السلطات السورية تنفي وجود مقبرة جماعية في درعا

تاريخ النشر: 17 مايو 2011 - 09:35 GMT
صورة من تسجيل فيديو تظهر جثتين في ما قال نشطاء انها مقبرة جماعية في درعا.
صورة من تسجيل فيديو تظهر جثتين في ما قال نشطاء انها مقبرة جماعية في درعا.

نفت السلطات السورية الثلاثاء وجود مقبرة جماعية في درعا مؤكدة ان الخبر الذي تناقلته وسائل الاعلام عن اكتشافها "عار عن الصحة".

ونقلت وكالة سانا الرسمية عن مصدر مسؤول بوزارة الداخلية قوله ان "بعض محطات التلفزة ووسائل الاعلام نقلت في سياق حملة التحريض والافتراء والفبركة التي تشنها ضد سورية ومحاولاتها المستمرة للنيل من استقرارها وأمن مواطنيها خبرا عن شهود عيان حول وجود مقبرة جماعية في درعا".

واكد المصدر ان "هذا النبأ عار عن الصحة جملة وتفصيلا" مشيرا الى ان "مواطنينا واعون لهذه الحملة المغرضة التي باتت مكشوفة في أهدافها وتوقيتها وخاصة مع استعادة درعا بشكل تدريجي لحياتها الاعتيادية".

وكان رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان عمار القربي اعلن لوكالة فرانس برس الاثنين في اتصال هاتفي ان اهالي مدينة درعا الواقعة جنوب العاصمة والتي انطلقت منها موجة الاحتجاجات غير المسبوقة في سوريا "اكتشفوا وجود مقبرة جماعية في درعا البلد".

واضاف القربي ان السلطات السورية "سارعت إلى تطويق المكان ومنع الناس من اخذ الجثث بعد وعدهم بتسليم عدد منها".

وبث ناشطون سوريون صورا على الانترنت تظهر انتشال جثث من قبر جماعي مؤكدين انها التقطت في درعا.

ويقول سكان في درعا ان مئات الاشخاص فقدوا منذ دخلت الدبابات والجنود المدينة الشهر الماضي لسحق أولى الاحتجاجات ضد حكم الاسد الممتد منذ 11 عاما.

وقال السكان ان قرويين يحفرون في ارض زراعية على مشارف المدينة عثروا على الجثث المتحللة لعبد العزيز ابي زيد (62 عاما) وابنائه الاربعة بالاضافة الى جثتي امرأة مجهولة وطفلها.

ولم يتضح على الفور متى لقوا حتفهم لكن سكان درعا يقولون ان عشرات المدنيين قتلوا خلال الهجوم العسكري على الحي القديم بالمدينة.

وتقول جمعيات حقوقية سورية ودولية ان القوات السورية قتلت ما لا يقل عن 700 مدني في شتى أنحاء البلاد منذ اندلعت الاحتجاجات فى درعا يوم 18 مارس اذار.

ولم يتسن التحقق من صحة نبأ المقبرة الجماعية من مصدر مستقل.

وألقت السلطات باللوم في الجزء الاكبر من العنف على جماعات مسلحة مدعومة من اسلاميين وقوى خارجية قالوا انها قتلت أكثر من 120 فردا من قوات الامن.

وقال سكان في درعا ان الدبابات لا تزال ترابط في التقاطعات المرورية الرئيسية في المدينة وعلى مشارفها لكن السلطات خفضت فترة حظر التجول ثلاث ساعات لتسمح للمواطنين بالوجود في الشارع حتى الساعة الخامسة مساء (14 بتوقيت جرينتش).

وقالت الوكالة العربية السورية للانباء (سانا) ان الاسد التقى بوفد من درعا وبحث معهم ما وصفته الوكالة بالمناخ الايجابي بالمدينة اثر التعاون بين السكان والجيش.

والى الشمال تمركزت 15 دبابة سورية على الاقل حول العريضة قرب بلدة تلكلخ الحدودية التي دخلها الجنود يوم السبت بعدما اندلعت احتجاجات ضد الاسد مما دفع عشرات الاسر الى الفرار للبنان.

وقالت جماعة نشطة تمثل محتجين ان سبعة مدنيين سوريين على الاقل قتلوا يوم الاحد عندما قصفت القوات البلدة كما قتلت نيران القناصة مدنيا اخر يوم الاثنين ليرتفع بذلك عدد القتلى في هجوم الجيش منذ يوم السبت الى 12 .

وقالت الوكالة العربية السورية للانباء ان خمسة جنود قتلوا في مواجهات مع جماعات مسلحة في تلكلخ.

وقال احد السكان ان هناك قصفا متقطعا ونيران اسلحة الية في تلكلخ يوم الاثنين لكن الجيش لم يتقدم فيما يبدو عن مشارف البلدة.

وقال محمد الدندشي لرويترز من البلدة عبر هاتف يعمل بالاقمار الصناعية "تلكلخ مدينة أشباح. لا يوجد أطباء والصيدليات مغلقة. القناصة يعتلون أسطح المستشفى الرئيسي. قطعت الهواتف وامدادات الماء والكهرباء."

ووفد عدد محدود من الاسر من قرية أخرى الى لبنان يوم الاثنين ووصل كذلك مدنيان من تلكلخ طلبا للرعاية الطبية في لبنان.

وتحاول قوات الجيش والشرطة السورية اخماد مظاهرات في أنحاء البلاد والتي تدعو الى الاطاحة بالاسد منذ شهرين تقريبا. وتعمد هذه القوات الى التركيز على منطقة بعينها لعدة أيام وتقصفها بقذائف الدبابات والاسلحة النارية وتقوم باعتقالات جماعية حتى تخضعها ثم تنتقل لمنطقة أخرى.

وتنتشر قوات مدعومة بالمدرعات الان في بلدات وقرى في أنحاء منطقة حوران بجنوب البلاد وحمص في الوسط ومناطق قريبة من الساحل. كما تم احكام قبضة الامن على دمشق وضواحيها.

وقال الجيش اللبناني انه أرسل تعزيزات الى الحدود وأقام نقاط تفتيش وبدأ دوريات مكثفة لمنع أي تسلل عبر الحدود من الجانبين.

وحظرت السلطات السورية على وسائل الاعلام الدولية بصورة كبيرة دخول سوريا مما يجعل من الصعب التحقق من هذه الانباء.

واستخدم الاسد خليطا من القمع والوعود بالاصلاح للقضاء على الاحتجاجات التي استلهمت احتجاجات تشهدها المنطقة العربية.

وفرضت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي عقوبات انتقائية ضد مسؤولين سوريين وأدانوا العنف في الحملات الامنية.

وقالت السلطات ان الاسد يعتزم بدء حوار وطني وهي خطوة رفضها زعماء المعارضة وجماعة النشطاء الرئيسية التي تقول ان قوات الامن لابد أن تتوقف أولا عن اطلاق النار على المحتجين وتفرج عن السجناء السياسيين.