السوريون يستعدون لمظاهرات جديدة وإعتقال أمين عام الإتحاد الإشتراكي

تاريخ النشر: 01 مايو 2011 - 07:06 GMT
جانب من المظاهرات التي عمت مدينة درعا
جانب من المظاهرات التي عمت مدينة درعا

يستعد معارضون لتظاهرات جديدة اعتبارا من الاحد ، في الاسبوع السابع من الانتفاضة الشعبية ضد النظام، بعدما سقط 6 قتلى على الأقل نتيجة لقصف الجيش السوري الحي القديم في مدينة درعا قبل أن تقتحم قواته المدعومة بالدبابات أجزاء من المدينة.

وفي دمشق قال نشطاء إن العشرات من الاشخاص اعتقلوا في العاصمة وحولها. في المقابل أطلق ناشطون مبادرة للإصلاح السياسي، بينما نقلت وكالة سانا الرسمية عن رئيس الوزراء السوري الجديد عادل سفر قوله إن حكومته ستضع خطة كاملة لإصلاحات سياسية وقضائية واقتصادية.

وأعلنت مجموعة من المنظمات الحقوقية السورية الأحد ان السلطات السورية قامت ظهر أمس السبت باعتقال المحامي حسن إسماعيل عبد العظيم الأمين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي والناطق الرسمي باسم التجمع الوطني الديمقراطي.

وأكدت المنظمات في بيان تلقت وكالة الانباء الالمانية (د ب أ) نسخة منه "ان دورية أمنية تابعة لاحدى الجهات الأمنية قامت باعتقاله من مكتبه ظهر أمس السبت وسط دمشق خلف شارع النصر واقتادته إلى جهة مجهولة دون إبراز مذكرة قانونية تبرر أسباب هذا الاعتقال أو الجهة المسؤولة عنه".

ودانت المنظمات السورية الموقعة على البيان بشدة هذا الإجراء الذي ترافق مع حملة اعتقالات واسعة شهدتها معظم المدن السورية خلال الأيام الماضية بالرغم من إنهاء العمل بحالة الطوارئ.

وقالت المنظمات "إنها تعتبر أن الاعتقال التعسفي بصوره المختلفة أحد الظواهر الخطيرة التي تشكل التهديد الرئيسي للحق في الحرية والأمان الشخصي و ترى في هذا الإجراء مخالفة فاضحة للمادة 9 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وللمادة 9 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية السياسية".

وطالبت المنظمات السلطات السورية المختصة بالإفراج الفوري عن المعارض البارز والكشف عن مكان احتجازه والتهم التي تم توقيفه على خلفيتها وتمكينه من الحصول على المساعدة القانونية اللازمة".

وأضاف البيان "ان المنظمات الموقعة أدناه تجدد مطالبتها للسلطات السورية بضرورة طي ملف الاعتقال السياسي والإفراج عن كافة معتقلي الرأي والضمير والسجناء السياسيين في السجون السورية احتراما لتعهداتها الدولية الخاصة بحقوق الإنسان التي وقعت وصادقت عليها".

قتلى في درعا

ولا تزال الاخبار القادمة من درعا تتصدر الحدث السوري، فالانباء القادمة من هناك تفيد بأن الجيش الذي يحاصر المدينة قصف الحي القديم فيها، و أن دباباته تتجول في ذلك الحي السكني، ما اسفر عن سقوط قتلى هناك، كما أفاد شهود بأن قوات الامن عادت لتقتحم المسجد العمري من جديد، و كانت قوة من الشبيحة المسلحين اقتحمته في الثالث و العشرين من الشهر الماضي بحثا عن مسلحين و جرحى. وأظهرت الصور الجثث المكدسة لقتلى المدينة و القرويين الذين حاولوا كسر الحصار عنها في تظاهرات الجمعة. بينما تتوالى استقالات أعضاء من أهالي حوران من حزب البعث احتجاجا على ما يحدث في درعا وحصارها الخانق.

وقالت وكالات الانباء إن عشرات النساء تظاهرن امام مجلس الشعب في دمشق تضامنا مع درعا و المدن المحاصرة الاخرى، وأن الامن القى القبض على 11 امرأة منهن.

اقتراح مخرج سياسي

وضمن محاولات ايجاد مخرج سياسي للازمة الراهنة اقترح 150 ناشطا خريطة طريق أشبه بما حدث في مصر حين استلم الجيش الامر، ودعا هؤلاء الرئيس السوري بشار الاسد لان يقود بنفسه مسيرة التغيير هذه التي تنتهي بانتخابات رئاسية نزيهة ودستور جديد، قبل أن تفرض الثورة شروطها على حد ما جاء في المبادرة.

هذه المعطيات وما سبقها يشير الى أن عناصر المشهد السوري بدأت تختلف على الارض مع دخول الازمة أسبوعها السابع فالتظاهرات استمرت وبوتيرة أكبر وأوسع رغم الحل العسكري واستلام قيادة اركان الجيش زمام الامور على الارض.

اذ أبدت التظاهرات قدرة على خلق فضاءات جغرافية جديدة لها، فكلما حاصر الامن أو الجيش مدينة انتقلت التظاهرات الى أخرى، مدينة الرستن الواقعة بين حمص ودمشق أكبر دليل على ذلك. فهذه المدينة قاسمت درعا أكبر عدد من القتلى في تظاهرات الجمعة اذ سقط من أهلها خمسة وعشرون قتيلا حسب ما نقلته منظمات حقوقية، شعارات التظاهرات بدأت تتغير كذلك، فمن المطالبة بالحرية و الكرامة ، الى المطالبة باسقاط النظام انتهاء باستهداف الرئيس شخصيا.