القوات السورية تعتقل العشرات في مدينة حماة

تاريخ النشر: 06 يوليو 2011 - 04:38 GMT
القوات السورية تعتقل العشرات في مدينة حماة
القوات السورية تعتقل العشرات في مدينة حماة

قال ناشطون ان قوات الامن السورية اعتقلت عشرات الاشخاص في حماة يوم الاربعاء بعدما قتلت بالرصاص ما يصل الى 22 شخصا. وقالت منظمة العفو الدولية ان سوريا ربما تكون قد ارتكبت جرائم ضد الانسانية في أعمال قمع وقعت في وقت سابق.
وما زالت الدبابات متمركزة خارج حماة التي شهدت واحدة من أكبر الاحتجاجات ضد الرئيس بشار الاسد. وشهدت المدينة أيضا قمعا دمويا ضد اسلاميين قبل نحو 30 عاما.
ولكن بعض الدبابات تحركت لتتمركز في مواقع بعيدة عن المدينة وقال مقيم ان قوات الامن تتركز الان بصورة أساسية حول مقر حزب البعث ومقر قيادة الشرطة ومجمع أمني تابع للدولة.
وقال عمار قربي رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان في سوريا ومقره القاهرة ان عدد الذين قتلوا يوم الثلاثاء ارتفع الى 22.
وأضاف أن المئات قد اعتقلوا.
وأفادت الوكالة العربية السورية للانباء أن شرطيا قتل في اشتباك مع جماعات مسلحة فتحت النار على قوات الامن وألقت قنابل بنزين وقنابل مسامير عليه. ولم يذكر تقرير الوكالة أي وفيات بين المدنيين ولكن قال ان بعض "المسلحين" أصيبوا.
ومنعت السلطات معظم وسائل الاعلام المستقلة من العمل في سوريا منذ اندلاع الاحتجاجات في مارس اذار وهو أمر يتعذر معه التحقق من التقارير التي ترد من النشطاء والسلطات.
وأخليت حماة من قوات الامن لنحو شهر بعد مقتل 60 محتجا على الاقل بالرصاص في الثالث من يونيو حزيران ولكن الفراغ الامني شجع المحتجين. وقال نشطاء يوم الجمعة ان 150 ألف شخص احتشدوا للمطالبة برحيل الاسد.
وفي اليوم التالي عزل الاسد محافظ حماة وأرسل دباباته وجنوده لمحاصرة المدينة مما يشير الى عملية عسكرية شبيهة بتلك التي نفذت في مراكز احتجاج أخرى.
وفي تقرير صدر يوم الاربعاء قالت منظمة العفو الدولية ان أعمال القمع التي جرت قبل شهرين ضد واحد من نقاط الاحتجاج وهي بلدة تلكلخ القريبة من الحدود مع لبنان ربما تشكل جريمة ضد الانسانية.
وحثت منظمة العفو الامم المتحدة على احالة سوريا الى المحكمة الجنائية الدولية وقالت ان تسعة أشخاص توفوا في المعتقل بعدما احتجزوا خلال العملية التي جرت في البلدة.
ووصفت المنظمة العملية بأنها "عملية أمنية مروعة" اعتقل فيها عشرات الرجال ومعظمهم تعرضوا للتعذيب.
وقال بعض المحتجزين لمنظمة العفو انهم تعرضوا للضرب و"للشبح". وهو وضع تكون فيه الضحية مربوطة من المعصمين في قضيب مرتفع عن الارض بحيث تكون واقفة على أطراف أصابع قدميها لفترة طويلة.
وقال رجل عمره 22 عاما لمنظمة العفو انه جرى تقييده في وضع الشبح وتعرض للصعق الكهربائي في مواضع من جسده وفي الخصيتين خلال اعتقاله على مدى خمسة أيام في حمص.
وأضافت "تعتبر منظمة العفو أن الجرائم التي ارتكبت في تلكلخ يمكن تصنيفها بأنها جرائم ضد الانسانية حيث يبدو أنها جزء من هجوم واسع ومنهجي على السكان المدنيين."
وتقول جماعات حقوقية ان قوات الامن السورية قتلت 1300 مدني على الاقل في مختلف أنحاء البلاد منذ بدء الاحتجاجات قبل 14 أسبوعا.
وتقول السلطات ان 500 من رجال الجيش والشرطة قتلوا برصاص مسلحين. وتحمل المسلحين أيضا المسؤولية عن معظم وفيات المدنيين.
ورد الاسد على الاحتجاجات بمزيج من أعمال القمع وتقديم التنازلات فوعد باجراء حوار وطني مع المعارضة. ومن المقرر اجراء محادثات مبدئية بشأن الحوار يوم الاحد.
وترفض كثير من الشخصيات المعارضة الحوار مع استمرار القتل والاعتقالات. ويقول دبلوماسيون ان أحداث حماة ستكون مقياسا لما اذا كان الاسد سيختار بين التركيز على الحل السياسي أو العسكري للاضطرابات.
وسعى بعض أهالي حماة لسد الطرق المؤدية الى الاحياء السكنية الرئيسية في المدينة بحاويات للقمامة واخشاب والواح معدنية في محاولة واطارا مشتعلة لمنع تقدم محتمل للقوات.
ونقل ناشطون عن مقيمين في حماة القول ان امدادات المياه قطعت عن المدينة وانها باتت تستهلك مياها من مخزون الطوارئ.
وكان الاسد الاب الذي حكم سوريا 30 عاما حتى وفاته في 2000 قد ارسل قواته الى حماة في 1982 لسحق انتفاضة قادها اسلاميون في المدينة.
وأدى ذلك الى مقتل عدة الاف وربما وصل العدد الى 30 ألفا. وترددت شعارات على لسان محتجي حماة في الاسابيع الماضية تلعن روح حافظ الاسد في تذكير بأثر الجرح الغائر الذي لحق بالمدينة.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن