اكد الزعيم الليبي معمر القذافي في تسجيل صوتي بثه التلفزيون الحكومي الاحد غداة بدء العملية العسكرية للتحالف انه سينتصر داعيا الغرب الى "مراجعة حساباته والتراجع".
وقال القذافي ان "المهاجمين مهزومون ونحن لن نتراجع ابدا، ولن نموت انتم ستموتون وسنبقى احياء وننتصر، مبينا أن الغرب أعطاه فرصة ليقود ثورة جماعية عالمية، وأن الكرة الأرضية ستتحول إلى جماهيريات.
واضاف "انتم بامكانكم ان تتراجعوا وتنسحبوا وتذهبوا الى بلدانكم وقواعدكم لكن نحن هذه ارضنا (...) انتم بامكانكم ان تراجعوا حساباتكم وترجعون".
من جهة اخرى، اكد القذافي انه لن يترك الغرب يتمتع بنفط ليبيا، مشددا على ان التحالف الذي بدأ هجومه السبت "سيسقط كما سقط هتلر ونابوليون وموسوليني".
وقال ان "الليبيين على استعداد للاستشهاد"، موضحا "نحن نوزع السلاح على الشعب الليبي كله (...) وكل من يتعاون مع الحلف الصليبي سيتم القضاء عليه في بنغازي واي مكان اخر".
وقال الزعيم الليبي إن الضربات الجوية التي شنتها دول غربية على ليبيا تصل الى حد الإرهاب وأضاف أنه سيهزم أعداءه.
وقال القذافي إن بلاده تستعد لحرب طويلة وإن جميع الليبيين يحملون السلاح للدفاع عن بلادهم.
واضاف "ليبيا تتعرض لعدوان ليس له مبرر وسنقاتل على ارضنا ولن نتركها."
وبث التلفزيون صوت القذافي دون أن يعرض لقطات له.
من جهة ثانية قال موفد "روسيا اليوم" الى الحدود الليبية المصرية الأحد أن هناك بوادر انشقاق بين المعارضة الخارجية التي بدأ يتدفق اعضاؤها الى بنغازي من دول المنفى من جهة والمجلسين العسكري والانتقالي من جهة اخرى.
واشار موفد "روسيا اليوم" الى ان الحديث يدور من قبل المعارضة الخارجية حول ضرورة رحيل المجلسين العسكري والانتقالي بحجة ان قياداتيهما لا تملتكان الخبرة السياسية الكافية للتحكم في قيادة دفة الثورة، وأن الطبقة الوسطى والمثقفة سياسيا هي من يجب ان تقوم بهذا الدور.
واوضح الموفد أن أفراد المعارضة الخارجية التي بات أعضاؤها ينشطون في بنغازي بدأوا بتوجيه الانتقادات للمجلسين العسكري والانتقالي في محاولة لإزاحتهم وفسح المجال أمام السياسيين الذين لديهم باع طويل في معارضة نظام القذافي.
ضربات بريطانية
ميدانيا رأى مراسل وكالة رويترز الأحد، مقاتلين من المعارضة المسلحة على متن عدد من الشاحنات رباعية الدفع عليها رشاشات ثقيلة متجهة إلى بلدة اجدابيا في شرق ليبيا بعد ضربات جوية غربية.
ودمرت الضربات الجوية التي بدأت بعد قرار من الأمم المتحدة يسمح بالعمل العسكري العشرات من المركبات العسكرية للقوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي.
وشاهد المراسل خمس جثث على الأقل على الأرض قرب مركبات دمرتها الهجمات، منها جثة في خلفية سيارة إسعاف محترقة.
مصراتة محاصرة
وعن الوضع الحالي، قال أحد سكان مصراتة الاحد إن القوات الموالية للزعيم اللبيبي مازالت تطوق مصراتة التي تسيطر عليها قوات المعارضة، وإنها وضعت قناصة فوق أسطح المباني في وسط المدينة.
وقال محمد في مكالمة هاتفية: "القناصة يتمركزون فوق ثلاثة مبان في الشارع الرئيسي بالبلدة. إنهم مستعدون فيما يبدو لإطلاق النار على أي شيء متحرك، لا أحد يجرؤ على المرور بهذا الشارع".
قصف بريطاني
وإلى ذلك، أعلن مسؤولون في وزارة الدفاع البريطانية فجر الأحد أن مقاتلات بريطانية من طراز تورنيدو شنت غارات جوية على ليبيا.
وقال المتحدث باسم الجيش الجنرال جون لوريمر "يمكنني الآن التأكيد أن سلاح الجو الملكي البريطاني أطلق أيضا صواريخ "ستورمشادو" انطلاقا من عدد من مقاتلات تورنيدو جي ار 4".
وذكرت مصادر رسمية أن الطائرات أقلعت من شرق إنكلترا وحلقت مسافة 4800 كلم قبل ان تطلق صواريخها وتعود الى قاعدتها.
وصرح وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس بأن الغارات "هي أبعد مهمة ينفذها سلاح الجو البريطاني منذ حرب المالوين" ضد الأرجنتين في 1982.
ورافقت طائرة تزويد بالوقود وطائرة مراقبة المطاردات، حسب المصدر نفسه.
ليبيا تعلن مقتل 48 شخصا
وقد استهدفت غارات جوية فجر الأحد مدينة طرابلس، وأطلقت المضادات الأرضية التابعة لقوات العقيد معمر القذافي النار، نقلاً عن وكالة ألأنباء الفرنسية.
وحلقت طائرة حربية في أجواء منطقة إقامة القذافي في باب العزيزية جنوب طرابلس، فيما دوت أصوات انفجارات عدة.
وأطلقت مضادات أرضية موجودة في مكان إقامة القذافي ومحيطه وفي مناطق أخرى في طرابلس بعيد الساعة الثانية النار مخلفة سحبا حمراء في الجو.
إلى ذلك، قال مصدر في النظام الليبي إن الغارات الغربية على ليبيا أسفرت عن مقتل 48 شخصا على الأقل، بينهم 26 في طرابلس.
وأكدت القوات المسلحة الليبية حصيلة القتلى هذه في بيان نشرته وكالة الأنباء الليبية، مضيفة أن 150 شخصا جرحوا. وأشارت إلى أن غالبية القتلى هم أطفال أو نساء أو أشخاص مسنون.
وأعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا أنها أطلقت أكثر من 110 صواريخ من نوع توماهوك من سفن وغواصات على أكثر من 20 هدفا على الساحل الليبي من بينها أنظمة للدفاع الجوي ومواقع اتصال استراتيجية.