السوريون يشيعون قتلى الإحتجاجات وتوقعات بتجدد المواجهات

تاريخ النشر: 23 أبريل 2011 - 07:10 GMT
القوات النظامية ومسلحين موالين للاسد قتلوا بالرصاص 88 مدنيا على الاقل يوم الجمعة.
القوات النظامية ومسلحين موالين للاسد قتلوا بالرصاص 88 مدنيا على الاقل يوم الجمعة.

تشيع  السبت في شتى انحاء سورية جنازات عشرات الضحايا من المحتجين المطالبين بالديمقراطية الذين لقوا مصرعهم برصاص  قوات الامن السورية. ويتوقع ان تجتذب هذه الجنازات حشودا ضخمة تشعل التحدي المتزايد ضد الرئيس السوري بشار الاسد.

وقال احد نشطاء حقوق الانسان السوريين ان الجنازات ستتحول الى احتجاجات ملتهبة مثل الجنازات السابقة، مضيفا انه عندما تكون هناك اجهزة امن من السفاحين يصعب الاعتقاد بانها لن تطلق النار على الحشود، مؤكدا انه من المرجح ان تلي ذلك دورة اخرى من الجنازات والمظاهرات.

وقال تجمع لناشطين يقوم بتنسيق المظاهرات ان قوات نظامية ومسلحين موالين للرئيس بشار الاسد قتلوا بالرصاص 88 مدنيا على الاقل يوم الجمعة.

وقالت لجنة التنسيق المحلية  ان القتلى الـ88 لقوا حتفهم في مناطق تمتد من ميناء اللاذقية حتى حمص وحماة ودمشق وقرية اذرع الجنوبية.

هذا وكان يوم الجمعة الماضي اليوم  الاكثر دموية خلال شهر من المظاهرات المطالبة بالحريات السياسية وانهاء الفساد في سورية التي يبلغ عدد سكانها 20 مليون نسمة.        

وقال الناشط الحقوقي السوري محمد عبد الله من واشنطن ان النظام السوري يمارس نفس عمليات القتل التي ترتكبها كتائب القذافي في ليبيا، مشيرا الى ان الحالة السورية تكاد تتطابق مع الحالة الليبية.

واشار عبد الله الى ان النظام السوري يصرح بكلام جميل ومنمق ويرتكب المجازر بحق شعبه في نفس الوقت.

واضاف عبد الله ان ما ترتكبه الاجهزة الامنية السورية في حق المتظاهرين هو قمع وحشي ضد المتظاهرين وغير مقبول على الاطلاق.

أوباما يدين          

واعلن الرئيس الامريكي باراك اوباما الجمعة انه يجب وضع حد للقمع الدموي للمحتجين في سورية واتهم دمشق بالسعي الى الحصول على دعم ايراني. وصدر عن الرئيس الامريكي بيان شديد اللهجة ورد فيه انه "لابد من وضع نهاية الان لهذا الاستخدام المفرط للعنف لاخماد الاحتجاجات".

واكد رئيس الولايات المتحدة في بيانه ان قيام الحكومة السورية بالغاء قانون الطوارئ الذي كان ساري المفعول على مدى عقود لم يؤد الى احلال الاستقرار في البلاد. واتهم اوباما الرئيس السوري بشار الاسد بالسعي الى "الحصول على مساعدة ايرانية لقمع المواطنيين السوريين من خلال نفس الاساليب الوحشية التي يستخدمها حلفاؤها الايرانيون".

واشار الى ان الولايات المتحدة منذ بداية الاحتجاجات دعت السلطات السورية أكثر من مرة الى اجراء الاصلاحات، إلا ان الحكومة السورية كانت ترفض احترام حقوق الشعب.

وقال الرئيس الاميركي "اننا نعارض بشدة طريقة معاملة الحكومة السورية لمواطنيها ونواصل الاعتراض على سلوكها المستمر المزعزع للاستقرار". واضاف قوله ان الولايات المتحدة ستظل تقف الى جانب الديمقراطية والحقوق العالمية التي يستحقها الشعب السوري وكل الشعوب في العالم.

بان كي مون

وفي نفس السياق طالب بان كي مون الامين العام لهيئة الامم المتحدة بوقف فوري للعنف في سورية حيث قتل واصيب بجروح عدد كبير من الناس يوم الجمعة 22 ابريل/نيسان. وجاء في بيان نشر بهذا الصدد ان الامين العام يعيد الى اذهان السلطات السورية وجوب التزامها باحترام حقوق الانسان بما في ذلك حرية التعبير والتجمع وحرية الصحافة. ويرى بان كي مون ان من اللازم اجراء حقيق مستقل وشفاف في كل عمليات القتل.

ويشار في البيان الى ان الامين العام اخذ بعين الاعتبار رفع حالة الطوارئ في سورية والاصلاحات التي اعلن عنها الرئيس السوري بشار الاسد. ويعتقد ان الحوار الواسع وتحقيق الاصلاحات بشكل فعال، لا غير قد يستجيب لاماني الشعب السوري ويضمن احلال السلام و النظام في البلاد.

البرلمان الأوروبي

من جانبه دعا رئيس البرلمان الاوروبي جيرزي بوزيك الى الافراج عن جميع السجناء السياسيين في سوريا.

وقال بوزيك "القمع العنيف للتظاهرات السلمية في سائر انحاء سوريا غير مقبول. يجب ان تتوقف اراقة الدماء منذ هذه اللحظة".

ورأى ان "على النظام السوري الاعتراف اخيرا بان الاوضاع تتغير والاستجابة للتطلعات المشروعة لشعبه. الناس لن بقبلوا بمجرد تصريحات".

وبعد ان دعا الى "نهاية اعمال القتل والتعذيب والاعتقالات الاعتباطية"، طالب بوزيك بالافراج عن "جميع السجناء السياسيين" وباجراء "تحقيق مستقل" حول مقتل المتظاهرين واطلاق ملاحقات قضائية بحق "المسؤولين عن عمليات تعذيب وتجاوزات اخرى".

كما دعا الى وقف الرقابة على وسائل الاعلام.