أكد اللواء عبدالفتاح يونس، رئيس أركان قوات المعارضة الليبية، أن الثوار سيدخلون مدينة البريقة في القريب العاجل، موضحاً أنهم حصلوا على السلاح الذي كانوا يحتاجونه.
وقال يونس في مقابلة خاصة مع قناة "العربية" الإخبارية الجمعة ، إن وضع قوات الثوار أفضل كثيراً جداً وأنهم بدأوا الزحف على البريقة، وتدور اشتباكات بينهم وبين قوات القذافي في المدينة حالياً، وتوقع أن تتم استعادة السيطرة على المدينة خلال ساعات.
من جانبها، أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أن الحلفاء مستعدون لتمويل الثوار، مؤكدة أن التدخل العسكري حال دون وقوع سربرينيتشا جديدة، في إشارة لمذبحة سربرينيتشا التي ارتكبتها قوات الصرب في البوسنة.
ويأتي ذلك مع تمدد الصدع الليبي في جسم التحالف الدولي فبعد قرار إيطاليا عدم المشاركة في الغارات الجوية, اتهمت روسيا الحلف الأطلسي بتجاوز التفويض الذي منحته لها الأمم المتحدة.
ميدانياً، وصل صدى الغارات الجوية الى مدينتي سرت والعزيزية تزامناً مع تعبير الأمم المتحدة عن أسفها للعجز الكبير في تغطية نفقات الحاجات الانسانية في ليبيا.
قنابل عنقودية
واتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي باستخدام قنابل عنقودية في مدينة مصراتة التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة الليبية معرضة حياة المدنيين للخطر.
ويمكن للقنابل العنقودية التي تطلق من مدافع او صواريخ ان تنثر قنابل صغيرة في منطقة شاسعة. وذكرت جماعات انسانية ان هذه القنابل غالبا لا تنفجر على الفور وربما تنفجر بعد انتهاء صراع لتقتل او تبتر اطراف الناس.
وقالت هيومن رايتس ووتش في بيان ان القوات الحكومية اطلقت قنابل عنقودية على مناطق سكانية في مدينة مصراتة الواقعة في غرب ليبيا " معرضة المدنيين لخطر جسيم."
واضافت انها لاحظت انفجار ثلاث من مثل هذه القنابل في حي الشواهدة بالمدينة ليلة 14 ابريل نيسان.
وقالت على موقعها على الانترنت "فحص باحثون بقايا قنبلة عنقودية واجروا مقابلات مع شهود لهجومين اخرين بقنابل عنقودية على ما يبدو." وعرضت المنظمة على موقعها صورا لما وصفته ببقايا قنابل استخدمت في مصراتة.
وقال ستيف جوس مدير قسم الاسلحة بهيومن رايتس ووتش "من المروع ان تستخدم ليبيا مثل هذا السلاح.
"انها تعرض المدنيين لخطر جسيم خلال الهجمات بسبب طبيعتها العشوائية وفيما بعد بسبب القنابل المتناثرة التي لم تنفجر ومازالت تشكل خطرا."
وقال متحدث باسم المعارضة المسلحة في مصراتة وهي اخر جيب رئيسي للمعارضة المسلحة في غرب ليبيا لرويترز ايضا ان القوات الموالية للحكومة استخدمت قنابل عنقودية هناك.
ورفض موسى ابراهيم وهو متحدث باسم الحكومة الليبية هذه الادعاءات وقال انه يتحداهم ان يثبتوها.
وقال في اشارة الى وجود جماعات انسانية انه عند استخدام مثل هذه القنابل يبقى الدليل عليها لايام واسابيع والحكومة الليبية تعرف ان المجتمع الدولي سيأتي الى ليبيا بشكل كبير قريبا ومن ثم فلا يمكنها ان تفعل ذلك.
واضاف ان ليبيا دعت اليونيسيف لزيارة مصراتة السبت وان فريقا من الهلال الاحمر والصليب الاحمر سيذهب الى هناك
أطباء بلا حدود
من جانبه قال طبيب في منظمة "اطباء بلا حدود" الجمعة إن الاطباء في مدينة مصراتة الليبية المحاصرة سمحت بخروج مرضى مبكرا لاستقبال مصابين اخرين بسبب مشكلات في الاستيعاب.
وقال الدكتور مورتن روزتروب انهم يواجهون عددا كبيرا من الضحايا. وأوضح انهم "استقبلوا 30 مصابا جديدا امس ولتوفير الرعاية لهم اضطروا لإخراج بعض المرضى مبكرا عن موعدهم...لإتاحة مجال لعلاج المصابين الجدد".
وكان روزتروب يتحدث من على متن سفينة مساعدات تشغلها المنظمة بعد مغادرتها مصراتة الجمعة متوجهة الى تونس وعلى متنها 65 مصابا بعضهم في حالة خطيرة اصيبوا في القتال مع قوات للعقيد معمر القذافي.
ورست السفينة في وقت سابق صباح الجمعة في مصراتة ثالث اكبر المدن الليبية بعد فشلها في القيام بذلك يوم الخميس بسبب القصف العنيف. وقال روزتروب انه زار مستشفيات مصراتة لمعرفة اي المرضى الذين يتعين نقلهم معه الى تونس.
وقال: "يعملون (الاطباء) بشكل جيد. بحوزتهم بعض المعدات... ينقصهم جراحي اعصاب وهي مشكلة".
وقالوا ان هجوما صاروخيا من قبل قوات القذافي على منطقة سكنية ادى لمقتل 23 شخصا يوم الخميس وان القصف العنيف تسبب في غلق ميناء المدينة الذي يمثل شريان الحياة لها.
وقال السكان انهم والآلاف من المهاجرين العمال العالقين يواجهون نقصا في المواد الغذائية الاساسية والامدادات الطبية ويملكون فقط بعض الكميات من المياه وامدادات الطاقة.
وقال روزتروب ان فريقا من اطباء بلا حدود زار معسكرا اغلبه لافارقة من جنوب الصحراء فقدوا الامل في المغادرة". ومضى يقول: "انهم يرغبون في ترك المدينة ...(انهم) يعيشون في ظروف بائسة جدا".
واضاف: "يعيشون حول شارع توجد بعض المياه التي تقدم لهم ولكنهم يشكون من نقص المؤن الغذائية ليسوا في مأوى مناسب. يعتمدون على اغطية بلاستيكية وبطاطين".
وأوضح ان المرضى الذين نقلوا الى تونس اغلبهم مصابون بطلقات نارية وجروح من شظايا. وان عشرة منهم حالتهم خطيرة.
وأضاف: "نعمل باستمرار على تحسين أحوال المرضى نقدم لهم سوائل ومضادات حيوية. اشعر بالسعادة لان احوال العديد من المرضى باتت مستقرة حتى الآن وآمل فقط ان تستمر كذلك".
إجلاء 1200 مهاجر
من جانبها أعلنت المنظمة الدولية للهجرة في بيان انها أجلت الجمعة بحرا نحو 1200 مهاجر كانوا عالقين في مرفأ مصراتة التي تحاصرها قوات الزعيم الليبي معمر القذافي وتشهد مواجهات دامية.
وأوضحت المنظمة أن "قرابة ال1200 مهاجر كانوا عالقين في مصراتة منذ اندلاع الازمة الليبية قبل شهرين تم اجلاؤهم بواسطة سفينة استأجرتها المنظمة الدولية للهجرة".
واضافت "انهم الان في طريقهم إلى بنغازي" شرق ليبيا معقل الثوار.
وسيمضي هؤلاء فترة من الزمن في بنغازي في مخيمات للنازحين قبل التوجه إلى مصر حيث سيتم اعادتهم إلى بلدانهم الأصلية.
ووصلت السفينة اليونانية "ايونيين سبيريت" التي أبحرت من مرفأ بنغازي وعلى متنها 400 طن من المساعدات الإنسانية بما فيها مواد غذائية وأدوية، بعد ظهر الخميس إلى مصراتة.
وتتوقع المنظمة الدولية للهجرة اجلاء نحو 8300 عامل مهاجر من المرفأ المحاصر، وغالبيتهم من بنغلادش ومصر.
واشارت المنظمة ايضا الى ان الاشخاص الذين تمكنوا من مغادرة مصراتة الجمعة خصوصا من النساء والاطفال والمسنين الذين يعتبرون الاكثر ضعفا، هم "ضعفاء جدا ويعانون نقصا في المياه".
وبذلك، فإن وضع هؤلاء المهاجرين مقلق للغاية بحسب المنظمة، اذ يعيش جميعهم في مصراتة في ظروف كارثية ويعانون سوء تغذية ويفتقدون للملجأ كما انهم محرومون من مياه الشفة والخدمات الطبية.
وذكرت منظمة الهجرة الدولية ان عملية اجلائهم "الجوهرية" كانت مرتقبة منذ اسابيع عدة الا انها تعطلت حتى الان بسبب المشاكل الامنية ولكن ايضا بفعل النقص في الاموال.
وحذرت المنظمة الانسانية التي تتخذ من جنيف مقرا لها، الجمعة من ان امكاناتها لا تكفي الا لتمويل عمليتي اجلاء بحري وان عملياتها في ليبيا كانت عرضة لخطر جدي بسبب النقص في الاموال المقدمة من جانب المانحين.
واشارت إلى انها لم تتلق حتى اللحظة الا 60 مليونا من أصل مبلغ ال158 مليون دولار التي طالبت بها لمساعدة مئات آلاف الأشخاص في ليبيا