مظاهرات حاشدة سترافق الجنازات: الأمن السوري يمارس الإعتقال التعسفي

تاريخ النشر: 24 أبريل 2011 - 07:33 GMT
من إحتجاجات الغضب ضد النظام السوري
من إحتجاجات الغضب ضد النظام السوري

صرح ناشط حقوقي ان القتلى الذين سقطوا السبت خلال جنازات لمتظاهرين قتلوا قبل يوم سيشيعون الاحد في جنوب سوريا وسيلي تشييعهم تظاهرة كبيرة ضد السلطات السورية.

وقال هذا الناشط في حقوق الانسان لوكالة (فرانس برس) طالبا عدم كشف هويته ان: "الجنازات ستجري بعد صلاة الظهر وستليها تظاهرة كبيرة ضد النظام"، مشيرا الى انه يتوقع مشاركة "عشرات الآلاف" في تشييعهم.

وقتل 13 شخصا على الاقل بالرصاص في سوريا السبت اثناء تشييع قتلى سقطوا الجمعة في تظاهرات ضد النظام.

وقال الناشط ان: "عشرات السيارات بمختلف انواعها ستغادر درعا والقرى المجاورة لها للمشاركة في دفن اربعة شهداء قتلوا امس (السبت) في نوى" التي تبعد ثلاثين كيلومترا عن مدينة درعا).

واضاف الناشط نفسه ان "السيارات تجوب الان درعا مرورا بجامع العمري ومركز المدينة وستقوم خلال جولتها بنقل السكان الراغبين بالمشاركة في التشييع الى مدينة نوى".

وسقط القتلى الاربعة بينما كانوا يشاركون في تشييع متظاهرين قتلوا الجمعة في ازرع قرب درعا.

واكد الناشط ان "الاستعدادت للتظاهرة (التي ستلي التشييع) اتخذت"، مشيرا الى انه سترفع خلالها "لافتات كتب عليها عبارات مناهضة للنظام" ومطالب من بينها "اسقاط المادة الثامنة من الدستور" وحل الفروع الامنية واحالتها الى المحاكم المختصة".

إعتقالات تعسفية

وفي سياق متصل اعلنت منظمات حقوقية سورية الاحد ان السلطات في دمشق اعتقلت الناشط الحقوقي دانيال سعود رئيس لجان الدفاع عن الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان في سورية، وعضو اللجنة التنفيذية في الشبكة الاورومتوسطية لحقوق الإنسان .

وقال بيان لمنظمات حقوقية تلقت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) الأحد نسخة منه إن: "اعتقال الحقوقي والمعتقل السياسي السابق جاء أمس السبت على خلفية نشاطه الحقوقي في سورية، وهو لايزال قيد الاعتقال حتى لحظة إصدار هذا البيان".

ودان البيان اعتقال سعود قائلا: "إننا في المنظمات الموقعة على هذا البيان، ندين ونستنكر اعتقال دانيال سعود ونبدي قلقنا البالغ على مصيره، ونطالب بالإفراج الفوري عنه، دون قيد أو شرط".

وتابع: "كما ندين استمرار الأجهزة الأمنية بممارسة الاعتقال التعسفي على نطاق واسع خارج القانون، بحق المعارضين السوريين ومناصري الديمقراطية وحقوق الإنسان، والمتظاهرين السلميين وذلك بالرغم من إلغاء حالة الطوارئ في سورية منذ أيام".

 وقال نشطون حقوقيون  الاحد ان الشرطة السرية السورية داهمت منازل قرب العاصمة دمشق خلال الليل وذلك في الوقت الذي تصاعدت فيه المعارضة الشعبية للرئيس بشار الاسد في اعقاب ادمى هجمات ضد المحتجين المطالبين بالديمقراطية.

وقتلت قوات الامن ومسلحون موالون للاسد 112 شخصا على الاقل في اليومين الماضيين عندما اطلقوا النار على محتجين يطالبون بالحريات السياسية وانهاء الفساد يوم الجمعة وخلال تشييع جنازات الضحايا بعد ذلك بيوم.

وكانت تلك ادمى هجمات واكبر مظاهرات منذ تفجر الاحتجاجات في مدينة درعا بجنوب سوريا قرب الحدود مع الاردن قبل خمسة اسابيع.

وردد المحتجون السبت هتافات وصفت الاسد بانه خائن وجبان وطالبته بأخذ جنوده الى الجولان منتقدين الرئيس السوري لاطلاقه قواته ضد شعبه بدلا من تحرير مرتفعات الجولان المحتلة.

واقتحم رجال امن في ملابس مدنية مشهرين بنادق هجومية منازل في ضاحية حرستا بعد منتصف الليل مباشرة واعتقلوا نشطين في المنطقة المعروفة باسم الغوطة .

والغى الاسد قانون الطواريء الاسبوع الماضي في محاولة لتهدئة المحتجين وتخفيف الانتقادات الدولية لاستخدام القوة المميتة ضد المدنيين. وفرض قانون الطواريء في سوريا منذ ان سيطر حزب البعث على السلطة قبل 48 عاما.

ويقول المعارضون ان قمع المتظاهرين والاعتقالات التي اعقبت ذلك تظهر ان هذه الخطوة جوفاء.

وأبعد الاسد معظم وسائل الاعلام الاجنبية من البلاد خلال حملته على المحتجين ومن ثم يصعب التحقق من التقارير المستقلة لاعمال العنف.

ويستخدم المتظاهرون الانترنت لبث صور اعمال العنف.

واظهر شريط مصور بث على موقع يوتيوب على الانترنت حشدا يقوم بمسيرة يوم الجمعة قرب مسجد العباسي في دمشق وهو يهتف " الشعب يريد اسقاط النظام" قبل سماع اصوات اطلاق نار.

ورفع المتظاهرون ايديهم ليظهروا انهم غير مسلحين. وزادت كثافة اطلاق النار . وسقط شاب على الارض والدماء تنزف من رأسه وظهره. وقام رفاقه بحمله ولكنهم وضعوا جثمانه على الارض عندما استؤنف صوت اطلاق النار.

وفي قرية عبادة الواقعة على بعد عشرة كيلومترات من دمشق قال نشطون حقوقيون ان قوات الامن منعت اشخاصا اصيبوا خلال احتجاجات يوم الجمعة من الوصول الى المستشفيات. وقال رجل دين في اتصال من بلدة نوى قرب درعا ان سكانا ابلغوه ان قوات الامن اطلقت النار بشكل عشوائي.

وتجاهل الاسد (45 عاما) الذي تدعمه عائلته وجهاز أمني مهيمن بسلطة مطلقة في سوريا مطالب لتغيير نظام استبدادي تجاوزه الزمن ورثه عندما خلف والده الراحل الرئيس حافظ الاسد في عام 2000.

وفي خطوة لم تكن متصورة في سوريا قبل خمسة اسابيع فقط استقال نائبان من درعا في البرلمان السوري يوم السبت احتجاجا على قتل المحتجين.

وامتدت الاحتجاجات التي وقعت في مطلع الاسبوع من مدينة اللاذقية الساحلية الى حمص وحماة ودمشق وضواحيها وبلدات جنوبية. وقال نشطون حقوقيون ان عدد القتلى ارتفع الى نحو 350 مع اختفاء العشرات منذ تفجر المظاهرات في 18 مارس اذار.

الإتحاد الأوروبي

أدانت الممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون استخدام القوة "الوحشية" ضد المتظاهرين في سوريا، ودعت السلطات السورية إلى وقف استخدام العنف "غير المقبول" فوراً.

وقالت آشتون في بيان "أدين استخدام القوة الوحشية ضد المتظاهرين في سوريا، الذي يؤدي لسقوط كثير من الضحايا"، مضيفة أن "على السلطات السورية أن توقف فوراً ردها العنيف وتحترم بشكل كامل حق المدنيين في التظاهر السلمي".

وعبّرت عن الأسف لسقوط عدد كبير من المتظاهرين يوم الجمعة الماضي في سوريا، وقالت إن هذا القتل "مريع وغير مقبول"، داعية إلى ضرورة إخضاع كل المسؤولين عن هذه "الجرائم" للعدالة ومحاسبتهم على أفعالهم.

وأشارت إلى إعلان الرئيس السوري بشار الأسد الخميس الماضي عن ثلاثة مراسيم تتعلق برفع حالة الطوارئ في البلاد، وإلغاء محكمة أمن الدولة العليا، وحق التظاهر السلمي، لكنها اعتبرت أن "الإصلاح الموثوق يمكن قياسه فقط عبر تحسينات حقيقية على الأرض".

ودعت المسؤولة الأوروبية الحكومة السورية إلى إجراء إصلاحات سياسية عميقة بدءاً باحترام الحريات والحقوق الأساسية وحكم القانون.

وقالت "من الضروري البدء بهذه الإصلاحات حالاً وإتباع جدول زمني محدد".

وجددت استعداد الاتحاد الأوروبي لدعم، عملية إصلاح حقيقية عند إطلاقها في سوريا، وقالت إن "هذه العملية يمكن أن تصبح ممكنة فقط عند وضع نهاية فورية لكل العنف القمعي".