ويرفض القاعدة، وهذا ليس مجرد كلام، فلليمن تاريخ منفتح على الاخرين وعلى التجارة، وهو بلد متفاعل مع جيرانه ومع محيطه الاقليمي والانساني الدولي".
وبحسب قحطان، فان "النظام حاول تضخيم كثير من الامور كما حاول ان يسوق بان اليمنيين مسلحون وستفلت الامور" لكن "المجتمع المدني اليوم في اليمن هو الذي يقود المشهد السياسي ويجب ان نحافظ على ذلك".
واتهم قحطان ما اسماها "ميليشيات الرئاسة" باطلاق النار على المتظاهرين.
واشار الى وجود "حركات تمرد" داخل الاجهزة الامنية الموالية للرئيس اليمني، بما في ذلك داخل قوات الامن المركزي والحرس الجمهوري، اذ ان "هناك من يرفض اطلاق النار على المدنيين على حد تعبيره".
وكان البيت الابيض اعرب الاثنين عن قلقه من استغلال القاعدة لاي "فراغ سياسي" في اليمن ودعا اليمنيين الى الحوار لتأمين انتقال سلمي للحكم.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الاميركية جاي كارني "اننا بطبيعة الحال قلقون من رؤية القاعدة وجماعات اخرى يحاولون استغلال فراغ سياسي في هذه الفترة من اعمال العنف".